يعد الكاتب والروائي أحمد خالد توفيق من الكتاب العرب الذين برعوا في كتابة روايات الفانتازيا والخيال العلمي وقصص الرعب والإثارة والتشويق، ولُقب بالعرّاب من قبل محبيه، لكنه رفض ذلك اللقب مراراً قائلا : "إن الهالة التي يضفيها قراؤه عليه تزعجه عندما يشعر أنه يتوقع منه ما هو أكبر من إمكاناته".
وعندما كتب أول سلسلة خيالية في بداية التسعينيات من القرن الماضي، حقق نجاحاً كبيراً رغم أن ذلك النوع من الأدب لم يكن منتشراً وقتها، مما دفعه لإصدار أكثر من سلسلة قصصية مثل "ما وراء الطبيعة" و"فانتازيا" و"سفاري".
وذاع صيته بعد روايته يوتيوبيا عام 2008 م التي تُرجمت إلى عدة لغات، ثم السنجة عام 2012 م، وإيكاروس عام 2015 م، وممر الفئران عام 2016 م بالإضافة إلى مؤلفات أخرى مثل: "قوس قزح" و"عقل بلا جسد" و"حظك اليوم" و"الآن نفتح الصندوق" و"لست وحدك".
كما كان يكتب مقالات في الصحف والمواقع الإلكترونية والمجلات كجريدة "التحرير" ومجلة "الشباب".
وترجم سلسلة من قصص الرعب العالمية مثل "بولانيك" و"دير مافوريا" ورواية "نادي القتال" و"عداء الطائرة الورقية" .
واتسمت كتاباته بالسخرية وسهولة السرد، وهو ما جلب له الكثير من النقد، لكنه كان يرى أن الكتابة لا يجب أن "تعذب القارئ أو أن تشعره بالهزيمة أو الفشل".
وُلد في مدينة طنطا بمحافظة الغربية في العاشر من يونيو 1962 م، وحصل على الدكتوراه في طب المناطق الحارة عام 1997 م.
وكان يزاول عمله في اختصاصه إلى جانب كتاباته الأدبية. وكان عضو هيئة التدريس واستشاري قسم أمراض الباطنة بكلية الطب جامعة طنطا.
وكان مشغولا بمجتمعه وصور بعضاً من أزماته في كتاباته.. حيث تناول قضايا مثل"الاستقطاب" و"اتساع الفجوات الاجتماعية والطبقية".
وتنتمي معظم أعماله لما يسمى بالأدب الغرائبي، ومن أهمها سلسلة "ما وراء الطبيعة" التي ينظر إليها على أنها شكلت وجدان جيل الشباب في مصر والعالم العربي.
كما استخدم في أعماله ثيمة "الديستوبيا" أو أدب "المدينة الفاسدة" وهي نقيض اليوتوبيا.. إذ تتحدث عن المستقبل، من خلال تصورات مظلمة يفقد فيها البشر الكثير من حريتهم، ومشاعرهم، وطاقاتهم مثل روايته "يوتوبيا".
ومعظم أبطاله من مدرسة "نقيض البطل" أو Antihero وهي الشخصيات التي تفتقر إلى مواصفات البطولة التقليدية كالمثالية والوسامة أو التمتع بجسد رياضي أو الشجاعة.
شغلت فكرة الموت تفكيره، خاصة بعد أن توقف قلبه 4 مرات لكنه في كل مرة عاد لينبض بالحياة من جديد، وقال عن ذلك "لقد عدت للحياة يجب أن أتذكر هذا ربما كانت لعودتي دلالة مهمة لا أعرف ربما كان هناك عمل مهم جدًا سوف أنجزه لكن ما هو ؟ أخشى أن أكون قد عدت لأتلف ما قمت به في حياتي الأولى".
وفاز احمد خالد توفيق بجائزة الرواية فى معرض الشارقة الأدبي عام 2016 م، وكانت آخر أعماله رواية "شآبيب" التي صدرت عام 2018 م.. وتوفي في أبريل 2018 م إثر أزمة صحية مفاجئة.
تعليقات
إرسال تعليق
أترك تعليق