دولة الكيان بتشتغل دالوقتي على أكثر من محور وكأنه قد قُدر لها التمكين والتفرد في السيطرة على المنطقة وبشكل نهائي .
وهذا يعني تفعيل رغبتها وأمانيها وتطبيق ذلك على أرض الواقع في ان تكون هي، وهي وحدها القوى، والقوة المطلقة الفريدة و الوحيدة المهيمنة على المنطقة، وبلا أي منافس، لذا فيقلقها كثيرا الدور التركي في المنطقة، والتي تراه دورا سلبيا في سوريا ولبنان-- وعلى حد قول وتصريح وزير خارجية الكيان-- بينما نراه نحن شعوب المنطقة دورا إيجابيا وإيجابيا جدا كمان، فكل ما يقلق العدو تأكد انه يصب في صالح و مصالح شعوب المنطقة.
وهذا يعكس كيف انها آمنت الطرف الإيراني، وكأنها خلصت او تخلصت من هذا الدور في المنطقة حتى "تندار" على تركيا وتتفرغ لها!
ما يكشف انها تتحرك وفق أجندة محددة بالفعل، ومخطط لها، وموضوع لها جدول زمني كمان، و محدد .
ولو حققت مآربها بالنسبة لتركيا وإيران، لا قدر الله، لسوف تندار علينا نحن هنا أيضا في مصر- وقد بدأت مناوشتها الآن بالفعل بشأن قلقها من زيادة وتحديث تسليح الجيش المصري، وتواجده في سيناء بشكل مكثف- وكأنه ليس هناك تنسيق مسبق بشأن تواجده فيها!
وهي تستعد وتتحين اقتناص اللحظة المناسبة لاستفرادها بنا مدعومة، وبكل تأكيد، من قوى عظمى، وأخرى حليفة لها لا تقل عنها عدوانية -- وعندما يترائى لها خوار قوانا، وبعد أن انهكنا هذا النظام، على كل الصعد، ووصل بمصر لحالة من التردي والضعف و الهوان و التهميش لا مثيل لها ، وعلى مدى تاريخها كله، والممتد عبر ألاف السنون، ستبدأ ربما باحتلال سيناء مرة أخرى، على أمل استكمال حلمها من النيل للفرات .
ومن المعلوم أنه كانت هناك ثلاث قوى اقليمية لا يشق لها غبار وحتى عصر مبارك نفسه، وهذه القوى الثلاث كانت على الترتيب كل من مصر وتركيا وإيران.
وبعد إخراج مصرا عمدا، وبطريقة ممنهجة من هذه المعادلة -- وبما لم يعد خافيا على أي متابع او مهتم-- فصارت تلك القوى المهيمنة، أو فلنقل المؤثرة، هي كل من تركيا وإيران ودولة الكيان، و بعد أن تم توريثها دور مصر بطريقة لم تعد أيضا خافية على أحد ...
إذن، وإجمالا فما نراه من مناوشات بين الكيان اللقيط وتركيا هي مجرد البداية، وقد تصل إلى درجة من السخونة كالتي حدثت بين الكيان وإيران.
واليونان هنا تتحين هي الأخرى الفرصة للأنقضاض على خصمها التاريخي اللدود-- والتي هي تركيا-- بالتحالف مع الشيطان اللقيط، وبالاشتراك طبعا مع قبرص. وهؤلاء حقيقة صاروا وكأنهم تحالف ثلاثي رؤوس الشياطين، وقوى الشر،كل الشر، بالمنطقة الآن !
وقد مهد لمل تقدم، محاولة هذه الدول الثلاث حصر تركيا ومنعها من الاستفادة من ثروات غاز المتوسط، وبالتنسيق مع أحد عملاء المنطقة، وربما كانت تلك البداية؛ بداية الصراع الإسرائيلي اليوناني القبرصي المشترك ضد تركيا.
وعودا على بدأ ؛ فالدور العدواني الصهيوني القادم على مصر إذن ربما كان هو الأخطر والأهم بالنسبة لدولة الكيان ، فهو يمثل درة التاج بالنسبة لها ، فهو قادم قادم لا محالة ، ولكن بعد أن ترى دولة الكيان أن الأرض قد مُهدت لها تماما.
ولكن الله غالب على أمره بالفعل ، وامره هو وحده سبحانه، و الذي هو بحق بين الكاف والنون.
تعليقات
إرسال تعليق
أترك تعليق