شعبان يوسف يكتب : "الزاهد الأبدي" نصف قرن من إبداع "صنع الله"


السطور القادمة، ليست بمناسبة الأزمة الصحية للكاتب الكبير صنع الله إبراهيم، لأن الكتابة عنه لا تحتاج مناسبة، هنا استعراض للموقف الفريد الذي اتخذه منفرداً برفض الجائزة، وعودة للبدايات الأولى في المعتقل، عندما كان شاهداً رئيسياً في واقعة اغتيال شهدي عطية، وقدكان الاثنان: صنع وشهدي في كلبش واحد قبل الواقعة، وهنا وقائع التحقيق معه وهو لم يتجاوز الثانية والعشرين من عمره...مقالنا في جريدة حرف الثقافية

في أثناء أزمة الكاتب الكبير صنع الله إبراهيم الصحية الأخيرة، ذلك الذي أحبه، وأعتبره كاتباً له تجربة شديدة الخصوصية في الحياة والكتابة معاً، تجعله استثنائياً وفريداً، كتبت عنه متحمساً على صفحتي: "الوحيد الذي لم يتهافت على عسل السلطة، بل رفضه، صنع الله إبراهيم، وهذا لا يدين آخرين فعلوا ذلك، ولكنه يرفع صنع الله إبراهيم إلى عنان السماء"، أعترف أن البوست كان حماسياً وانفعالياً، وربما قد أثار بعض التحفظات المعلنة، والتي جاءت معلقة عليه مثل الصديقة العزيزة والكاتبة الكبيرة التي كتبت تقول: "ولكنه لم يرفض عسل العويس، ربنا يشفيه"، وكتبت الستاذة فاطمة المعدول: "وهو لينين الرملي عمره ما لعب مع السلطة، دول ما خدوش منه نص إلا بعد عشرين سنة من شغله برّاهم، والدكتور جابر عصفوردخله لجنة المسرح ومشي مارضيش يكمل وحكايات وروايات كتير قوي"، وتواترت التعليقات المتمنية لصنع الله الشفاء العاجل، والمناشدة لوزارة الثقافة التدخل الفوري لعلاجه، وأشهد أن وزير الثقافة الذي لم ألتق به مطلقاً، كان يتابع كاتبنا الكبير حتى وهو على سفر، واهتمت الدولة بالفعل بعلاج صنع الله وحالته، وظهر ذلك بوضوح في اتصال رئيس الجمهورية عبدالفتاح السيسي للاطمئنان على صحته، وهذه بالتأكيد خطوة حميدة لا بد من تقديرها.

وفي سياق ذلك، اتصل بي صديق عزيز أحترمه جداً، وآثر ألا يكون بين المعلقين، ولكنه أرسل لي رسائل متحفظة على مفردة "الوحيد" التي ذكرتها، وقال لي أن هناك عشرات الكتاب الذين لهم مواقف مستقلة مثل محمد المخزنجي، ومحمد عفيفي مطر، وعبد الوهاب المسيري، وتحدثنا كثيراً حول هذه الأمور، وقررت أن أفصّل الأمر، وأضع النقاط على الحروف، لأنني لم أقصد بالتأكيد مدح صنع الله بشكل مجاني، فهو تاريخياً صاحب موقف خاص، ولم يحظ من الجهات الرسمية بما يحظى به آخرون، وهذا ليس نتيجة رفض المؤسسات الرسمية، بل نتيجة لعزوف صنع الله نفسه عن ذلك، فلن نجد له_كما أعتقد_ كتاباً في مكتبة الأسرة.

