ترامب و "الخليج"… "بروباجندا"
أطمئنكم جولة "دونالد ترامب" في "الخليج" ليست مؤثرة جدًا، ولا أي جديد فيها!.
لا سلام… لا استقرار… لا أمن… لا تنمية… لا تراجع للدور المصري… ولا ريادة أو قيادة للمملكة و ولي العهد، لا شيء لا شيء مطلقًا البتة، إنها، وفقط، ال"بروباجندا" !
نعم هي تلك ال"بروباجندا" التي تهدف إلى نشر معلومات بطريقة موجهة أحادية المنظور.
نعم هي تلك ال"بروباجندا" التي تطلق "رسائل موجهة" للتأثير على آراء أو سلوك أكبر عدد من الأشخاص، في الولايات المتحدة أولًا، وفي منطقتنا العربية ومحيطها الإقليمي ثانيًا.
نعم هي "البروباجندا" التي تستهدف تخويفكم، افزاعجكم، مصادرة أحلامكم.
هي ولا شك ال"بروباجندا" التي "تضخم" من قوتهم، و "تضعف" مقاومتكم.
أطمئنوا ولا تفزعوا هذه الجولة "الترامبية" الامريكية التي لم تضع أوزارها بعد فارغة، لا جديد فيها… ولا تأثير لها.
ولكن إحذروا كل الحذر من "الطابور الخامس" الجاثم بيننا.
حقيقة لم أجد مبررًا واحدًا لما ذكره المدعو أسامة الغزالي حرب لكي يتحدث عن جمال عبدالناصر ويقول نصًا (جمال عبدالناصر رفع لواء التصنيع من الإبرة ل الصاروخ، إلا أننا لم ننتج إبرة و لا صاروخًا).
دعونا نتساءل ما الداعي لهذا الكلام يا دكتور؟ الداعي واضح بالنسبة لي وضوح الشمس.
أنت تنفذ توجيهات آتت اليك من هناك، من الرياض، من "سيدكم" ذو الوجه الأحمر إنها توجيهات ب"الطعن" في (قادة لم يصنعوا مستقبلًا للشرق الاوسط) هكذا قال ترامب أمام الحضور في منتدى الاستثمار السعودي - الأمريكي الثلاثاء الماضي، وبعدها بأقل من 24 ساعة خرجت أنت لتطعن في الزعيم جمال عبدالناصر.
أحذروا هؤلاء… إنهم الأخطر على مصر، على أحلامها، على مستقبلها، على أمنها القومي والإقليمي والدولي.
أنها ال"بروباجندا" في "أخيب" و "اتفه" أشكالها نبدأ من أين؟
من "السجادة" ذات اللون "الموف"؟… أم "فنجان القهوة"؟… أم "الرخام الأبيض"؟… أم "القائد الذي لا ينام"؟ أم "الشابين الطويلين"؟ أم "الشاب الجذاب القوي المقاتل"؟
لنضع كل هذه التفاهات على جنب، وسأتناول أمرين أعتقد إنهما في غاية الاهمية!.
أولًا: تضخيم القوة "المزيفة".
وثانيًا: تصوير "الإذعان" على انه "إنجاز".
من ناحية الشكل… كانت القاعة التي ضمت المنتدى الاستثماري ضخمة جدًا… اعداد كبيرة من الامريكان والسعوديين، مقاعد ضخمة، وجلوس كلاسيكي جدًا (واحد سعودي وبجانبه واحد أمريكي… وهكذا).
الكارثة كانت في "المسرح" و "منصة الكلمات".
المسرح ضخم جدًا، و"منصة الكلمات" بدت صغيرة جدًا.
من يشاهد هذا من الصفوف الخلفية في القاعة، سيرى المتحدث (ترامب أو محمد بن سلمان) نقطة صغيرة جدًا وسط هذا الاتساع.
لقد أراد المنظمون أن يضخموا من مشهد "القوة"، ولكنهم خابوا وفشلوا في ذلك.
قال ترامب: "لا أحد يصنع الأسلحة الأفضل والأكثر فتكًا في العالم مثل بلدنا" تضخيم لقوة لقت هزيمة ساحقة في الهند على يد باكستان.
