السلفية الإسلامية هي تيار أو منهج فكري في الإسلام يدعو إلى العودة إلى تتبع خطى المسلمين الأوائل من الصحابة والتابعين وتابعيهم، الذين يُطلق عليهم "السلف الصالح" وتحرى طريقتهم فى فهم الدين وتطبيقه. ويرتكز هذا المنهج على الالتزام بالنصوص الشرعية من القرآن الكريم والسنة النبوية، وفهمها وفق ما فهمه ورسخه هؤلاء السلف.
أنواع السلفية كما يصنفها بعض الباحثين :
أولا السلفية العلمية: وهى التى تركز على التعليم والدعوة ونشر العقيدة الصحيحة.
اعتمادا على الأخذ بالقرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة.
و تفسير النصوص المقدسة بناءًا على فهم الصحابة ومن تبعهم بإحسان.
وفى هذا الإطار يتم رفض البدع الدينية التى لم تكن موجودة في عهد السلف.
وكذلك العمل الدؤوب من أجل تصفية العقيدة الإسلامية من الشرك والبدع والانحرافات.
كما يشجع المنهج السلفي العلمى على اتباع الدليل، وعدم تقليد أحد من العلماء دون حجة.
ثانيا السلفية الجهادية: هى الوجه الآخر للسلفية العلمية لكن أصحابها يميلون إلى استخدام القوة في التغيير وفرض مايرونه تطبيقا حتميا للرؤية الإسلامية كما يعتقدونها.
ثالثا: السلفية الحركية وهو تيار نشأ حديثا ويسعى أصحابه للمشاركة في العمل السياسي وتغيير الواقع من خلال مؤسسات الدولة الرسمية، وبالتالى فإنه يفترض أن السلفية الإسلامية هي إسم لمنهجٍ أو إتجاه يدعو إلى فهم الكتاب والسنة وفقا لفهم وعلى خطى سلف الأمة، وعملا على الأخذ بتعاليم وسنن سيدنا محمد (ص) وصحابته والتابعين، وتابعي التابعين، رضوان الله عليهم جميعا، باعتبار أن ذلك هو الطريق الذى يمثل نهج الإسلام البعيد عن المؤثرات السلبية المحيطة.
لكن على أرض الواقع فإنه فيما يبدو أن التيار السلفى فى العالم العربى والإسلامى تم إختراقه وتدجينه وتحويله إلى أحد أهم معاول تدمير الأمة الإسلامية، بدلا من الحفاظ على تراثها ومقوماتها،حيث ظهرت اتجاهات سلفية جديدة مثل السلفية الجامية والسلفية المدخلية،تصدرت الموقف السلفى، وأظهرته للعيان بسمات مهترئة مشينةتتلخص فى دعم القمع والفساد، والتواطؤ مع الأعداء، ومقاومة كل محاولات التغيير الإيجابى، وهو ما إنعكس على الدور العملى والتأثير السلبى التخريبى لهذه التيارات المحدثة على بقية تيارات السلفية الإسلامية، وبالتالى التأثير السلبى على قطاع كبير من المسلمين، بحيث يمكن القول بأريحية بأن الغالبية العظمى من المنتمين للتيار السلفى فى الواقع الراهن، باتوا جزءا لا يتجزأ من مخططات الأعداء والفاسدين فى منطقتنا.
وهو فرض يمكن إثباته بسهولة من خلال تتبع بعض المواقف المتواطئة المتخاذلة بعدة مواطن عربية وإسلامية :
فى ليبيا قاتلوا مع القذافى ضد الثوار، وحاولوا نصرة الثورة المضادة لولده سيف القذافى، ثم قاتلوا مع الجنرال الأميركى الجنسية خليفة حفتر ضد ثوار طرابلس ومصراتة وبقية قوى الثورة التحررية فى المدن الليبية الأخرى، فى اليمن ساندوا القوات السعودية والاماراتية المدعومة غربيا والغازية للبلاد، وساهموا معهما فى تقسيم اليمن وتجزئته، كما إنهم لايزالون يساندون العدوان الأمريكى الأوروبى ضد صنعاء، بحجة مقاتلة الحوثيين الموالين لإيران كما يزعمون.
أما فى مصر فقد خانوا السلطة المنتخبة شعبيا التى تحالفت معهم ،و ساندوا عملية تدمير الثورة المصرية، وتعاونوا مع القوى الرجعية والدولة العميقة، وهو ما أدى إلى تقهقر مصر إلى ما أبعد من الوراء! كذلك انقلبوا على الثورة السورية وقاتلوا رفاق الثورة من التنظيمات الأخرى كتنظيم احرار الشام ، والجيش السورى الحر، وجبهة النصرة إلخ.
كما قاموا بتحويل صوت الثورة وأدبياتها إلى خطاب يكيل العداء لايران وحزب الله -قبل تدخلهما فى سورية فيما بعد- وذلك لتنفيذ اهداف خليجية امريكية صهيونية، وهو ما ساهم فى زيادة الاستقطاب الداخلى فى سورية، وأعطى الفرصة لبشار الاسد للملمة نفسه، ومنح الايرانيين وحزب الله حق التدخل لمنع سقوط الأسد، باعتبار أن البديل سيكون معاديا لهما ومهددا لمصالحهما ،وفى العراق فانهم وبدلا من دعم النهج الديموقراطى فى البلاد فقد اعلنوا بشكل مفاجئ قيام دولة فى الموصل وتسببوا فى إراقة أنهار الدماء بلا طائل.
حتى فى تركيا قاموا بتفجيرات واعمال ارهابية ضد شعبها ، وكذلك فى باكستان وايران ، وفى لبنان يقفون فى صفوف سمير جعجع والموارنة،ويمثلون جزءا لايتجزأ من تيار المستقبل الموالى للسعودية فى لبنان ، وكل دورهم هناك هو التشكيك فى معارك حزب الله
فى الضفة الغربية وفلسطين هم السند الرئيسى لسلطة محمود عباس، ولا يطلقون رصاصة واحدة ضد اسرائيل !!
أخيرا فى المملكة السعودية فهم يروجون دوما للمشروع الحكومى الرسمى الذى يسعى لتحويل ارض النبوة إلى مكان للهو والرقص وكرة القدم والتطبيع مع الصهاينة والأمريكان !
فموقف ياسر برهامي الأخير من غزة لايعتبر موقفا فرديا أو منفصلا عن بقية أقرانه فى ذلك التيار !واتهامه لحماس بأنها مسئولة عن التصعيد، لأنها استفزت إسرائيل وأدت إلى رد فعل عنيف، وكذلك فتواه بعدم جواز محاربة الصهاينة لان لنا معهم ميثاق، هو نفس رأى الكثيرين من أفاعى ذلك التيار المشئوم
تعليقات
إرسال تعليق
أترك تعليق