قصيدة مني الخميسي : " يحكى أن " ..إلى روح الشيخ عماد عفت


   يُحكى ...

تحت السماء .. في أوطاننا

في مكان ما .. هناك أو هنا

في زمان ما بالأمس أو غدا

أن روحا وحيدة متمـــــردة

طافت تدور جمرة في المدى

مشردة تجوب النور والظلام

والدنيا والآفاق والبشر نيام

متكبرة متفردة تحجبها ظلال

تغوص في الجداول، والبحار  

تلثم الثرى .. تعانق الأشجـار

تشرب السحر، وتوقد النهار

يُحكى أن ...

عمادا كان فوق الموت متكبرا

يُحكى دمعا هنا، وفي الجوار

يُحكى صمتا .. ويُحكى جهارا

ثائرا كان .. حلما كان متفجرا

لا ملمح ،  لا ابتسام لا اغترار

فيه ،  سوى طيفه في احتضار

لا لحم لا عظم ، وحده القرار :

ثورة حتى النصر لا ،  لا فرار

حلما كان   ...  روحا كان  ...

نارا كان .. . شبت  في  نار

عيناه فجرت أحلاما للثوار

عظامه فوق رصيف وأحجار

في مكان ما .. هناك .. أو هنا

دماؤه خضبت ضمائر التجار

آمال عمره القصير احتضار

لثورة حتى النصر ... لا فرار

لا شيء سوى طيفه والقرار

يُحكى أن ..

روح الشهيد وحيدة متمردة

تحت السماء .. في أوطاننا

جمرة تظل تخفق في المدى

تنبش الأرض، تفتش الديار

عن مثوى .. وطال الانتظار

تُطلق رعودا .. لم يفق الكبار

فتحت الوسادة خطب ودولار

والوطن: جدال فلسفات تكرار

يُحكى أن ... قد صانه الزمان

تبكى الأم ... وتروي الأكفان

وطير وطل وعشب وأغصان

عمادا كان حلما كان متفجرا

يُحكى أن ... و ينطق الحجر

يُحكى أن ... أجيالا وضجر

يُحكى أن ... تسح الدماء

يُحكى أن ... شهيدنا افتداء

عمادنا  ابتداء بحقنا انتهاء.

تعليقات