لم يتهافت على النشر فيها، في ظل أن حشوداً من الكتًاب كانوا يقفون طوابير من أجل دخول تلك الجنة التي اسمها "مكتبة الأسرة" والنشر في ذلك المشروع كان حلماً لكثيرين، ورغم أن المشروع كان ظاهره نبيلاً، لكن باطنه كان يحفل بالمآسي، فلا أنسى في يوم ما عندما قابلني الكاتب الرائع إدريس علي، وهو يقطر ألماً، ويقول لي بأسى شديد: "تخيل ياشعب، النهارده رحت أقبض الشيك أبو ألف جنيه من البنك، وكان واقف معايا في نفس الطابور الكاتب فلان الفلاني والشيك بتاعه بعشرتلاف جنيه"، ذلك الكاتب الذي أشار إليه إدريس كان كاتباً ضعيف القيمة للغاية، ولكنه كان من المحظيين بعلاقات كانت ترفعه إلى درجات عليا، وكانت هناك شرائح من هؤلاء الكتاب مثل رؤساء تحرير الصحف، وعلى رأسهم إبراهيم نافع وسمير رجب، وغيرهم، لكننا لم نر كتاباً واحداً لصنع الله، فضلاً عن أنه لم ينشر كتاباً له في أي مؤسسة رسمية سوى الكتاب المشترك مع رؤوف مسعد وكمال القلش "انسان السد العالي" عام 1966، مع تأكيدنا أن النشر في مؤسسات الدولة، ليس عيباً ولا حراماً ولا يشكل أي خطأ، ولكنه حق لكل كاتب، لكن ذلك كان موقف صنع الله إبراهيم، الذي بدأ نشر كتبه عام 1966 بشكل خاص ومستقل في مطبعة بدائية رخيصة، وصدرت الرواية عن دار مكتب يوليو.

بالطبع مسيرة صنع الله الطويلة والغنية، لم تكن وحدها هي التي دفعتني لكي أقول بشكل مختصر مفردة "الوحيد"، وكنت أود أن أقول: "الوحيد الذي رفض الجائزة في شكل احتفالي مهيب، وكان آخرون يتهافتون عليها"، وهذا ليس سرّاً، دعوني أصف لكم المشهد كما رأيته، وكما رآه رهط من المثقفين كبار السن مثلي.

مشهد فريد:

بعد مؤتمر حافل في أكتوبر عام 2003، أوراق بحثية، وشهادات، وموائد مستديرة أدلى فيها روائيون مصريون وعرب بشهادات حول تجاربهم السردية والإبداعية، وبدأت كثير من التكهنات حول من الذي سوف يحصل على الجائزة، وكانت تلك الدورة من نصيب كاتب مصري، على أساس أن الجائزة كان يتناوبها كاتب عربي، والعام التالي كاتب عربي، لذلك راحت التكهنات ترشح روائيين كباراً، وعلى رأس هؤلاء كان إدوار الخراط المرشح الأول، ويليه خيري شلبي، ثم يليه جمال الغيطاني رغم خصومته الحادة مع وزير الثقافة، فالوزير لا يتدخل في مثل تلك الأمور، لكن التكهنات لم تذهب إلى صنع الله إبراهيم من قريب أو بعيد، حتى كان دخوله إلى القاعة في تلك اللحظة غريباً ونشازاً في وقت حاد.

رغم وجوده في القاعة، إلا التكهنات لم ترشحه على الإطلاق، لكن التكهنات كما تداولها المتحفزون انتظرت حدثاً على غير العادة، وبعد أن تم إعلان اللجنة التي ضمت في إهابها نقاداً كباراً من طراز محمود أمين العالم، وإبراهيم فتحي، وفيصل دراج، وسيزا قاسم، وفريال غزول، وغيرهم، وكان رئيس أو مقرر اللجنة الكاتب الروائي الطيب صالح، وكان الذي شكل تلك اللجنة هو الدكتور جابر عصفور دون أي ضغط من أحد، فكما هو واضح أن اللجنة لا غبار على أي عضو فيها، فكلهم نقاد لهم مصداقية عظيمة في الحياة الثقافية العربية، وبعد البروتوكلات المتبعة والمعروفة في تلك المحافل، أعلن الروائي الطيب صالح المفاجأة الكبيرة التى لم يتوقعها أحد، ودوّت القاعة بتصفيق هيستيري، تصفيق ظل أكثر من خمس دقائق بشكل متواصل، وتصفير في القاعة، وهتافات مثل: يحيا العدل، وألف ألف مبروك ياصنع، وهكذا، وبالطبع كل ذلك لم ينف امتعاض البعض الذين لم يحبوا أن تذهب جائزة "الدولة" لواحد من خارج سدنتها، وتلك اللحظة في كثافتها التاريخية والنفسية والانفعالية، أضافت على وجه صنع ذهولاً على الذهول الواضح على وجهه بشكل طبيعي، والذي يعرف صنع الله إبراهيم عن قرب، سيعرف أنه شخص تبدو عليه علامات الدهشة والذهول بشكل لا افتعال فيه، فما بالنا وهو في ذلك الحدث التاريخي.

