سيد صابر يكتب : اورجانيك!! أنجليزي ده يا عمرو؟


وصل الي بهو الفندق وتلفت يسارا ويمينا وحوله حراسه الشخصيين ... مسح البهو واللوبي والريسبشن بعينيه ومرت هي  امام عدسة بوبوء عينيه ... باتريشيا الاوكرانية نادلة البار السامقة المشعة المنيرة المثيرة فمال علي احد حراسه هامسا ...  فانطلق الحارس ليخبرها ان عمر حبيب باشا سينتظرك في البار  ... ابتسمت له وهي تسكب النبيذ لشاب خليجي ياكلها بعينيه اما هو وصحبه فقد  اخذوا الاسناسير ونزلوا به في جوف الفندق B3 هناك حيث بار بيكاسو ... بقي الحارسان خارج بوابه البار ودلف هو مسرعا حيث موقعه الوثير الاثير  وكرسيه المحجوز له دائما علي البار ...  خلع جاكيته واسدله علي كرسيه واخرج من جيب بنطاله مفاتيحه وموبايلاته واغلقها ... فتح اساور قميصه الذهبية وقفز يعتلي كرسيه علي البار يحده علي يمينه يمني محفوظ الوزيرة السابقة وعلي يساره ابو جاسر شيخ ال الشيوخ المستشار الرياضي الكوري الفني الشاعر  الموسيقي طال عمرهذذذ ... تبوء عمر حبيب مقعده وسط صرخات الترحيب به من كل من في البار فهو الاعلامي المشهور المحبوب الاثير للسادة الكبار ... تقدمت منه باتريشيا وتحت الاضواء الخافتة تحسس اردفها وضمها اليه في ولع ولثم شفتيها هامسا اموت انا في كييف .... وسط ضحكات يمني محفوظ الوزيرة السابقة الشمطاء وهزة كرش ابوجاسر فرحا بوصول مهرجه المحبوب ... سئله البارمان ... نشطف الاول وبعدين نشغل الماكينة وهنا هز عمر حبيب راسه لتدور كاسات البيرة الدرافت المكسيكان مع شرائح الليمون ... لشطف المعدة والامعاء من بقايا مشروبات الامس ويهرول عمر  الي الحمام للتفريغ واكمال الشحن  وبداية السهرة خلع بنطاله وسقطت من جيبه حافظة الادوية .. هذا للضغط وذاك للسكر والحبة الصفراء للقلب اما الزرقاء فهي لنهاية السهرة ... لبس بنطاله وقفل راجعا راسما ابتسامة عريضة .... وصرخ في الوزيرة ضاحكا ايه اخبار العريس ياسيات الوزيرة ... فرفعت كأسها مقهقهة 

_ خلصت عليه ياعمورة وبقي ينام من المغرب وهنا ظهر في مخيلتها طيف زوجها المسئول المالي الكبير وهو مخفور من رجال الامن في نادي الجزيرة وبنطاله عالارض وبين احضانه احدي عاملات النظافة في النادي .... لتصب في جوفها كاسات غدر زوجها وتطلب المزيد لتتداعي امامها كيف واتتها فكرة جهنمية تمحي بها عار فضيحة زوجها وانهمرت وتركزت في بؤرة ذاكرتها صور الحلويات بأشكال لاعضاء تناسلية والتي طلبت من الحاجة كوثر شيف الحلويات في النادي ان تعملها وكيف دعت كل صديقاتها الي حديقة النادي لينسي اعضاء النادي قصة زوجها وعاملة النظافة ولتتحدث مصر كلها عن نادي الاكابر الذي يقدم في مطعمه حلويات باشكال تناسلية ذكورية وقطع حبل افكارها ضحكات عمر حبيب مع ابو جاسر وهو يقول له ابو جاسر طال عمره ينصره علي من يعاديه ويزهزه عصره هي ها...  ليرد عليه ابو جاسر تري ياعمورة لولاي ما كنت انت ... انا من عملتك ...  

_ صمت عمر برهة واطلق ضحكة حنجورية ليرد  اعتقني الله يخليك يابو جاسر اعتقني لله ياراجل وتلفت يسارا ويمينا ونادي عالبارمان فأتي بزجاجة الفودكا وشرائح البرتقال وعصيره ... مد يده علي علبة عصير البرتقال ومال برأسه لتصبح الرؤية اكثر وضوحا وهنا سألته يمني محفوظ ضاحكة ... ايه ياعمورة هي العلبة  بتنقط زيت ولا بتجيب جاز  ... رد عليها ضاحكا 

_ بشوفها اورجانيك ولا مش اورجانيك 

_ ماهو الفودكا اورجانيك ياعمورة ... ودلوقتي تيجي لك البت الاوكرانية تخليك تشوف الدنيا كلها اورجانيك ... واطلقت ضحكة رقيعة واتبعتها بشهقة وهزة نصفها العلوي بدلال ومالت علي ابو جاسر ضاحكة ولا ايه رايك طال عمرك ودام فضلك ... تحشرجت الكلمات في حلق طال عمره مع لطشة بداية اول كاس وطفق يهري ... ابغي أقول ان انا شاعر ... وهنا قطع عمر حبيب حبل افكار ابو جاسر ليصرخ ضاحكا شاعر بمصيبة جاي لي يالطيف يالطيف ...  مصيبة ماكنتش علي بالي يالطيف يالطيف...  ونزل من كرسيه ودار حول نفسه واخذ ابو جاسر من يديه ورقصا معا يالطيف يالطيف وهنا خبطه ابو جاسر علي قفاه ضاحكا والله انك مهرج ...  مهرج كبير ياعمر  ....

