د. أحمد الصاوي يكتب : التسريب المزعوم


اختصني الأخ العزيز حامد جبر بنسخة كاملة من محضر المباحثات بين الزعيم الخالد جمال عبد الناصر والأخ العقيد معمر القذافي بصيغة pdf في الثالث من أغسطس ١٩٧٠ وهو ذات المحضر الذي أذيع جزء منه صوتيا بعد القيام بعملية مونتاج لست بحاجة لشرح الغرض منها فالهدف واضح وضوح الشمس.

كانت المباحثات كما كل مباحثات جمال عبد الناصر مسجلة صوتيا ويتم تفريغها وتسجل كتابة لأغراض التوثيق الرسمي للدولة وكلاهما أي النسخة الصوتية والمكتوبة متوفرة ولذا لا يمكن لأحد أن يزعم أنها "تسريب" ناهيك عن وصف البعض لها بأنها كانت مكالمة تليفونية 

نص الوثيقة يقع في ٥٦ صفحة وقراءتها مع الاستماع للتسجيل الصوتي (التسريب المدعى) سيكشف ببساطة عن حجم التلاعب بالحذف لحاجة في نفس يعقوب أي نعم جاكوب.

وحتى لا أطيل على القارئ أرفقت صورتين أولهما لبداية المحضر والثانية لصفحة يقول فيها عبد الناصر بوضوح أنه بنسبة ٩٩.٥% سيفشل الحل السلمي وأننا سنحارب والحرب حتمية.

أتمنى أن أجد وسيلة تقنية أستطيع عبرها نشر المحضر بكامل صفحاته على حسابي هنا احتراما للحقيقة ووفاء للرجل الذي لا تشوب وطنيته وعروبته شائبة.

من الجوانب الهامة في هذا المحضر يقين عبد الناصر الكامل بأن كل الحكومات العربية التي زايدت على قراره بقبول مبادرة روجرز تستهدفه هو شخصيا وأنها جميعا ومعهم الفصائل الفلسطينية آنذاك من عرفات لحبش وحواتمة لن تحارب سوى بالكلام وزيادة على ذلك فإن هناك دول عربية على تنسيق كامل مع بريطانيا وأمريكا وعلى رأسها العراق.

يتضمن المحضر هجوما كبيرا على موقف هواري بومدين لاسيما من زاوية رفضه تزويد مصر بطيارين ورفضه تعويض خسائرها من النفط بعد ضرب الزيتية في إطار اتفاقية الدفع الثنائية وإصراره على تحصيل القيمة بالعملات الصعبة فضلا عن مماطلته لبعض الوقت في سداد قرض قيمته ١٠ مليون جنيه كانت الجزائر مدينة بها لمصر.

قراءة المحضر تكشف بجلاء عن أن عبد الناصر لم يكن ليذهب إلى ما ذهب إليه السادات وأي استنتاج مغرض في هذا السياق هو تلويث لسمعة عبد الناصر وطعن في فهمه للصراع بقدر ما هو محاولة بائسة لغسل سمعة السادات.


تعليقات