أحمد مراد الجمل يكتب : ترامب "الخليج" "القمة إما "المقاومة" أو "الاستسلام"


"اللحظات الحاسمة" تُعلن عن نفسها قبل قدومها 

اللحظات الحاسمة في حياة الإنسان والشعوب والأمم غالبًا ما تُعلن عن نفسها قبل قدومها…ويستلزم الأمر -دائمًا- على الانسان العاقل، أن يفكر غالب الوقت بعقله لا بقلبه، وأن يُدرك قبل الموعد ما هي اللحظات الحاسمة في حياته والتي تستوجب عليه أن يتخذ قرارات شخصية مصيرية، وخصوصًا تلك التي تقتضي حسم المواضيع والقضايا المعلقة، وبالذات فيما يتعلق بعلاقات الانسان مع الآخرين أو بطبيعة نظرته إلى نفسه، والتي ربما يأتي بعدها نقاط تحول شخصية ومصيرية في مسيرة حياة الإنسان. 

في هذا السياق، تأتي "اللحظات الحاسمة"، بمقدار "لَحْظَ العين"، وتحديدًا في الأمور، والمواضيع، والقضايا، والأحداث، أو التطورات، أو الانتكاسات المفاجئة، والتي تغيب أهميتها أو خطورتها عن بعض الناس.   

من الضروري أن يكتسب الانسان "الفَطِنُ" مهارات ذهنية مناسبة تمكنه من الرصد والتعرّف على تلك الاوقات، وهذا الأمر يتطلب منه الخروج من "صندوقه الذهني المغلق"، والتخلص من التأثيرات المدمرة للتفكير والافراط العاطفي، حتى يتمكن من رؤية الحقائق والوقائع الفعلية في حياته الخاصة والعامة، لكي يبدأ في إتخاذ القرارات الحاسمة والمصيرية، قبل فوات الأوان.

 في هذه اللحظة الحاسمة… إما أن تكون "مقاومًا" أو "مستسلمًا" لا خيار ثالث لا طريق ثالث، لا مجال للتراجع إلى الخلف، لا تحايل على الأمر (من الاحتيال) لا تنحني لإي قوة او بشر، مهما كانت الآلام، ومهما كانت التحديات والصعوبات.  

في هذه اللحظات الحاسمة، لدينا نظام عالمي جديد يتشكل، هذا النظام قائم على "القوة المفرطة"، ومن يتخلف عن مقاومته سينزوي، و يذبل، و يزول، ويذهب إلى مزبلة التاريخ.  

في هذه اللحظات الحاسمة، لدينا 4 دول "خليجية" لم تعد تعتبر نفسها "عربية"، إستجابة لأوامر "سيدهم" في "البيت الأبيض". 

في هذه اللحظات الحاسمة… لدينا شعب "يباد"، و نحو مليون روح ستهدر ، وقضية حيوية ستصفى وتنزوي في صفحات التاريخ.  

في هذه اللحظات الحاسمة… لدينا حضور مخزي لقادة دول ناطقة بالعربية، ومناورات ومخادعات رخيصة من بعضهم.  

في هذه اللحظات الحاسمة… يبيع "قادة" عرب أرضهم وكرامتهم مقابل ال(تصهين) أو (الأمركة)، في المغرب، وتونس، وليبيا، وفي القرن الافريقي، وسوريا، ولبنان، وفي دول الخليج بأستثناء "سلطنة عمان". 

في هذه اللحظات الحاسمة… ننقسم و نتشتت و نتشاظى ونخادع و نكايد بعضنا البعض كالنساء.  

في هذه اللحظات الحاسمة… يخضع بعض "القادة" لساكن "البيت الأبيض" المأزوم سياسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا، لتقديم طوق النجاة له.  

دعونا نبدأ من "الواقع"، ومنه ندلف إلى "الخيال"!. 

أولًا: "الواقع" أن هناك اتفاق مكتوب وغير مكتوب، معلن وغير معلن، يتمثل في "تصفية القضية الفلسطينية"، وترحيل مليونًا من شعبها إلى أرض أخرى… هكذا يريد هذا ال"ترامب"… هل يستطيع أن يفعل ذلك؟! 

نحن نحلل، ونكتب، وبعضنا يشجب، و يدين، وبعضنا يرتعب و يرتعش، ويخاف، ولكن في إجمالنا لم نسأل هذا السؤال: هل يستطيع هذا المهرج أن يفعل ذلك؟!. 

