منذ حوالى ثلاثين عام تم السطو على بيت حمايا الخاص به أثناء غيابهم للعمرة وتم سرقة أشياء كثيرة والبيت عبارة عن مبنى سكنى وحوش خلفى كبير به سيارته وشوية شجر وعشش للطيور...وبعد مجهود أمنى تم التعرف على الحرامى وضبطه والذى تسلق السور بعد مراقبة البيت والتأكد من خلوه من سكانه ونط جوه البيت الخالى والغريب فى الأمر أن المسروقات أخفاها ولم يصرفها على الفور لأن بها أشياء مميزة ممكن أن تفضحه لو حاول تصريفها بدفنها فى أرضية إحدى غرف شقة يستأجرها فى الدور الأرضى بعد خلع البلاط وأزاحة جزء من التربة ثم أعاد البلاط مرة أخرى وفوقه وضع سرير النوم لحين التصرف فيها...كان كل يوم يخرج بشنطة مليانة تراب من الحفر ويرميها فى مكان بعيد حتى يضع المسروقات بعد تغليفها...لدرجة أن ضابط المباحث لم يجد أى دليل على قيامه بالسرقة فى التفتيش الأولى لدرجة إنه وقف مبلم وأشعل سيجارة وعنف المصدر الذى أتى له بالمعلومة حتى أعاد التفتيش وإكتشف بلاطة مهوية تحت السرير ثم أمسك بالخيط الذى أدى إلى إكتشاف المسروقات...
الشاهد أن إحدى الجارات قالت فى شهادتها بالمحضر أن زوجة الحرامى كانت تعطيها لحمة وتعطى الجيران وتقول لهم أن أخوتها جزارين كبار ويأتون لها كل فترة بفخدة آه والله فخدة وإتضح أنه كان يسطو على محلات الجزارة ليلا وسرقة اللى فيه النصيب مما إستطاع حمله من اللحوم ومحرر محاضر بذلك وفى القصة تفاصيل كثيرة...
وبعد غلاء اللحوم كنت ألحظ أن هناك جزار فى الشارع الرئيسى يعلق كذا فخدة خلف الباب الزجاجى المغلق ليلا دارت فى ذهنى فكرة شيطانية نابعة من قصة اللص القديم وهى أن أضرب الباب القزاز بحجر فينكسر فأسحب واحدة من الأفخاد المعلقة وأهبص أنا وحبايبى وأقول إن أهلى فى الصعيد جزارين كبار وبعتولى فخدة بمناسبة عيد ميلادى اللى فى مارس !
ودرست الخطة وإشتريت شال كبير لكى أتلثم به ودبابيس حتى لاينفك اللثام وتكشفنى الكاميرات وجهزت فرخ ورق ألمنيوم "فويل"لكى أطمس لوحات عربيتى عند تنفيذ العملية وأثناء الإعداد ودراسة المداخل والمخارج للموقع ذهبت للدكان آخر الليل قبل مايقفل وقلت أعمل البروفة الأخيرة للمشهد وعملت نفسى عايز أشترى لحمة ومجهز فى إيدى ال150 جنيه تمن النص كيلو اللى كانوا فى يوم من الأيام بيشتروا خروف لكننا فى زمن الإنجازات وبنشوف اللى عمرنا ماشفناه وقلت أعاين البضاعة لكى أختار الفخدة التى تستحق المغامرة ولمست الفخدة اللى عليها العين فإذا هى بالونة صينى بلاستيك منفوخة على هيئة فخدة 3Dبألوانها بأختامها !
أتاريه شرك خداعى ودعاية مجسمة زى المواقع والدبابات الوهمية اللى بتعملها الجيوش لتضليل طائرات العدو عن المواقع الحقيقية لها !
وطبعا الخطة باظت وجاء نقبى على شونة وقلت لنفسى الحمد لله اللى مانفذتش العملية وإلا كانت دلوقتى فضيحتي بجلاجل وسط حبايبى حرامية البلد ويمكن بقيت مادة للضحك والسخرية بعد ماصورتنى الكاميرات لو نزلت فيديو على التيك توك وقلت بلاهها لحمة من أصله وأشترى كيلو جبنة براميلى و10أرغفة فينو وكيلو طماطم نعمل ساندوتشات ونتعشى أنا والعيال بالمية وخمسين جنيه !
تعليقات
إرسال تعليق
أترك تعليق