سعيد تمساح يكتب : المعارضين ، والمعترضين


تخيل حضرتك راكب قطار من أسوان للاسكندرية ، وعندما وصل القطار الي محافظة بنى سويف قرر سائق القطار ان يتجه غرباً الي الفيوم ومنها الي السلوم ،، 

عندما قرر السائق ان يتجه الي الفيوم ثار بعض الركاب وصرخوا بأعلي أصواتهم أن السائق قد ضل الطريق وأنه لن يصل الي الاسكتدرية عن طريق الفيوم ،، 

طبعا السائق نجح في اقناعك بأنه علي الطريق المبين ، كما أنه أقنعك أن الذين ثاروا واعترضوا علي تغيير مسار القطار ماهم سوى قلة مندسة ومجموعة من الأشرار هدفهم تدمير القطار ، وحضرتك شاركت في الحملة دى سواء بالمشاركة أو بالصمت العاجز ، وعندما وصلت حضرتك الي صحراء السلوم تفذ طعامك وشرابك وفقدت فلوسك وحتى مجرد الحلم أن تعود سالماً الي محطة بنى سويف لتكملة المسيرة الي الاسكندرية 

حضرتك صرخت فقط عندما فقدت مقومات بقاؤك علي قيد الحياة ، صرخت عندما فقدت القدرة علي الحياة ،، وبعد كل اللي حصل لك ده بتفتخر انك بتصرخ عشان أكل العيش وبتفتخر كمان انك مش بتاع سياسة ،، 

الناس اللي صرخوا عند تحويل مسار القطار هم الاحرار ، هم الصادقين ، هم الذين نور الله بصيرتهم ، هم الذين درسوا وقرأرا تاريخ الدول التى انهارت اقتصاديا وضلت الطريق . 

طبعا كلامى ده مش موجه لاشخاص بعينهم ، كلامى موجه لاكثر من ٩٥ ٪؜ من ركاب القطار الذين يبكون الان علي اللبن المسكوب ، وربما التمس لهم بعض العذر ، لانهم خرجوا الي الدنيا وركبوا القطار ، ونصايح اهاليهم تصاحبهم في كل خطوة - إمشى جنب الحيط - الحيطان لها ودان - اذا صفعك احدهم علي خدك الايمن اعطيه خدك الايسر ، خليك في حالك ،، 

ركاب القطار اصبحوا من المعترضين علي مافقدوه ولن يعود ،،  

المعارضين هم الفئة القليلة التى قرأت التاريخ وايقنت ان طريق الاصلاح والتنمية لايمكن ان يمر عبر القهر والديكتاتورية والاستبداد والنظم العسكرية والدينية الفاشية ، 

النظم الاستبدادية استمرت فى السلطة في بلدان كثيرة حتى أوصلت بلدانها الي الخراب والضياع والانهيار ، النظم الاستبدادية تعتمد علي البسطاء لتجهيلهم أو خداعهم بعبارات دينية أو وطنية من اجل أن يظلوا عبيدا يصفقون ويرقصون ويبتهجون بأن القافلة تسير في اتجاه السلوم بينما الوجهة الحقيقية هى الاسكندرية ، 

لاضير أن نتعلم الدرس بالرغم من انى اشك في ذلك 

فالدفاع عن المنهج والمبدأ يحميك ويغنيك عن الوصول الي نقطة الصفر وتضطر حينها للدفاع عن رغيف خبزك أو حليب اطفالك ، 

السياسة هى فن الدفاع عن الحياة الكريمة ولكن بطرق ديمقراطية سليمة .. 

السياسة ياقوم ياأتباع ابى لهب ليست نجاسة كما علموكم اسيادكم ، السياسة ليست يسوس وساس وسوس واى هبل وعبط اتضحك عليكم حتى يبعدوكم عن الوعى والحرص علي مستقبل أولادكم والدفاع عنه ، 

السياسة هى أن تتعلم ان تقول ( لا ) 

قبل ان ينحرف القطار الي الطريق الخاطئ 

وتكتشف في السلوم انه قد تم اختطافك واختطاف حلمك وحلم اولادك ،،، 


تعليقات