بعد أن خفت التصفيق تدريجياً، وانتظر الجالسون على المقاعد بقية بروتوكلات ذلك اللقاء، صعد صنع الله في خفة تناسب جسده النحيف جداً، وكم أشفقت عليه من تلك اللحظة، وقلت في نفسي ولا أعرف لماذا: "ربنا يعدي الليلة دي على خير"، كان لديّ إحساس غامض أن أمراً ما سوف يحدث، ولا أعرف ما هو، وقف صنع الله يلقي كلماته التي بدأها في هدوء، والتي بدا فيها هادئاً، وكان يقرأ من أوراق فردها على المنصة الصغيرة، ثم بدأ صوته يعلو رويداً رويداً، وكنت أهجس أن قلوب الحشد كانت تخفق بعد كل جملة يقولها أو يلقيها صنع الله، وكان صوته يعلو في شكل كريشندو منتظم، وهو يعلن بنود وملاحظاته التي تحولت إلى بيان احتجاجي شديد اللهجة.

 كانت صورة صنع الله تكبر وتتضخم لدرجة أنها ابتلعت المشهد كله، لجنة التحكيم، ووزير الثقافة، خاصة بعد أن ألقى القنبلة الثانية في وجه الجميع، وفيها ما فحواه : "ولكل تلك الأسباب أعتذر عن عدم قبول الجائزة"، كانت القنبلة أكثر دويّاً من الأولى، فالذين صفقوا بجنون وهيستريا بما فيهم شخصي على حصوله على الجائزة، هم أنفسهم الذين صفقوا بجنون أكثر، وهيستيريا أعلى، من الجنون الأول، فإذا كان التصفيق الذي صاحب الفوز تجاوز الدقائق الخمس، فالتصفيق الذي صاحب الاعتذار تجاوز الدقائق العشر، وسط صخب وهتافات، بينما تسلل صنع الله بذات الجسد قبل أن يستمع لتعليق وزير الثقافة فاروق حسني الدبلوماسي، وتعقيب دكتور جابرعصفور المذهول، والذي شعر بأنه تعرض لخديعة من صديقه الذي وافق على قبول الجائزة تليفونياً، وأعطاه_أي صنع الله_ اسمه الرباعي لكي يستكمل البروتوكلات الخاصة بتفاصيل الجائزة.

اعتبر بعض المثقفين بأن ذلك السلوك من ناحية صنع الله إبراهيم سلوكاً غير أخلاقي، فلو كان يريد رفض الجائزة، فكان عليه أن يرفض ذلك من ساعة عرضها عليه، وثار جدل واسع حول تلك النقطة، في إطار الجدل الأوسع حول موقف رفض الجائزة نفسها، وتناسى لائمو صنع الله إبراهيم، أن الأمر كان سياسياً أكثر، ولم يكن ثقافياً، والسياسة تحتمل الحيلة، وهذا ما فعله صنع الله، وبالطبع حدثت أشكال من الصخب في القاعة، وهناك بعض مثقفين لم يعجبهم موقف صنع الله برمته، وكان عليه_أي صنع الله_ أن يعتذر عن الجائزة منذ البداية، ويتركها لآخرين يستحقونها، وكان على رأس هؤلاء الصديق الراحل دكتور شاكر عبد الحميد الذي عبر عن غضبه منذ اللحظة الأولى، وهناك من صفقوا بفرح شديد تأييداً لصنع الله، ومنهم الكاتب الراحل إدريس علي، ولكنه عاد وكتب ما يشبه الاستتابة في جريدة القاهرة، وفي الحقيقة لم يحدث موقف ثقافي أثار جدلاً ثقافياً، كما أثار ذلك الموقف، وأصبح صنع الله أيقونة حقيقية في الوسط الثقافي، وباتأكيد أن الموقفين: موقف الحصول على الجائزة، والاعتذار عن عدم قبولها، كان التصفيق في الحالتين صادقاً، رغم كل التناقض الواضح بينهما، لكن ذلك الموقف لم يفعله أحد سواه، وهذا ما دفعني لكي أكتب كلمة "الوحيد"، دون التقليل من شأن أي كاتب أو مثقف تعاطي مع المؤسسة الرسمية كل المنافع المعتادة مثل النشر والجوائز والتوظيف وخلافه، لأنها ليست منحاً للكتّاب، ولكنها حقوق لا بد من الحصول عليها.

