مشهد رقم 3
الحركة الطلابية في مصر من عام 1971 وحتى انتفاضة يناير 1977
كانت الثمرة التي انتزعتها الحركة الطلابية عام 1968 هي حرية إصدار مجلات الحائط وتأسيس الأسر والجماعات الطلابية ، تمكن النظام من ضرب قيادة الحركة لكن جماهير الطلاب استمرت فى عملها القاعدي وتأسيس العديد من الأسر والجماعات ، كان أبرزها جماعة أنصار الثورة الفلسطينية بهندسة القاهرة والتي لعبت دورا بارزا في التضامن مع نضال الشعب الفلسطيني بالمعارض المستمرة وعقد الندوات وإصدار البيانات ثم تعاقب ظهور الأسر والجماعات بالكليات المختلفة مثل أسرة مصر بآداب القاهرة وأسرة عبد الحكم الجراحي بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية وجماعة الدراسات الاشتراكية بحقوق القاهرة هذا على سبيل المثال) ،
وكانت أعوام 1972 ، 1973 أعوام صدام ضخمة بين الحركة الطلابية والنظام الحاكم.
وقد لعبت هذه الأسر والجماعات من خلال مجلات الحائط دوراً سياسيا في الوعي والتعبئة الجماهيرية ، وكانت أسلحة التظاهر والإضراب عن الدراسة والاعتصام أسلحة أساسية في نضال الطلاب ، ولم تقتصر مظاهرات الطلاب على الحرم الجامعي بل خرجت إلى الميادين والشوارع ووصلت للميادين سواء في جامعة القاهرة أو عين شمس أو المنصورة أو الإسكندرية أو أسيوط وغيرها.
عـام 1972:
بدأت التحركات الطلابية باعتصام كلية الهندسة جامعة القاهرة أيام 15 ، 16 يناير 1972 (حوالي 3 آلاف طالب) وتطور الاعتصام إلى اعتصام بالقاعة الكبرى بجامعة القاهرة (ضم حوالي 7 آلاف طالب) واستمر الاعتصام لمدة أسبوع كامل وتم فضه واعتقال ألف طالب من القاعة في يوم 24 يناير 1972.
وترتب على اعتصام جامعة القاهرة اعتصامات موازية له في كل الجامعات المصرية.
وتم تشكيل اللجان الوطنية بالكليات المختلفة
وفي جامعة القاهرة تم تشكيل اللجنة الوطنية العليا للطلاب والتي كانت تقود اعتصام جامعة القاهرة ، كما تم صياغة وثيقة طلابية لإعتصام جامعة القاهرة تعبر عن وجهة نظر الطلاب المعتصمين تمت صياغتها بعد مناقشات واسعة داخل قاعة الاعتصام دامت أكثر من 3 أيام متواصلة وتم إقرارها من الاعتصام بشكل ديمقراطي ، وتم طباعتها في مطابع الجامعة التي استولى عليها الطلاب ، وتم توزيع هذه الوثيقة بعشرات الآلاف من النسخ داخل وخارج الجامعة ووصلت لكافة الاعتصامات في كافة الجامعات وعرفت بأسم (وثيقة يناير 1972)
وكرد فعل على اعتقال الطلاب في فجر 24 يناير ، انطلقت المظاهرات من طلاب جامعة القاهرة وجامعة عين شمس ووصلت إلى ميدان التحرير والتحمت بالجماهير ،وتم الاعتصام بميدان التحرير لمدة 3 أيام متتالية
(24 ، 25 ، 26 يناير) وعرف هذا الاعتصام بالكعكة الحجرية .
أي أن الأحداث في عام 1972 بدأت باعتصام هندسة القاهرة يوم 15 يناير وانتهت باعتصام الكحكة الحجرية في ميدان التحرير يوم 24 يناير.
(من15 يناير وحتى 24 يناير) عشرة أيام هزت مصر ، ونقلت المجتمع من حالة إلى حالة أخرى ، وأصبحت النقاشات في المجتمع تدور حول التساؤلات التي طرحها الطلاب في (وثيقة يناير) وحول حالة اللاسلم واللاحرب وحول حجم المساعدات السوفيتية لمصر وحول الحريات ورفض مبدأ التعيين لسيد مرعي كأمين عام للإتحاد الاشتراكي وحول ما جاء في الوثيقة والمطالبة بالإفراج عن عمال حلوان المعتقلين (عمال الحديد والصلب الذين اعتقلوا عام 1971).
وكانت الكعكة الحجرية ميلاداً جديداً ثانيا للحركة الجماهيرية في مصر بعد الميلاد الأول في 21 فبراير 1968 ، وقام النظام باعتقال أكثر من 30 طالب من قيادات الحركة الطلابية ومعهم بعض من أعضاء هيئة التدريس وبعض من رموز الحركة السياسية والثقافية في مصر .. ولم تدم فترة الاعتقال طويلا وخرج المعتقلون بعد شهر من الحبس ولم يصدر أي قرار اتهام وكانت الحركة انطلاقه جديدة وفجر جديد بدأ يلوح في الأفق.
