محمد أبو طاقية يكتب : خديعة خطة ويتكوف


كل ما نقلته بعض الجهات الإعلامية الصهوعربية لا أساس له من الصحة، ويأتي ضمن حملات خبيثة وقذرة، تقوم على العبث بأمل الناس المستند إلى الألم العميق الناتج عن جرائم الاحتلال وموجة التجويع والإبادة المتواصلة بقسوة.

لقد انقلب "ويتكوف" بكل ما تحمله الكلمة من معنى على الوعود التي قُطعت مقابل الإفراج عن المجرم الأسير "عيدان"، كما غيّر كليًا ملامح الورقة التي تم التوافق عليها قبل أيام مع حركة حmاس، والتي أسهم الوسطاء – وفي مقدمتهم السيد "بحبح" – في ترتيبها وصياغتها.

أما ما قدمه "ويتكوف" مؤخرًا، أي ورقة الانقلاب على الاتفاق مع حmاس، فهي ورقة سيئة إنسانيًا، وسياسيًا، وميدانيًا... لماذا؟

لا تحتوي على أي تعهد قريب أو بعيد بوقف الحرب، لا بشكل جزئي ولا كلي.

تفتقر لأي التزام إنساني، ولا تتطرّق لتعهدات وبروتوكول إدخال المساعدات أو المعدّات أو اللوازم الطبية، بل تُرحّل ذلك إلى ما بعد اليوم السابع، وتتركه لتقدير ومزاج الاحتلال (أي بعد استعادة أسراه).

تشترط تسلّم الأسرى والجثامين خلال الأسبوع الأول دون قيد أو شرط، مما يكشف عن نواياها الحقيقية، وأهدافها غير الإنسانية.

لا تتضمن أي التزام بالانسحاب من غزة، بل تتحدث فقط عن "إعادة انتشار ميداني" تحدّده القوات الميدانية عبر تنسيق فني، وحتى هذا مشروط بما بعد اليوم السابع.

لا يوجد أي ذكر للإخلاء الطبي، ولا لفتح المعابر.

| بكل وضوح، ما هو مطروح لا يعني سوى استمرار سياسة التجويع والتعطيش، وتواصل جرائم الإبادة والاحتلال – خلال ما يُسمى "الهدنة المؤقتة"، وبعد انتهائها التي يبدو أنها لن تتجاوز عشرة أيام وفق المعطيات وجدولة التسليم المشترطة.

فماذا يريد نتنياهو وويتكوف من هذا المقترح الانقلابي الغاشم؟

رمي الكرة والطرف الفلسطيني في النار، ودفعه نحو خيارات قاهرة ومؤلمة.

كسر حدّة الضغط الدولي؛ فهدنة قصيرة لمدة 7 أيام قد توهم الرأي العام بأنها دائمة، وعند انهيارها سيتطلب إعادة بناء الضغط الشعبي والسياسي العالمي وقتًا طويلًا.

تحميل الطرف الفلسطيني المسؤولية الكاملة، رغم انقلاب "ويتكوف" وفق مزاج النتن على الاتفاق السابق.

استعادة الأسرى والجثامين، ما يعني كسر واحدة من أهم أدوات الضغط الداخلي والخارجي، دون مقابل إنساني أو سياسي حقيقي.

إنّ الموقف في غاية التعقيد، والطرف الفلسطيني يواصل الحفر في الصخر والدراسة والنقاش والتشاور مع مختلف الأطراف والوسطاء، بحثًا عن مخرج حقيقي لحالة التجويع والمجازر الجارية، لا شرعنة لجرائم -القتل والتجويع والاحتلال- العدو المجرم

تعليقات