رجعا الي كرسيهما يلهثان وسط ضحك كل من بالبار ... 

اشار عمر بيديه فجاء احد حراسه علي عجل حاملا علبة مستطيلة  من خشب الابنوس ليفتحه الاعلامي الكبير ويلتقط احدي لفافات السيجار منها ليمسح به انف ويتشممها ككلب حارسة مدرب ويشعلها وياخذ نفس منها ويطلق ضحكة رنانة ساخرا ... الله يرحمك ياجيفارا ...  الله يبشبش الطوبة اللي تحت رأسك ياكاسترو ومال علي أبو جاسر هامسا ... تعرف يابو جاسر طال عمرك السيجار ده مر علي افخاذ الكوبيات وسقي بعرق اقدامهن ... وهنا حاول ابو جاسر ان يظهر نفسه عميق وفاهم فقال ببلاهة يحسد عليها نعم انه مثل القات الذي يمر علي شفايف اليمنيات قبل ان نمضغه ونستحلبه ثم نبصقه وهنا تدخلت الوزيرة يمني وبعد ان ذهبت الفودكا وذكري زوجها مع عاملة النظافة بكل عقلها لتهتف ... جوين ... افرط السيجار ياعمر ونعملها جوين ... جوين اورجانيك واطلقت ضححة رقيعة  ... 

وقطع حديثها هرولة احد حراس عمر حبيب وهو يحمل تليفونه ويهمس في اذنه ... الهانم علي التليفون ... ست هانم عالتليفون ياسعادة الباشا فيلتقط عمر الفون من يديه ويهرول مسرعا خارج البار ليستطيع سماع صوتها ...

- ايه يا اوستاز كل ليلة سهر وسرمحة... اخبارك بتوصلني اول باول ياعمورة

_ يا ايزيس ياحبيبتي انا سهران مع ابو ناصر... يعني شغل ... شغل يا ايزيس ... هو انا بسهر عشاني... ده عشان مصر واطلق ضحكة مجلجلة 

_مستنياك ياأوستاز مش هنام ... مستنياك

_جاي ... جايلك ياقمر وليلتنا هتبقي موز ... موز...

اغلق الفون وصرخ في الحارس... يابن الكلب ياحمار قلت لك مليون مرة لما اكون سهران ومبسوط مش عاوز تليفونات من اي حد وخصوصا ايزيس... اهي قالت لي منتظرك  ... عارف يعني ايه انها في انتظاري ... اه ياحوستي السودا يانا يامه ... 

ودلف الي البار يخبط في ظلمات البار بمحمد بسيوني جاره القديم و صديق الدراسة... اهلا اهلا يابيسو 

- ازيك ياعمورة 

اخذه من يده وذهب به الي كرسي بجواره علي البار... وحشني يا بيسو... اعرفك طبعا الشيخ ابو جاسر المستشار الشاعر  والوزيرة يمني ... لوح لهم بسيوني بيديه واشاح بوجهه وطلب من البارمان ... هات ياسعيد زجاجة تيكيلا والعدة بقي ملح وليمون سلايس ودلعني .... مال عليه عمر ضاحكا.... ايه يابيسو ياحبيبي انت خلاص مايقتش يساري وتركت رئاسة جمعية مقاطعة السلع الامريكية وبطلت تشرب فودكا ...

_ ليه يا عمورة ياحبيبي هي التيكيلا امريكية اميريالية  ماهي التيكيلا مكسيكية ومعمولة من الرز الاورجانيك واطلقا الاثنان  ضحكة مدوية واتبعها بسيوني صارخا في سعيد البارمان هات له ياسعيد مزة بيض بالبسطرمة بس اوعي يكون البيض اورجانيك ...

هدأ البار واختفي رواده وحراس ابو جاسر حملوه الي سيارته بعد ان طفق يهذي خاشقجي ... خاشقجي كبش.... ويمني جاء زوجها وسحبها مخمورة الي سيارته وبقي عمر حبيب بمفرده علي البار ... وسعيد البارمان يبدا في تعبئة الزجاجات الغالية الفارغة بمشروبات رخيصة اعتمادا علي ان عمر اخذت زجاجة الفودكا براسه... نظر له عمر بدهاء ... انت بتضرب الفودكا والويسكي ياسعيد ... بتضحك علينا ياسعيد ... نظر له سعيد مليا وأردف ... ما انت طول عمرك بتضحك علينا واحنا عارفين انك بتضحك علينا وانت عارف ان اننا عارفين انك بتضحك علينا ... يااوستاز عمر احنا في ساقية كلنا بنلف فيها وكلنا بنضحك علي بعض ... تنهد عمر وشعر بضغط علي صدره ونظر لعيني سعيد طويلا وقال له 

- انت افضل منا جميعا ياسعيد واكثر حرية منا جميعا انت تملك انت تنتقل مع عمل لاخر ومن فندق لاخر او ان تجلس في بيتك وترفض الشغل ... اما انا ... انا ياسعيد لا املك رفاهية الانتقال الي عمل اخر او اقول لهم ... لا اريد ان اكمل ... مش عاوز العب... اعملوا لي ماتش اعتزال .... ياسعيد انا لا املك رفاهية السكوت... لابد ان اتكلم ... اردد ما يقال لي ... انا صدي ياسعيد ... صدي صوت... وماتش اعتزالي لن يسمحوا لي به الا في عمر مكرم ...

وأتي احد حراسه علي عجل وحمله وقذف به في سيارته بعد ان راح في غيبوبة أبدية....

تعليقات