سعيد تمساح يكتب : عودة العلاقات السعودية الإيرانية

 

السعودية تقطع ثلاث حبال سرية بمشرط واحد ، وتلوح : نحن قادرون علي ايقاف عدة مشروعات متعارضة وقادرون علي إختراق ماكان بالامس مستحيلا ،، 

السعودية تعود الي سياسة الدول التى تستطيع أن تتعامل بدبلوماسية متوازنة مع اطراف تتعارض مصالحها ومشاريعها الاستراتيجية معاً ، لم يعد بالامكان للغرب استغلال ورقة إيران لابتزاز دول الخليج وتصريف فوائض السلاح لديهم ، وفي نفس الوقت يمكن تحييد الموقف الايرانى تجاه السعودية ودول الخليج ب ١٠ ٪؜ من تكلفة الحرب في اليمن ،، 

اللقاءات السرية بين السعودية وايران في الفترة الماضية اكدت علي تفاهمات وخطوط مشتركة واخرى فاصلة بين الدولتين ، فى الوقت الذى تغيرت وتبدلت فيها اولويات النظام الايرانى واصبحت التهديدات الامريكية والغربية والاسرائيلية هى الاولوية الاولي في الاهتمام للنظام الايرانى ،، 

لم يعد التوسع الايدولوجى الايرانى في منطقة الشرق الاوسط هو الاولوية الاولي ، والسعودية ترى ان حرب اليمن قد فُرضت عليها لاسباب كثيرة ومُتشعبة ، وان العائد الحقيقي من خلال هذه الحرب اصبح مساويا للصفر ، سوى حماية حدودها الجنوبية من هجمات الحوثيين الاستفزازية ، وبعد ان نجحت الهدنة الحالية في وقف العمليات العسكرية علي الحدود الجنوبية السعودية كان علي السياسة السعودية البحث عن تثبيت هذه الهدنة الي أمد طويل ، دون تعريض امنها القومى للخطر ، خصوصا بعد حالات الانسلاخ التى حدثت لما يسمى بجبهة التحالف ، فقد انسحبت قطر ، وذهبت الامارات الي تنفيذ اهداف خاصة لها في جنوب اليمن ، 

السعودية بتشتغل سياسة ، بعيدا عن التفسيرات العربية العبيطة والساذجة ، 

اعلان عودة العلاقات السعودية الايرانية برعاية صينية ، ليس معناه ان السعودية تاخذ خطوة للخلف تجاه امريكا والغرب 

وليس معناه ان العلاقات السعودية الايرانية ستصل الى درجة العلاقات الراسخة والعميقة بين يوم وليلة ، 

ولكن هذا الاعلان يمنح السعودية مزيدا من قوة التوازن في علاقاتها مع المعسكر الشرقي والمعسكر الغربي ،، 

لست مع المقارنة بين قوة الصين وقوة الغرب وامريكا ولكن 

السعودية استطاعت ان تنتزع قوة اضافية للتوازن في علاقتها بين المعسكرين بأقل التكالي