البدايات الأولى:

كان صنع الله طالباً في عقد الخمسينيات في كلية الحقوق، وكذلك كان شاباً كاتباً موهوباً، يكتب القصص القصيرة، وقدّم في مسابقة كان قد أنشأها الكاتب عزيز أرماني، وفاز بالفعل صنع الله بالجائزة الأولى، وكانت قيمتها جنيهاً واحداً، ولكنه لم يحصل عليه، وفي تلك الفترة كذلك كان قريباً من شهدي عطية الشافعي، وكان شهدي يملك مكتباً للترجمة عمل فيه صنع الله بعضاً من الوقت، وكان شهدي يكتب في جريدة المساء مقالات تاريخية عن أبطال قوميين، وكان يكتب باسم مستعار هو "أحمد ناصر"، ورشح شهدي صنع الله لكي يكتب في جريدة المساء، وكان أول مقال كتبه صنع الله في جريدة المساء عام 1957 باسم صنع الله الأورفولي.

يعود اسم الأورفولي إلى أصول كردية، ولم تكن علاقة صنع الله بشهدي قاصرة على الجانب الوظيفي فقط، بل كان هناك جانب سياسي آخر ضمهما في كيان سياسي هو تنظيم حدتو، وأدي ذلك إلى أن قبض على الاثنين في يناير 1959، وكان صنع الله قد حقق قدراً من الثقافة الأدبية والسياسية أهلته ليكتب بعضاً من القصص القصيرة، وشاءت الأقدار أن يكون صنع الله أحد الشهود الذين عاشوا لحظة اغتيال شهدي عطية الشافعي في 15 يونيو 1960، وفقد شهدي حياته تحت سلسلة وحشية من التعذيب، وعندما سيق شهدي إلى حفلة التعذيب التي أودت بحياته كان الكلبش يجمع بين معصمي شهدي وصنع الله، وعندما بلغ الأمر إلى جمال عبد الناصر، وكان في زيارة لدولة يوغو سلافيا، أرسل برقية فورية لإيقاف أي تعذيب في السجون المصرية، وفتح التحقيق الفوري في الأمر، وبما أن كان شاهداً أساسياً تم اللعب عليه لكي يزور شهادته ويدلي بأقوال غير حقيقية لتبريء المتهمين بقتل شهدي، وهذه فقرة من التحقيق الذي تم إجراءه مع صنع الله، أورده الدكتور رفعت السعيد في كتابه "الجريمة..وثائق اغتيال شهدي عطية":

(ثم دعونا المصاب صنع الله وسألناه بالآتي قال:

اسمي صنع الله إبراهيم أحمد الأورفلي، سنّي 22 سنة، طالب بكلية الحقوق، وموظف بمكتب مصر للترجمة والنشر 22 شارع حافظ باشا حسني، ثم حلف اليمين..

س: ما معلوماتك؟

ج: أنا ما قدرش أقول الحقيقة إلا إذا نقلت من هنا لأني مهدد بأن أقتل، ومفيش حد يعرف عني حاجة، ومعايا تلاتة، وهم عبد الحميد السحرتي، وإبراهيم المناسترلي، وسعد الدين أحمد بهجت، وكلنا هددنا منذ بدء التحقيق أكثر من مرة.

س: من الذي قام بتهديدكم؟

ج: مقدرش أقول لنفس السبب..

س: ماسبب تهديدكم أنتم الأربعة؟

ج: علشان أنا وسعد الدين إصاباتنا خفيفة، وهم الاتنين برضه واحنا الأربعة، كان ضربنا خفيف وكانوا ندهوا علينا احنا الأربعة وقعدونا لوحدنا وعاملونا معاملة خاصة وطالبين منا أن نشهد على نحو معين في التحقيق.

