كان حلم وجود نقابة للاعلاميين حلما لكل من يمتهن المهنة وكان نموذج نقابة الصحفيين فيما قبل ٢٠١٣ النموذج الامثل إمام كل اعلامي مصر حينما كانت نقابة الحريات و الدفاع عن حرية المهنة وحرية المهني وقادها نقباء لهم باع كبير في الدفاع عن حرية الصحافة والصحفييين وكان عضوية مجلس إدارة نقابة الصحفيين شرف كبير يناله صحفيين كبار طبعا في وجود صحفي السلطة.
لذا كان حلم نقابة للاعلاميين في ذهنهم يذهب إلى الصحفيين ونقابتهم وقد خاص إعلاميين كبار معارك من أجل نقابة للاعلاميين على رأسهم المذيع و المخرج والاعلامي الكبير الراحل شفيع شلبي في بداية التسعينات ( تطور فكر الراحل الكبير شفيع شلبي بعد ذلك كثيرا ولم تعد فكره النقابة الجامعة من أفكاره وقد كان لي معه حوارا طويلا حول هذا التطور ربما يحين موعده مستقبلا..)
وكانت هناك تجارب قادها الاعلامي الكبير محمود سلطان و حمدي الكنيسي من داخل مجلس الشعب وتحت جناح من حزب السلطة الحزب الوطني.. ولكن قيل اثناء ذلك أن صفوت الشريف قال "علي جثتي نقابة للاعلاميين" ولم تكتمل المشاريع سواء مشروع المبدع شفيع شلبي او مشروعات الآخرين
اخيرا جاءت لحظة مهمه في مشروع النقابة.. وهي مظاهرات ماسبيرو اول مارس ٢٠٠٩ والتي استمرت ثلاثة أيام وكان اهم مطلب فيها هي تأسيس نقابه للاعلاميين و بعد المظاهرات وتحت الضغط الكبير تم الموافقة على تشكيل لجنه لوضع قانون نقابة الإعلاميين ( الاذاعيين.. راديو وتليفزيون) و صدر القرار يوم ١٠ أبريل ٢٠٠٩ وعقدت اللجنة التي كنت احد أعضائها بقرار من أحمد أنيس رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون اجتماعه الأول في ١٦ أبريل ٢٠٠٩ وبدأنا مشوار النقابة بحضور ٨ إعلاميين على رأسهم الاستاذ الكبير السيد الغضبان.. والزميلة المذيعه هاله فهمي ( هالة محبوسة منذ عام بلا تهمة ) ومدير التصوير حامد عيد، و اخرين والدكتوره مني الحديدي استاذه الاعلام بكلية الاعلام، و ياسر رزق لخبرته الصحفيه و تجربته في مجلس إدارة نقابة الصحفيين,
انضم بعض الإعلاميين على دفعات كان اهم من انضم إلينا الصديق الاذاعي محمد إسماعيل واشير هنا الى من وقفوا من أجل كيان اعلامي حقيقي خلال تلك الجلسات التي استمرت ما يقرب من ست أشهر حتى نخرج بقانون حقيقي للاعلاميين ضم القانون كل المهن المرتبطة بالإذاعة مسموعة ومرئية و اختتمنا الجلسات بتصويت على اسم النقابة وكان الاسم الذي اختارته الاغلبية هو نقابة الاذاعيين راديو وتليفزيون... ذهب المشروع الي وزير الاعلام ليتقدم به إلى مجلس الشعب ولكن المشروع بقى حبيس الإدراج حتى قامت ثورة يناير..
في مارس ٢٠١١ قادنا الاستاذ الكبير الراحل السيد الغضبان في اجتماع بنقابة الصحفيين لاعادة أحياء مشروع النقابة بعدما قامت ثورة يناير و اتسعت دائرة المتحاورين انضم الينا الكثير من الاذاعيين في أعقاب الثورة وكانوا جميعا على اتفاق على كيان اذاعي كبير اسمه نقابة الاذاعيين راديو وتليفزيون، قمنا بنشر مشروع النقابة على الفيس بوك لمشاركة اكبر قدر من الإعلاميين فيه -لايزال المشروع الرئيسي موجود على صفحاتنا على فيس بوك- وتم انشاء صفحة على الفيس بوك موجوده حتى الآن تحت اسم نقابة الاذاعيين راديو وتليفزيون لمن يريد أن يراجع، وعليها مشروع القانون و خطوات ما بعد اجتماعات نقابة الصحفيين..
