مصطفي السعيد يكتب :الضربة اليمنية الصاروخية لمطار بن جوريون تزلزل المنطقة


لم تكن الضربة الصاروخية اليمنية مثل أي ضربة سابقة، ليس لأنها أول ضربة في تاريخ الصراعي العربي الإسرائيلي التي تصيب أهم بقعة داخل الكيان، وإنما لأنها تمكنت من اختراق أكثر منظومات الدفاع الجوي كثافة وتقدما في العالم، والمكونة من 4 طبقات، تشارك فيها الولايات المتحدة وإسرائيل، وتستخدم 3 أنواع من منظومات الدفاع الجوي الأكثر تطورا بمدايات مختلفة،  والمعروفة بأسماء ثاد وحيث وباتريوت، توجهها رادارات وأقمار صناعية متطورة للغاية على طول المسافة من جنوب البحر الأحمر حتى تل أبيب، بما يؤكد أن أهم بقعة لدى التحالف الغربي بقيادة الولايات الماحدة عجزت أمام دولة من أفقر دول العالم، والمحاصرة برا وبحرا وجوا لسنوات طويلة

 هذه الضربة ستكون نقطة تحول تاريخية في حروب المنطقة، سيكون لها تداعيات مباشرة وسريعة وأخرى تالية، أولها أن دول الخليج ستخشى التورط في حرب مع اليمن، من خلال ميليشيات وحكومة مصطنعة بدعم خليجي وغربي، لأن أي مشاركة خليجية سيكون لها ثمن باهظ جدا، عندما تضرب صواريخ اليمن حقول ومرافئ النفط والبنية التحتية لدول لا تملك دفاعات جوية مماثلة لتلك التي عجزت عن حماية مطار بن جوريون، ثانيها وضع أمريكا وإسرا.ئيل في مأزق خطير.

 إذا ما جرى اختيار الرد بضرب إيران التي تمتلك صواريخ أكبر حجما وسرعة ودقة وغزارة، وستكون نتائج الرد الإيراني خسائر هائلة سواء في داخل الكيان أو القواعد الأمريكية، أو الدول التي انطلقت منها الضربة الإسرائيلية أو الأمريكية. أما الصمت ومحاولة الرد ببعض الغارات على اليمن، والتي فشلت في تحقيق أي نتيجة ملموسة.

 ستكون إنتصارا جديدا لليمن الذي أسقط دمر طائرتين أمريكيتين من طراز إف 18 الأسبوع الماضي، وألحق خسائر بحاملة طائرات وسفنها المعاونة، وأجبرها على الفرار بطريقة مخجلة للقوات الأمريكية، التي تعجز أهم قدراتها البحرية عن مواجهة اليمن. حالة الإرتباك داخل إسرائيل، والموقف الأمريكي الأكثر ارتباكا، والذي يخشى التورط في حرب لن يحسمها، لكنه ستحبط كل مخططاته تجاه الصين وروسيا، لأن إيران تعد خط الدفاع الغربي الأول للصين وخط الدفاع الجنوبي لروسيا، مما سيجعل الصدام مع إيران باهظ للغاية، بما يعجل بنهاية وهيبة القوة العسكرية الأمريكية.

تعليقات