س: ما سبب معاملتكم معاملة خاصة من أول الأمر؟

ج: معرفش غير إن حالتنا الصحية تعبانة

س: ما هي الكيفية التي طلب منكم أن تشهدوا عليها؟

ج: أنا عايزاتكلم إنما لازم ضمن الأول إني ما يحصليش لى حاجة وأن أنقل من هنا

س: ألا تعرف المعتدين؟

ج: كنت شايف الضرب لكن مش قادر اتكلم..

س: ما سبب الضرب؟

ج: من غير أي سبب

س: ألم يحصل تعصب أو مقاومة من المساجين؟

ج: لا، لكن المعروف أنه دايماً بيحصل في أبو زعبل هنا ضرب جامد، وطول اليوم فيه ضرب في العنابر لمجرد المعاملة القاسية بدون أي مبررات واحنا بنؤيد الرئيس جمال عبد الناصر، وقلنا كده طول المحاكمة..

س: ذكرت في سؤالك إجمالاً إن الضابط يونس مرعي طلب منك ومن سعد الدين بهجت أن تعترف بالشهادة بعدم حدوث أي اعتداء على المتوفي شهدي عطية؟

ج: أيوه قلت كده ومقدرش أقول تفسير علشان خايف على حياتي وسعد الدين بهجت لما سألته انت في العنبر؟ مرضيش يتكلم وقال لك انا خايف وهو ما يقدرش يقول حاجة من غير ضمانات..

س هل لديك أقوال أخرى؟

ج: أنا ما أقدرش أقول اللي أعرفه إلا لما اتنقل من هنا وأكرر الطلب لحمايته..

تمت أقواله وأمضى"

هذا جزء من التحقيق الذي تم إجراءه مع صنع الله في واقعة شهدي عطية، وبالطبع كانت تلك الواقعة محل تأمل عميق، جعلته يعمل طوال الوقت قراءة وكتابة، ليخرج ويكون قد انتهى من كتابة روايته الأولي "تلك الرائحة" التي قدمها يوسف إدريس، الذي احتفى بها أيما احتفاء، ولكن الرواية صودرت بشكل رسمي، رغم أن كثيرين كتبوا عنها بشكل إيجابي، منهم صالح مرسي في صباح الخير، وقال: إنها تجربة فريدة في أدبنا العربي المعاصر"، ومدحها سعد كامل ومحمود أمين العالم ونبيل بدران، وغيرهم، بينما هاجمها يحيي حقي في جريدة المساء، وكذلك كتب أحمد بهجت في الأهرام: "إننا أمام معدة تكتب رواية، لا رس للمؤلف ولا تفكير ولا قلب، ولا وجه، وبالتالي فليست ثم ملامح إنسان.."، صودرت الرواية، وأعيد نشرها في مجلة شعر اللبنانية بمقدمة من أدونيس رئيس تحرير المجلة في صيف 1969، وأعيد نشرها كاملة في دار شهدي عام 1986، ولكن صنع الله نشر كتاباً توثيقياً مع رفيقيه رؤوف مسعد وكمال القلش عنوانه "إنسان السد العالي"، نشر في 10 يناير عام 1967، بمقدمة شعرية للشاعر عبد الرحمن الأبنودي، أي قصيد مجهولة، والغريب أن الأبنودي كان في ذلك الوقت مسجوناً من 10 أكتوبر 1966، ولم يخرج إلا في مارس 1967، ثم صدرت نجمة أغسطس عن دار الثقافة الجديدة، وأهداها إلى شهدي عطية الشافعي، وبعد ذلك أصدر رواية اللجنة، وقد اعتبر محمود أمين العالم الروايات الثلاث بمثابة ثلاثية، وكتب عنهم كتاباً كاملاً، وفي 2009 كنت قد أعددت كتاباً عن أدب السجون، وأدلى فيه صنع الله بشهادة نادرة، وقد أهديت الكتاب له، وقدم للكتاب الدكتور سمير أمين رحمة الله عليه، وللحديث بقية.

تعليقات