محمد عبدالقدوس يكتب : حكايات إحسان عبدالقدوس (حبك الأخير هو حبك الأول!)


دق قلبي وعمري ١٤ سنة

حبيبي أبي تحدث عن أول مرة دق فيها قلبه وكان لبنت الجيران !

يقول في ذلك: كانت صديقة لإبنة عمتي وتتردد على بيتنا في العباسية حيث أعيش في كفالة العمة !

وتعارفنا وكنت أحرص على إنتظارها عند محطة الترام وأركب معها لأوصلها إلى مدرسة "السنية" حيث تدرس ثم أعود بعد ذلك إلى مدرستي "فؤاد الأول" ، وعمري وقتها ١٤ سنة وتصغرني بعام واحد فقط ، وشعوري تجاهها كان من أرقى وأنظف وأعمق أنواع الحب الذي يمكن أن يجمع بين صبي وصبية !

ثم تغيرت الظروف وحصلت فتاتي على البكالوريا وتزوجت وأصابني هذا بالحزن وعانيت صدمتي في الحب.

ولهذه الفتاة دق قلبي لأول مرة ولا أعرف تفاصيل حياتها بعد ذلك ، ونسيت فتاتي الأولى بعدما دخل حياتي حب كبير آخر بطلته زوجتي وكان تأثيرها عظيماً في حياتي.

وكاتبنا الكبير "إحسان عبدالقدوس" رحمه الله الذي أشتهر بين أصدقاءه باسم "سانو" له آراء في الحب الأول تدخل في دنيا العجائب ، وفي رواية "يا ابنتي لا تحيريني معك" يقول أن حبك الأول ليس حبك الأخير بل أن حبك الأخير هو حبك الأول ..

يبدو في ظاهر الأمر كلام ملخبط يدخل في دنيا العجائب..

ويطلق حبيبي "سانو" مفاجأة حين يقول: في حياة كل منا وهم جميل يسمى الحب الأول ..

لا تصدق فإن حبك الأول هو حبك الأخير !

وهذا الكلام قد يبدو لغزاً عند الكثيرين ، لكنني عند تعريف تلك العاطفة النبيلة استطيع تفهمه ..

فهو يرى الحب ليس مجرد مشاعر رقيقة ولحظات حلوة ، بل هو عملية بناء متكاملة فهو الحياة ذاتها ، فإذا نجحت مع شريكة عمرك في ذلك كان ذلك هو الحب الأعظم والحقيقي والوحيد في حياتك والباقي لا يرقى إلى مستوى الحب ، بل مجرد مشاعر جميلة ..

فما رأيك في هذا الكلام ؟

وهل وجدت هذا الحب في حياتك ؟

تعليقات