كمال خليل يكتب : صفحات من الحركة الجماهيرية فى مصر


21 فبراير عام 1968 ميلاد جديد للحركة الشعبية 

في 21 فبراير عام 1968 تحرك عمال المصانع الحربية بحلوان ضد الأحكام الهزلية التي صدرت فيما سمى قضية الطيران والمسئولين عن النكسة في مظاهرات ضخمة أنضم إليها عمال حلوان وقامت الشرطة بقمع المظاهرات ومنع العمال من التوجه نحو القاهرة.

وقد تم مصرع عاملين وإصابة 77 من المتظاهرين وإصابة 146 من رجال الشرطة ، وتم إلقاء القبض على 635 من المتظاهرين.

وكانت هذه المظاهرات هي أول مظاهرات تنطلق ضد النظام الحاكم وتطالب بمحاكمةالمسئولين عن الهزيمة العسكرية.

في اليوم التالي 22 فبراير وبعد الأنباء التي انتشرت عن قمع الشرطة لمظاهرات العمال في حلوان بدأت مظاهرات الطلاب في جامعة القاهرة وعين شمس واستمرت المظاهرات لمدة يومين داخل الحرم الجامعي.

وفي يوم 24 فبراير خرجت مظاهرة ضخمة من جامعة القاهرة ورغم حصار قوات الأمن استطاع الطلاب اختراق حواجز الشرطة والوصول إلى وسط المدينة (ميدان التحرير وباب اللوق) وحتى وصلوا لمجلس الأمة في شارع القصر العيني.

كما خرجت مظاهرة ثانية من جامعة عين شمس لكن تم قمعها بعنف شديد عند ميدان العباسية.

وفي ليلة 24 يناير تم اعتقال العديد من الطلاب.

وفي يوم 25 فبراير بدأ اعتصام كلية الهندسة جامعة القاهرة ، وصدر بيان عن الاعتصام كانت أهم بنود هذا البيان:

1- الإفراج عن جميع الطلاب والعمال المعتقلين.

2- حرية الرأي والصحافة.

3- إقامة مجلس نواب يمارس الحياة النيابية السليمة.

4- أبعاد المباحث والمخابرات عن الجامعة

5- إلغاء القوانين المقيدة للحريات ووقف العمل بها.

6- التحقيق في قمع مظاهرات عمال حلوان.

7- توضيح الحقيقة حول مسألة الأحكام في قضية الطيران والأحكام الهزيلة التي صدرت.

كانت الأيام 21 ، 22 ،23 ، 24 ، 25 فبراير 1968 أيام ميلاد جديدة للحركة الشعبية في مصر 

وكانت شعارات الطلاب في الحرم الجامعي وفي الميادين:

لا صدقي ولا الغول .. عبد الناصر المسئول

أنور أنور يا سادات .. هيه فين الحريات ؟!!

آل أيه مجلس أمة ... واللي عاملينه همه !!

شعارات صادقة تعبر عن جماهير رفضت الهزيمة ورفضت مصادرة حريتها وحقها في التعبير عن نفسها، ربطت هذه الشعارات الصادقة بين الهزيمة ومسئولية النظام الحاكم عنها، وربطت بين الهزيمة ومصادرة الحريات العامة لجماهير الشعب.

حركة الطلاب في جامعات مصر (القاهرة – عين شمس – الإسكندرية – المنصورة) والتي فجرها عمال حلوان لم تكتفي بالمطالبة بإطلاق الحريات فقط بل ظلت طوال أعوام 68 ، 69، 70 ، 71 تمارس حقها في حرية التعبير داخل الجامعة وانتزاع حرية إصدار مجلات الحائط وتشكيل الأسر والجماعات الطلابية.

لقد كان ميلادا جديدا خط طلاب وعمال مصر خطوطه الأولى.

أما بالنسبة لقيادات الحركة الطلابية عام 1968:

- هناك قطاع تم استقطابه داخل مؤسسات النظام الحاكم والتنظيم الطليعي.

- وقطاع آخر تم فصله وتشريده من الجامعات ليلتحق بصفوف الخدمة العسكرية.

أما جماهير الطلاب فسارت في طريق بناء الحركة الطلابية المستقلة.

مصدر المعلومات : موسوعة عالم المعرفة للدكتور نايل الشافعى

تعليقات