مجدي الحداد يكتب : عن رواية رفعت صالح "انشراح "

 أرسل إلي الصديق العزيز رفعت صالح  روايته الجاري نشرها عبر أمازون ، والتي كانت بعنوان ؛ "إنشراح" .

وفي الحقيقة قد ظننت في البداية إنها ربما إسقاطات الماضي على إخفاقات الحاضر ، وذلك من خلال استدعاء المعنى والمغزى المتعلق بالجاسوسة المصرية إنشراح التي كانت تعمل هي وزوجها لحساب الموساد ، وتم القبض عليهما ، وأعدم السادات زوجها وأفرج عنها - مع إنها هي من قامت بكل العمليات المؤذية ، وذلك من دون أن نقلل من شأن ما قام به الزوج ..!

وظننت بداية إنها سوف تكون رواية عادية شأن كل الروايات التي تعاني الآن لا من ضيق النشر بل من سيولة النشر وذلك على حساب المعنى والقيمة و مدى جودة العمل الفني نفسه ، ولكنن دهشت وبهرت حقيقة من سلاسة السرد وقوة وجمال اللغة التي كتبت بها الرواية ، وكذا حكبتها الدرامية ومدى تمكن الكتاب من إحكام ذلك منذ بداية الرواية وحتى نهايتها ، وكذا الانتقال السلس الهادئ من مشهد إلى أخر ؛ من البداية للنهاية . 


كل ذلك وغيره ، من تمكن الكاتب حقيقة من أدواته ، وخلق عناصر التشويق المتعددة الأنواع و المستويات ، وإسقطاته العديدة المبدعة والتي تجعلك تعثر على من المقصود بهذا أو ذاك من دون أن تتعثر أو كثير عناء ، تجعلك لا تجفل ولا حتى ترمش قبل الانتهاء من قراءة الرواية . الأمر الذي حدا بي بالفعل أن لا أغادر مكاني إلا قبل الإنتهاء من قراءتها في نفس اليوم الذي بدأت فيه قرائتها .

و الرواية تقع في حوالي 255 صفحة من القطع المتوسط  وذلك بنظام ال Pdf - وربما نصل إلى نفس العدد من الصفحات وبالقطع المتوسط إذا تم نشرها ورقيا - وهي ، وكما ذكرت للصديق الروائي ، تنتمي لمدرسة الواقعية - والواقعية السياسية إذا شئنا تصنيفا أكثر دقة - والتي كان رائدها نجيب محفوظ ، أو كانت متعددة الريادة حيث شملت بجانب  محفوظ يوسف إدريس وإحسان عبد القدوس وثروت أباظة . 

وكمتعاطي للأدب والفنون ومتذوق لهما ، فإنني رأيت حقيقة أن تلك الرواية لا تقل جودة عما قرأت لهم من أدباء مصر من قبل وخاصة محفوظ وإدريس . وعندما سألني الكاتب عن أي ملاحظات فذكرت له أن روايته حقيقة قد أبهرتني على المستوى الشخصي ، وأتمنى أن تأخذ حظها وما تستحقه من نشر وانتشار داخل مصر وخارجها . كما إنه يمكن ، وبسهولة تحويلها لعمل سينمائي أو تليفزيوني ، وحيث مشاهدها وعند قرائتها تبدو بالفعل وكأنها مشاهد حية تراها بعينيك مقروءة .

تعليقات