١- كيف سيجبر مليون فلسطينى على أن يتركوا أرضهم وبيوتهم و جثامين آبائهم وأبنائهم وأجدادهم ويرحلون هكذا؟!. 

إذا كان المتحدث مجنونًا فالمستمع يجب أن يكون عاقلًا، فطنًّا… كيف سيحدث ذلك؟… 

هل سيشحن ترامب مليون إنسان في مراكب تنقلهم بحرًا إلى ليبيا أو أي دولة أخرى؟… هل سيصمت العالم ومنظماته الحقوقية والإنسانية على ذلك؟… هل سينقل مليون إنسان برًا؟… هل ستقبل مصر ذلك؟. 

لا يستطيع… لا يستطيع جملة وتفصيلًا، إنه "مخرف" "مخبول" "خرنج"، لماذا تخافون منه لماذا ترتاعون؟ 

٢- هل المدعو "ترامب" اله أو حتى مبعوثًا إلهيا؟ ده عند امه وهل يفترض أن نخاف من ذلك؟ ده برضه عند امه. 

٣- أقصى ما يستطيع فعله هو ان يطلق يد الصها.ينة في قت.ل أهلينا في غزة كما يفعلون ذلك الآن،  هو والانتن منه مجرمي حرب ليس أكثر ولا أقل.  

٤- هل تصمت حركات المقاومة في كل قطر عربي على هذا الفعل الإجرامي المتوحش؟ لأ بل ربما تطول المقاومة كل المصالح الامريكية و مموليها وتشعل فيها النيران.  

٥- هل تتوقع ان يصمت الفلسطينيين على تهجيرهم؟! 

ثانيًا: الخيال

تخيل معي إنك تسبح في منتصف المحيط الاطلسي ومهدد بالغرق، وفجأة تجد قاربًا صغيرًا فيه كل العبر "مثقوب و بلا مجاديف "، ماذا ستفعل؟… هل تستسلم للأمواج والدوامات وتغرق، أم ستحاول أن تتشبث بهذا القارب ولا تستسلم؟

أعتبر أن كلمة الرئيس عبدالفتاح السيسي في قمة بغداد هي هذا "القارب" ليس أمامك بديلًا 

هذا القارب يوفر لك الحد الأدنى للنجاة، لماذا تدخل في جدال عقيم مثل (ده مجرد كلام والمهم الأفعال)، حاول النجاة!

لكي يكون الكلام واضحًا نقول: 

*قبل العدوان الصهيو.ني الشامل على غزة في أعقاب السابع من اكتوبر حشدت الولايات المتحدة بقيادة بايدن العديد من حاملات الطائرات ومعها فرنسا وانجلترا والمانيا وغيرهم… هل تعلمون ماذا قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وقتها (لماذا كل هذا الحشد؟… إنهم يحاولون إخافة شعوب لا تخاف الموت!!. 

*مع جولة ترامب في دول الخليج، وضحت ظاهرة المصالح والانقسام، لا أقصد على مستوى القادة والدول وإنما الخطورة على مستوى الافراد.

في أحيان ستجد ان من تربطه علاقة "مصالح" مع السعودية لا ينتقدها وإنما يمكن ان ينتقد قطر والإمارات ومن له علاقة مصالح مع قطر لا ينتقدها وإنما يمكن ان ينتقد السعودية والإمارات ومن له علاقة مع الإمارات يفعل هكذا، ومن له علاقة مصالح مع دول الخليج لا ينتقدها ومن الممكن مثلًا ان ينتقد اليمن او السودان او الجزائر … وهكذا.  

الطابور الخامس يردد ال"بروباجندا"، الخليجية- الصهيو.نية- الامريكية، في تناغم شديد. 

*الاخطر من ذلك: بعد الجولة الترامبية الاخيرة يظهر بيان يزعم ان ما تسمى بجماعة "الاخوان" قررت حل نفسها، وانها اتخذت هذا القرار لدعم النظام المصري. 

بيان مجهل لا يعرف مصدره… لكن هذا ليس مهمًا ليس مهمًا أبدا، المهم هنا (لماذا لم تصدر تلك الجماعة أي بيان عن الجولة الترامبية الخليجية ولا عن الإبادة الحاصلة الآن في فلسطين؟). 

هم أقذ.ر ما أنتجته البشرية ومعهم الترامبية وأبناء صهيو.ن، و "الخليجية".

 إنها اللحظات الحاسمة اما "المقاومة" أو "الاستسلام" لا يوجد بديل ثالث.   

تعليقات