إبراهيم القاضي يكتب : رسالة إلى صديقي الحمار


صديقي الحمار, أعلم مدى حزنك وغضبك مني،حين أشبه بعض الأغبياء من بني البشر بك، فأنت ياصديقي العزيز تتحمل مالايتحمله كائن أخر في خدمة بني البشر، فهذا الفلاح الجلف يضع فوق ظهرك الدامي السباخ, ويزعق ويشخط وينطر ويسوطك ويسب أمك وأبيك، بينما لا تبدي ياصديقي تمرداً، بل تذعن لرغباته حتى لو وضع فوق ظهرك جبلاً، لكني لن أخفيك سراً بحكم صداقتنا العميقة، بعضهم يرون أنك تستحق ما يجرى لك، فلو تمردت مرة واحدة ،ونهقت ورفست، وأعلنت العصيان، لعمل لك صاحبك ألف حساب ،ولربما لن يستدعيك للسخرة ثانية، وسوف تعيش معززًا مكرمًا في زريبتك.. أرجوك لا تغضب، سأبوح لك بسر آخر، منذ يومان، حلمت خير اللهم اجعله خيراً، أنك لا تؤاخذني ياصديقي، جمعت بني جلدتك من الحمير، ووقفتوا أمام منزلي المتواضع، ورفستوا ونهقتوا احتجاجا ضدي، ولما استيقظت فزعًا من نومي، صفعتني الدهشة، وحدثت نفسي كالمجنون، وأنا أضرب الكف بالكف، ماذا اقترفت من ذنب في حقكم، حتى يرفسونني وينهقون أمام داري، ألا يفرقون بين الصديق والعدو؟!، ثم قلت لنفسي ولا تؤاخذني: فعلا شوية حمير! 

السارق ليس قديساً، ولا هو أحد أعضاء جمعية خيرية، ولم يكن من بين أهدافه نشر السلام والآمان على هذه الأرض، السارق حين تواتيه الفرصة لانتشال محفظة سيء الحظ، ينقض عليها كما تنقض الأسود الجائعة على فرائسها، لكل مهنته يا صديقي الحمار، وعلى الجميع احترام قواعد اللعبة، فهذا الرجل الذي يخرج من بيته، ناوياً سرقتك، لو أكل الحزن قلبه على حالك، فالأفضل له أن يبقى في بيته، أو يكمل ما تبقى من عمره في الجامع..يا حمار!..ههه أرى نظرات الغضب والغيظ في عينيك وأذنيك التي مالت ناحيتي، مازلت تغضب من لفظة حمار، هل تعتقد أنه لو سميناك نانسي، سيصير حالك أفضل؟! 

إلى اللقاء في رسالة قادمة

تعليقات