عــمرو صــابح يكتب : "5 يونيو" قراءة فى مذكرات الفريق أول عبد المحسن مرتجي


الفريق أول عبد المحسن كامل مرتجي شغل منصبي قائد القوات البرية وقائد جبهة سيناء أثناء معارك حرب 1967 ، وبعد الحرب تمت إحالته للتقاعد وانتهت خدمته العسكرية بالقوات المسلحة المصرية.

كتب الفريق أول مرتجي مذكراته فى سبعينيات القرن الماضي، وفيها هاجم الرئيس جمال عبد الناصر بضراوة ، واتهمه انه السبب الرئيسي فى هزيمة 1967 ، وان سياساته كانت تخضع لحالته العصبية والنفسية، وانه كان يعتمد على الحظ والصدف فى تسيير أمور البلاد ، ولكن الفريق أول مرتجي فى غمرة هجومه الشرس ضد الرئيس عبد الناصر ، أفلتت منه ثلاث معلومات مهمة تتناقض مع شهادته حول مسئولية الرئيس عبد الناصر عن الهزيمة:

- الأولى : فى صفحتى 79 و80 من المذكرات ، وهى ان الرئيس عبد الناصر حذر قادة الجيش فى اجتماع موسع معهم فى يوم 25 مايو 1967 من ان إسرائيل ستهاجم قطاع غزة وتحتله ، وان هجومها البرى الرئيسي سيكون فى شمال سيناء ، وطالبهم الرئيس عبد الناصر بزيادة القوات المدافعة عن القطاع وتدعيم الدفاع عن المنطقة بين الشيخ زويد ورفح ، كما طالب بتدعيم القوات المدافعة عن شرم الشيخ.

 لم تكترث القيادة العسكرية بحديث الرئيس عبد الناصر لأن المشير عبد الحكيم عامر كانت لديه قناعة ان الهجوم البري الرئيسي لإسرائيل سيكون فى جنوب سيناء.

عندما بدأت الحرب ثبت ان تنبؤ عبد الناصر كان هو الصحيح ، فقد وقع الهجوم البري الإسرائيلي على القطاعين الشمالي والأوسط بسيناء ، واتضح ان الخطة الخداعية الإسرائيلية قامت على الإيحاء للقيادة العسكرية المصرية ان الهجوم الإسرائيلى البرى الرئيسي سيكون على القطاع الجنوبى فى سيناء.

- الثانية : ان الرئيس جمال عبد الناصر فى مساء يوم 2 يونيو 1967 عقد اجتماعا مع كبار قادة القوات المسلحة أخبرهم خلاله ان الحرب ستحدث بنسبة 100% ، وان توقعه انها ستبدأ فى يوم 5 يونيو بضربة جوية وطالب باتخاذ اللازم للتصدى لها ووضع قوات الدفاع الجوى فى أقصى درجات الاستعداد ، ولكن تحذير الرئيس لم يخرج عن حيز المجتمعين بالقاعة!!! بل ان المشير عامر قرر فى صباح يوم 5 يونيو التوجه لسيناء وجمع كل القادة لاستقباله فى مطار بيرتمادا وبينما طائرته فى الجو والدفاع الجوى مقيد بسبب ذلك ، حدثت الموجة الأولى من الضربة الجوية الإسرائيلية.

وكتب الفريق أول مرتجى نصاً فى صفحة 109 من مذكراته التالى:

 وبعد الحرب سألت المشير عامر عن سبب عدم الأخذ بوجهة نظر رئيس الجمهورية بميعاد نشوب القتال .. وكان رده بأنه لا يعرف فى عبد الناصر أنه كاهن أو ان الوحي ينزل عليه!

- الثالثة : فى صفحة 165 من مذكرات الفريق أول مرتجى كتب انه زار المشير عامر فى منزله فى يوم 20 يوليو 1967 بعد الحرب ، وسأله عن قرار الانسحاب من سيناء ، فقال له المشير عامر انه قرر الانسحاب خوفاً على الجيش من أن يتم حصاره وعزله والقضاء عليه تماما ، وان خسارة الأسلحة والمعدات سهل تعويضها بينما خسارة الأفراد تحتاج لمدة طويلة لخلق جيل جديد من المقاتلين ، أما الأرض المفقودة فسوف تكون لنا مع اليهود جولة أخرى نسترد فيها أرضنا.

- والأن بقيت كلمة اللواء على منير عضو المحكمة العسكرية التى تشكلت لمحاكمة قادة حرب 1967 ،والتى تناول فيها دور الفريق أول عبد المحسن مرتجى فى حرب 1967..

" كان الفريق عبد المحسن مرتجى قائد جبهة سيناء هو المسئول الأول عن تدمير قواته ، فقد كان أول من نفذ أوامر الانسحاب ، فكان أول من عبر قناة السويس غرباً الساعة الرابعة من ظهر ذلك اليوم الأغبر ، فقد ترك قواته لتلقى مصيرها ونجا بنفسه ، نسى أنه قائد وأن القائد كربان السفينة وأن عليه أن ينجو بها ، ولكنه لم يهتم بتأمين انسحاب قواته أو تأمين الحماية لها لتنسحب انسحابا منظما ، وكانت النتيجة أنه بعد هجوم العدو حاولت قواته الاتصال به فى قيادته ولم يكن هناك من يجيب ".

تعليقات