عمرو صابح يكتب : قراءة فى يوميات موشى شاريت لعام 1955


- موشي شاريت: أحد مؤسسي الكيان الصهيونى ، كان رئيساً للدائرة السياسية في الوكالة اليهودية (1933 ـ 1948)، هو أول وزير للخارجية في إسرائيل (1948 ـ 1956)، وثاني رئيس حكومة (1954 ـ 1956).

- فى عام 1978 قام ابنه بجمع ونشر يوميات والده فى 8 مجلدات ، وفى عام 1996 أصدرت مؤسسة الدراسات الفلسطينية طبعة موجزة ليوميات شاريت ترجمها عن العبرية "أحمد خليفة" وراجعها "صبرى جريس".

- أهمية اليوميات تنبع من شخصية كاتبها ، ودوره الخطير فى الحركة الصهيونية ثم فى الدولة الصهيونية .

- فى السطور التالية أقدم قراءة لبعض ما جاء فى يوميات شاريت لعام 1955خاصة ما يتعلق بمصر ونظام حكم جمال عبد الناصر.

- اليوميات:

- أمريكا مهتمة بضرب عبد الناصر وإسقاط نظامه ولكنها لا تستطيع إسقاطه حاليا بنفس أساليب إسقاط نظامي يعقوب رانيس فى جواتيمالا ومحمد مصدق فى إيران، لذا فهى تريد من إسرائيل القيام بتلك المهمة ، لا أحبذ أن نكون عصا الولايات المتحدة لضرب مصر وإسقاط حكم عبد الناصر ، لنا حساب خاص وممتد مع عبد الناصر شخصيا الذى لابد من تصفيته ولكننا لن نكون أداة للآخرين ، علينا الاستفادة من الاستياء الغربي من سياسات عبد الناصر التى تحارب مصالح الغرب مما يؤدى لقيام الغرب بضربه والخلاص منه.

- هناك اتصالات جرت بين المليونير المصري "عبود باشا" ورجل الموساد "جدعون رفائيل" أكد عبود لجدعون ان النظام فى مصر غير مستقر ، وعبد الناصر لا يمسك بكل خيوط السلطة.

- العمليات الفدائية المصرية ضد إسرائيل تسبب صداع للحكومة الإسرائيلية لارتفاع كلفتها البشرية والمادية.

- إسرائيل مستاءة من غلق مصر لخليج العقبة ومن منع السفن الإسرائيلية من المرور فى قناة السويس ولابد من إنهاء هذا الوضع.

- الأمريكيون فقدوا ثقتهم فى عبد الناصر بسبب رفضه إجراء محادثات مباشرة مع إسرائيل ، وتمسكه فى محادثاته مع الأمريكيين قبل القبول بأى حل سلمى بضرورة عودة اللاجئين الفلسطينيين ، وتحديد حدود إسرائيل.

- صفقة السلاح التى حصلت عليها مصر من الاتحاد السوفيتى رخيصة الثمن جدا ، لقد باع السوفيت الأسلحة لناصر بسعر الخردة لكى يكسبوه وليضمنوا لأنفسهم موطئ قدم فى أهم بلدان الشرق الأوسط.

- نتفق مع الأمريكيين فى ضرورة ضرب الجيش المصري قبل أن يتمكن من استيعاب الأسلحة الروسية .

الأمريكيون سيضغطون اقتصاديا على عبد الناصر لكى يتخلى عن سياساته الراديكالية .

تعقيبي:

- ما ورد فى اليوميات يؤكد على الدور الأمريكى فى عدوان 1956 سواء قبله بالضغط الاقتصادى وسحب تمويل إنشاء السد العالى أو خلال العدوان بعدم اعلان موقف واضح إلا بعد صمود النظام المصري والانذار السوفيتى لدول العدوان الثلاثي ، واستمر الضغط الاقتصادى الأمريكى على الاقتصاد المصري طيلة حكم عبد الناصر عدا الفترة من 1958 حتى 1962 .

- يرفض شاريت أن تكون إسرائيل أداة أمريكية لضرب عبد الناصر رغم اتفاقه مع الأمريكيين على ضرورة اسقاط عبد الناصر ، بينما سيقبل خلفه فى رئاسة الوزراء "بن جوريون" أن يلعب دور الأداة لبريطانيا وفرنسا فى حرب 1956لتحقيق أهداف إسرائيل،كما سيقبل ليفى أشكول نفس الدور عام 1967 لصالح الإدارة الأمريكية فى عهد جونسون.

- منذ عام 1955 وإسرائيل لديها حساب خاص وممتد مع عبد الناصر يصل لتأكيد شاريت على ضرورة تصفية عبد الناصر شخصيا،وستظل فكرة تصفية عبد الناصر فى أذهان قادة إسرائيل حتى نهاية حكمه ، يرجى مراجعة تفاصيل عملية"عصفور".

- اتصالات "عبود باشا" أحد كبار رجال العصر الملكى بإسرائيل تضع ظلال كثيفة حول شخصيته وحقيقة دوره وتؤكد كراهية رجال العهد الملكى للنظام الجديد ، وهو ما سيعبروا عنه فى العام التالى 1956 عبر ترحيبهم بالعدوان الثلاثي وترقبهم لسقوط النظام.

- العمليات الفدائية المصرية ضد إسرائيل ستتوقف بعد حرب 1956 ،ومرور إسرائيل فى خليج العقبة سيتحقق ضمن التسوية التى تمت بعد حرب 1956 وبعد وضع قوات الطوارئ الدولية على الحدود بين مصر وفلسطين المحتلة ، بينما مرورها فى قناة السويس لن يتحقق إلا بعد معاهدة السلام عام 1979 .

- شروط عبد الناصر لتحقيق سلام مع إسرائيل عام 1955 ستظل هى نفس شروطه حتى نهاية حكمه ورغم هزيمة 1967 .

- السلاح السوفيتى الذى بيع لمصر ظل من البداية للنهاية برخص التراب.

تعليقات