قال ترامب: "ضربنا اليمن 52 يومًا حتى رضخت" تضخيم أخر للقوة المزيفة.
(أنتم كنتم بتضربوا مين في اليمن؟ تنظيم أسمه "الحوثي" طب في ذمتك مش عيب أن دولة عظمى مدججة بالأسلحة الفتاكة، تقعد تضرب في "تنظيم مسلح" 52 يوم علشان تسكته؟ يا أخي)
قال ترامب: "لا أحب الأعداء الدائمين، لكنك تحتاج أحيانًا إلى أعداء لإنجاز المهمة، وعليك القيام بها على النحو الصحيح، الأعداء يحفزونك"… ثم يتحدث عن (أصطياد كام واحد من داعش في العراق أو سوريا)!.
وفي موضع أخر : "نحن نفرض السلام بالقوة" أي "سلام"؟ وأي "قوة"؟ قوة السلاح؟ (طيب ليه ما عرفتش تفرض "السلام" بتاعك ده على اليمن؟)
يقول ترامب: أريد عقد صفقة مع إيران… إذا استطعت عقد صفقة مع إيران، فسأكون سعيدًا جدًا إذا نجحنا في جعل المنطقة والعالم مكان أكثر أمانًا.
ولكن إذا رفضت قيادة إيران غصن الزيتون هذا واستمرت في مهاجمة جيرانها، فلن يكون أمامنا خيار سوى ممارسة أقصى قدر من الضغط، ودفع صادرات النفط الإيرانية إلى الصفر كما فعلت من قبل، كما تعلمون، كانت دولة شبه مفلسة بسبب ما فعلته، لم يكن لديهم مال للإرهاب. لم يكن لديهم مال لحماس أو حزب الله، واتخذوا جميع الإجراءات اللازمة لمنع النظام من امتلاك سلاح نووي. لن تمتلك إيران سلاحًا نوويًا أبدًا. ولكن مع ذلك، يمكن لإيران أن تتمتع بمستقبل أكثر إشراقًا، لكننا لن نسمح أبدًا بأن تتعرض أمريكا وحلفائها لتهديد إرهابي أو هجوم نووي.
الخيار بيدهم. نريدهم حقًا أن يكونوا دولة ناجحة. نريدهم أن يكونوا دولة رائعة وآمنة وعظيمة، لكن لا يمكنهم امتلاك سلاح نووي".
ويضيف: "هذا عرض لن يدوم للأبد، الآن هو الوقت المناسب لهم للاختيار، الآن، ليس لدينا الكثير من الوقت للانتظار"
تمام كم مرة قال ترامب هذا الكلام نصًا عن إيران؟ ومن متى عشرات أو مئات المرات، ومن قبل شهر نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.
ترامب يعلم تمامًا ان تنفيذ تهديداته الضخمة ضد إيران صعبة وغير قابلة للتطبيق لا في الوقت الراهن ولا فيما بعد… (يعني أنت والنتن مش قادرين على الحوثيين في اليمن علشان تدخلوا في حرب مع إيران؟!)
في 2017 قال ترامب للملك سلمان بن عبدالعزيز ، إن "على السعودية ودول حليفة أخرى الدفع مقابل حماية الولايات المتحدة لها"… فقال له الملك سلمان "لم يسبق أن طلب مني أحد دفع أموال"، فرد عليه ترامب: "أنا أفعل ذلك الآن".
وأضاف ترامب أن الملك كان "رائعًا" حين تجاوب مع طلبي.
إذًا "الإذعان" السعودي- الخليجي- السوري لطلب الحماية ليس جديدًا عليهم.
ربما المتغير الوحيد فقط، هو المبلغ المدفوع، أو الكرامة المهدرة، أو الأرض المفرطة…
المهم "أن هذين شابين طوال"، و "هذا رجل جذاب"…
…………
أعراف رجلًا كان أطول قامة ومقام وأكثر رجولة وجاذبية من الجميع… هذا الرجل قال (مع بعض التغيير من عندي): "إذا وجدتم ترامب يمتدحني، فاعلموا ان جمال عبدالناصر يسير في الطريق الخطأ".
تعليقات
إرسال تعليق
أترك تعليق