وبعد عدة اجتماعات وفي غياب مجلس الشعب أعقاب يناير اتفقنا على اعلان النقابة تحت التاسيس و عمل انتخابات لمجلس النقابة تحت التأسيس وتم الاتفاق على اعلان موعد انتخابات النقابة و اعلان اسماء الأعضاء الذين قدموا استمارات للنقابة و ظللنا عدة أيام نقوم بفرزها و تبوبيها لكل الشعب وقد قام العديد من الزملاء بمجهود كبير في ذلك وشهدت غرفة السكرتارية بالقناة الثالثة هذه الأيام التي قضيناها في الفرز والتبويب
ذهبنا انا والصديق الاذاعي محمداسماعيل الي البيت الفني لمقابلة الفنان فتوح احمد رئيس البيت الفني لحجز مكان لاقامة الانتخابات على مسرح السلام وتم الاتفاق على أن تكون الانتخابات في مسرح ميامي بشارع طلعت حرب.. و تم اعلان موعد الانتخابات و فتح باب الترشيح بعد اكتمال اعلان كشوف الاعضاء.. وتقدم الترشيح الكثير من الزملاء الإعلاميين.
وبدأنا التجهيز للانتخابات ومعه بدأت المعارك وللأسف شارك فيه بحسن نيه او بسوء نيه بعض الاصدقاء الذين نحترمهم ولهم مكانة خاصة لدينا، استمرت الشائعات من نوعية ( على ابوهميلة بيعمل نقابة عشان يبقى نقيب) ولم أتقدم اصلا للترشيح لان كنت أدير الموضوع وهذا أيضا من ضمن البنود الانتقالي التي وضعت في المشروع ان كل السادة الذين شاركوا في كتابة المشروع لا يرشحوا للانتخابات، لكنها النفس الإمارة بالسوء و اشياء أخرى، اتفق فيها للأسف من دافع عن المشروع مع من يريدون تعطيله او على الاقل إيقاف هذه الحركة التي تستهدف قطع الطريق على اي مسامات حول المشروع، و بدأنا نجهز للانتخابات وسط جو مشحون و شائعات بتأجيل الانتخابات وشائعات عن اختيار أعضاء معينين او نقيب معين..
وكانت اخر الشائعات رسالة وصلت لمعظم الإعلاميين ليلة عقد الجمعية العمومية هو تأجيل الاجتماع وعقد الانتخابات الي موعد آخر، لأصل الي مسرح ميامي دون أن اعلم ما تم في ظلام الليل وظلام العقول، ليخبرني هاني فرج و ياسر الشربيني و أخرين أن رسالة وصلتهم بتأجيل الانتخابات، وكنت قبل الوصول إلى المسرح في لقاء بقناة نايل لايف عن الانتخابات -اللقاء موجود على اليوتيوب أيضا على جزءين- قلت فيه ان هذا يوم تاريخي للاذاعيين كافة وأننا نبدأ مشوار سيكون له ما بعده كانت الأحلام كبيرة ولم نكن ندري ما يخطط له الآخرون..
عندما ذهبت إلى المسرح كان عددا للاعلاميين الذين حضروا قليل جدا بالنسبة لمن أعلن عضويتهم تحت التاسيس، و كان علينا أن نقدم في اليوم شئ مهم للناس حتى إذا اكتملت الجمعية العمومية نعمل الانتخابات، وإن لم تكتمل نكون قدمنا شئ مهم (هناك لقاء مع الراحل شفيع شلبي من داخل المسرح عن النقابة موجود أيضا علي اليوتيوب).
قمنا بتقديم المرشحين الذين حضروا للمجتمعيين لشرح برامجهم، وانتهى اليوم وبنهايته كانت الاقدار تكتب قصة جديدة لنقابة الاذاعيين التي تحولت إلى نقابة الإعلاميين.. و بدأنا مشوار جديد كان كفيل هذا اليوم لو لم يستمع الرفاق الي نفوس خبيثة و نفوس سيئة واهدروا فرصة كبيره كانت جديرة بنقلة نوعية فيما بعد يناير ٢٠١١، هناك أيضا على صفحة نقابة الاذاعيين راديو وتليفزيون تحت التاسيس.. نماذج للدعاية التي قدمها الزملاء للاذاعيين.. ومره أخرى وللتاريخ لم أكن واحدا من المرشحين ولا أقبل ان اكون يوما ما خصم وحكم.
اما كيف وصلنا لهذا الوحل المسمى نقابة الإعلاميين فهذا موضوع آخر.
تعليقات
إرسال تعليق
أترك تعليق