عـام 1973:
تفجرت أحداث الحركة الطلابية من جديد عقب موجه من الاعتقالات قام بها النظام الحاكم لبعض من قيادات الحركة الطلابية يوم 28 ديسمبر 1972 مما فجر موجة جديدة من المظاهرات ، وكانت الجامعات في حالة تظاهر مستمر (من30 ديسمبر 1972 وحتى 3 يناير 1973) داخل الحرم الجامعي احتجاجا على الاعتقالات ، وانتقلت الحركة من تجمعات ضخمة أمام مجلات الحائط إلى ندوات ومؤتمرات ، ووصلت إلى الاعتصام مرة ثانية بقاعة الاحتفالات الكبرى بجامعة القاهرة وطرحت وثيقة طلابية في هذا الاعتصام تحت عنوان (البرنامج الوطني الديمقراطي) لكن هذا الاعتصام كان يوما واحداً وكان أقل تنظيما من اعتصام 1972.
وخرج الطلاب للتظاهر بعشرات الآلاف في كل الجامعات المصرية ، ولم يتمكن الطلاب من الوصول للميادين وحدثت صدامات ضخمة بين الطلاب وقوات الأمن ، وفي المساء ثم صدر قرارا بإغلاق الجامعات لمدة شهر وخلال هذا الشهر توسعت موجة الاعتقالات للطلاب.
ثم قفل الجامعة في 3 يناير 1973 وتم افتتاحها في 3 فبراير واحتشد الطلاب في كافة الجامعات من أجل مواصلة الحركة والمطالبة بالإفراج عن جميع المعتقلين ، وتم تنظيم إضراب عن الدراسة بكلية الهندسة جامعة القاهرة.
وفي يوم 11 فبراير عام 1973 تمكن طلاب جامعة القاهرة من الخروج في مظاهرة ضخمة وصلت إلى ميدان الجيزة وظلت تطوف الأزقة والشوارع والحواري بالجيزة الشعبية مع التفاف جماهيري حول الشعارات الاجتماعية واشتراك الأهالي مع الطلاب في التصدي لقمع قوات الأمن المركزي.
واستمر الطلاب في حركتهم بعد ذلك في كل الجامعات داخل الحرم الجامعي وامتلأت سجون طره والاستئناف والقلعة والقناطر بالقيادات الطلابية والمثقفين وقيادات العمال من 28 ديسمبر1972 وحتى 28 سبتمبر 1973.
عـام 1974:
كان عام مناقشات ساخنة في حلقات النقاش حول مجلات الحائط وفي الندوات الطلابية حول :
نتائج حرب أكتوبر 1973 وخاصة بعد محادثات الكيلو 101 والاتفاقية الأولى لفصل القوات .
حرب تحرير أم حرب تحريك لسياسة الحل السلمي ؟
ماهي حدود حرب أكتوبر؟
أسئلة طرحت بين جماهير الطلاب وكانت محور المناقشات.
عـام 1975:
تظاهرات عمال المصانع الحربية في 1 يناير 1975 ، وانتفاضة مدينة المحلة الكبرى في مارس 1975 كان لهما تأثير وانعكاسات على الحركة الطلابية في جامعات مصر بدرجات متفاوتة.
قطاعات طلابية نظمت مظاهرات تضامن بالجامعة مع إضرابات ومظاهرات العمال ، وقطاعات أخرى كان موقفها سلبيا أو معاديا.
حركة وطنية ديمقراطية لا يمكن أن تتوحد حول قضايا الصراع الطبقي ، توحدت جماهير الطلاب حول قضايا الحريات العامة وحول القضية الوطنية والعداء للاستعمار أما القضايا الاجتماعية والطبقية فلابد أن تنقسم جماهير الطلاب من حولها ، كل حسب انتمائه الطبقي وانحيازه السياسي.
عـام 1976:
تبلور إلى جانب الأسر والجماعات بالجامعة نادي الفكر الاشتراكي التقدمي بجامعة القاهرة ، وأندية الفكر الناصري بالجامعات المختلفة.
وفي 25 نوفمبر 1976 خرجت مظاهرة من جامعة القاهرة بدأت بـ 300 طالب لحظة خروجها وانتهت بـ 3000 طالب عند وصولها لمجلس الشعب وقدمت وثيقة (25 نوفمبر) والتي تحمل رؤية طلابية في مختلف قضايا الحريات والقضية الوطنية والقضايا الاجتماعية.
هذا وبعد انتفاضة 18 ، 19 يناير 1977 اعتبر النظام الحاكم مسيرة 25 نوفمبر بمثابة البروفة للانتفاضة الشعبية.
عـام 1977:
شارك الطلاب في جامعات مصر في الإنتفاضة وكانوا في قلبها مع عمال وجماهير شعب مصر ، وكانت المظاهرة التي خرجت من كلية الهندسة بجامعة عين شمس (4 آلاف طالب) هي أول مظاهرة وصلت لميدان التحرير.
أعوام 78 ، 79 ، 80 ، 81 :
رغم دخول الحركة الطلابية في هذه المرحلة إلى حالة الجذر والانحسار نتيجة لحالة القمع التي نالت الكثير من قيادات الحركة الطلابية.
ظلت الحركة الطلابية تطرح رؤيتها ضد اتفاقية الفصل الثاني للقوات واتفاقيات كامب ديفيد ومعاهدة "السلام" التي وقعها السادات.
ورفضت سياسات التطبيع مع الكيان الصهيوني وطالبت بقطع العلاقا
تعليقات
إرسال تعليق
أترك تعليق