تواصل آلة الإعلام الغربية الاخطبوطية مهمتها غير المقدسة في شيطنة بوتين .. ونجاحها في مهمتها قد يؤدي بالفعل إلي تحقيق نبوءتها وحصول الغرب علي " الشيطان " مجسدا ! .
هل هو فعلا ذلك الشيطان الرجيم ، أم القومي الارثوذكسي المؤمن البريئ؟.. ثم ما هي الخطة النهائية للغرب من " صناعة شيطان جديد " ؟ .. هل هي القصة المكررة لتحالف شيطاني بين مصانع الأسلحة ، ومصانع المال ، ومصانع السياسة ؟ .
من المعلوم أن شرق أوكرانيا الملاصق لروسيا ، أغلبه من أصول روسية ، يتحدث الروسية ، ويدين بالارثوذكسية ، بينما غرب أوكرانيا يتحدث الأوكرانية ويدين بالكاثوليكية ، ومن المعلوم كذلك أن " كييف " كانت في جذر التاريخ الروسي ، ولها ارتباطات عاطفية في الوجدان الروسي ، ومن المعلوم كذلك أن أكثر من ثلثي سكان القرم من الروس ، وأن القرم كانت جزءا من الإمبراطورية الروسية ، وأن خروشوف ( الأوكراني الأصل ) هو الذي منح هذا الجزء لجمهورية أوكرانيا التي كانت جزءا من الاتحاد السوفييتي ، كما أن الجزء الأكبر من الأسطول الروسي يقبع في ميناء سيفاستبول في القرم .
كل ما تقدم معلوم للكافة ، ولأي مبتدئ في العلوم السياسية ، ولكن الأهم هو إدراك إستحالة قبول روسيا بانضمام أوكرانيا إلي حلف الناتو ، خاصة بعد أن وجدت أنها بعد انتهاء الحرب الباردة وما ترتب عليها قد صارت مكشوفة أستراتيجيا ، وذلك هو الرعب الكامن تاريخيا في العقلية السياسية الروسية ، وكان السبب الرئيسي في محاولات روسيا الدائمة لدفع حدودها بعيدا سواء في آسيا أو في أوروبا .
لقد كنت سفيرا في أستونيا ( التي كانت أحدي جمهوريات الإتحاد السوفييتي ) ، وعاصرت مشكلة إزالة النصب التذكاري السوفييتي من العاصمة تالين ، وما تعرضت له أستونيا نتيجة لذلك من هجوم سيبراني شل الحياة فيها لعدة أيام ، وانكرت موسكو أنها تقف وراء ذلك الهجوم ، وقد كان المسكوت عنه والذي فهمته من اتصالات ببعض المسئولين الأستونيين ( ومنهم رئيس الجمهورية ) ، وكذلك الروسيين ، أن الموقف كان مؤلما لروسيا ، وأنها اكتفت بقرصة ودن سيبرانية ، لأنها تعلم ، كما كان يعلم المسئولون الإستونيون أن وضع استونيا قد اختلف بعد أن انضمت إلي حلف الناتو ، وأن ذلك يعني حمايتها ، ولكنه يعني أيضا ضرورة حرصها وإلا تسببت في حرب عالمية جديدة .
وأخيرا ، لقد كنت سفيرا أيضا في فنلندا ، وتعرفت عن قرب علي تلك المعادلة العبقرية لبلد حارب الإتحاد السوفييتي فعلا ، ولكنه رفض كل إغراءات الهرولة إلي حلف الناتو ..
ما ضر أوكرانيا إذا قبلت أن تعيش مثل فنلندا التي تحقق افضل معدلات الحياة لمواطنيها ، وما ضر الغرب في أن يتوقف عن صناعة الدمار كي يغذي شعوبه دماء شعوب أقل حظا ..هل بوتين هو الشيطان فعلا أم انتم ، كما قال الخميني عنكم ذات يوم :" الشيطان الأكبر" ؟.
تعليقات
إرسال تعليق
أترك تعليق