السفير معصوم مرزوق يكتب : من هو الشيطان الأكبر ؟


تواصل آلة الإعلام الغربية الاخطبوطية مهمتها غير المقدسة في شيطنة بوتين .. ونجاحها في مهمتها قد يؤدي بالفعل إلي تحقيق نبوءتها وحصول الغرب علي " الشيطان " مجسدا ! . 

هل هو فعلا ذلك الشيطان الرجيم ، أم القومي الارثوذكسي المؤمن البريئ؟.. ثم ما هي الخطة النهائية للغرب من " صناعة شيطان جديد " ؟ .. هل هي القصة المكررة لتحالف شيطاني بين مصانع الأسلحة ، ومصانع المال ، ومصانع السياسة ؟ .

من المعلوم أن شرق أوكرانيا الملاصق لروسيا ، أغلبه من أصول روسية ، يتحدث الروسية ، ويدين بالارثوذكسية ، بينما غرب أوكرانيا يتحدث الأوكرانية ويدين بالكاثوليكية ، ومن المعلوم كذلك أن " كييف " كانت في جذر التاريخ الروسي ، ولها ارتباطات عاطفية في الوجدان الروسي ، ومن المعلوم كذلك أن أكثر من ثلثي سكان القرم من الروس ، وأن القرم كانت جزءا من الإمبراطورية الروسية ، وأن خروشوف ( الأوكراني الأصل ) هو الذي منح هذا الجزء لجمهورية أوكرانيا التي كانت جزءا من الاتحاد السوفييتي ، كما أن الجزء الأكبر من الأسطول الروسي يقبع في ميناء سيفاستبول في القرم .

كل ما تقدم معلوم للكافة ، ولأي مبتدئ في العلوم السياسية ، ولكن الأهم هو إدراك إستحالة قبول روسيا بانضمام أوكرانيا إلي حلف الناتو ، خاصة بعد أن وجدت أنها بعد انتهاء الحرب الباردة وما ترتب عليها قد صارت مكشوفة أستراتيجيا ، وذلك هو الرعب الكامن تاريخيا في العقلية السياسية الروسية ، وكان السبب الرئيسي في محاولات روسيا الدائمة لدفع حدودها بعيدا سواء في آسيا أو في أوروبا .

لقد كنت سفيرا في أستونيا ( التي كانت أحدي جمهوريات الإتحاد السوفييتي ) ، وعاصرت مشكلة إزالة النصب التذكاري السوفييتي من العاصمة تالين ، وما تعرضت له أستونيا نتيجة لذلك من هجوم سيبراني شل الحياة فيها لعدة أيام ، وانكرت موسكو أنها تقف وراء ذلك الهجوم ، وقد كان المسكوت عنه والذي فهمته من اتصالات ببعض المسئولين الأستونيين ( ومنهم رئيس الجمهورية ) ، وكذلك الروسيين ،  أن الموقف كان مؤلما لروسيا ، وأنها اكتفت بقرصة ودن سيبرانية ، لأنها تعلم ، كما كان يعلم المسئولون الإستونيون أن وضع استونيا قد اختلف بعد أن انضمت إلي حلف الناتو ، وأن ذلك يعني حمايتها ، ولكنه يعني أيضا ضرورة حرصها وإلا تسببت في حرب عالمية جديدة .

وأخيرا ، لقد كنت سفيرا أيضا في فنلندا ، وتعرفت عن قرب علي تلك المعادلة العبقرية لبلد حارب الإتحاد السوفييتي فعلا ، ولكنه رفض كل إغراءات الهرولة إلي حلف الناتو .. 

ما ضير أوكرانيا إذا قبلت أن تعيش مثل فنلندا التي تحقق افضل معدلات الحياة لمواطنيها ، وما ضر الغرب في أن يتوقف عن صناعة الدمار كي يغذي شعوبه دماء شعوب أقل حظا ..هل بوتين هو الشيطان فعلا أم انتم ، كما قال الخميني عنكم ذات يوم :" الشيطان الأكبر" ؟.

تعليقات

  1. من قام بحروب أبادة ومن أستخدم النووي والنووي المستنفذ..ومن يسرق خيرات الشعوب وحتي الحليفه ومن يسيطر على أقتصاد العالم ويتحكم فيه هو الشيطان الأكبر..وسيناريوهات هوليوود لخلق الفزاعه المستمره لهو أكبر دليل..تحياتي وتقديري

    ردحذف
  2. الشعوب الخائفة والتى ترفض العلم تستحق ما يحدث لها، وامريكا شيطان ولكنه ليس الأكبر

    ردحذف

إرسال تعليق

أترك تعليق