حسن مدبولي يكتب : المرجفون الخونة !؟


بكل يقين ووضوح، يمكننا القول إن بيننا طابورًا خامسًا يعمل لحساب العدو، ويمهد له الطريق لاستكمال هيمنته ونفوذه.

 هؤلاء ليسوا أشخاصًا تقليديين في مواقفهم، بل هم أهل أقنعة زائفة وألسنة مزدوجة، يظهرون في أوقات الأزمات والكوارث، يبثّون سمومهم بخبث، ويخدعون الناس بشعارات براقة فى ثوب وطنى أو قومى .

ستجدهم أحيانًا يمجدون المقاومة، ويلعنون الصهاينة بأقسى العبارات، ويدّعون دعمهم لحرية الشعوب، بل ويتغنون بثورات الربيع العربي، ويتحسرون على هزيمتها. لكن عند لحظة المواجهة الحقيقية تتكشف حقيقتهم البائسة، ويظهر دورهم القذر كأدوات في يد العدو.

هؤلاء العلوج لا يعلنون انحيازهم المباشر للعدو، بل يتقنون التمويه والتمثيل، ويُلبسون خيانتهم ثوب العقلانية والوطنية، ويدّعون الواقعية ورفض الوهم، فيما هم في الحقيقة يبثّون روح الهزيمة والتضخيم من قدرات العدو، معتمدين على نتائج معارك لم تكن متكافئة، جرت تحت تدخل مباشر من قوى أجنبية كبرى.

وما حدث مؤخرًا لإيران ليس إنجازًا خارقًا للعدو، ولا تفوقًا صهيونيًا مهولا،ولا قدرًا محتومًا يصيب كل من يرفع رأسه، كما يحاول هؤلاء أن يروجوا، لكن ما حدث كان نتيجة لعبة خبيثة، حيكت بدهاء،و استندت إلى الكذب و الخداع، وشاركت فيها الولايات المتحدة تحت لافتة "المفاوضات" بينما الزخائر كانت تشحن للطائرات، كذلك نتجت الضربة بسبب خطأ إيراني فادح في الثقة بوعود الأمريكان ، وتفضيلهم  المسار الدبلوماسي على المواجهة، في وقت كان فيه الحذر واجبًا واليقظة ضرورة.

ولكن بدلًا من الوقوف إلى جانب إيران ودعمها لتجاوز هذه الضربة، خرج هؤلاء المرجفون يشنون حملة من السخرية والتقليل، يشمتون ويتندرون، ويكرّرون أسطوانة "التفوق الصهيوني الذي لا يُقهر"، متجاهلين أن هذا "التفوق" ليس ذاتيًا، بل قائم على الدعم الأميركي والغربي، وتحالف قوى الشر العالمية.

كما يتناسى هؤلاء المرجفون عمدا أن هذا العدو نفسه قد تلقى ثلاث ضربات قاصمة في تاريخه الحديث:

الأولى في أكتوبر 1973 على يد القوات المصرية،والثانية في مايو 2000 على يد رجال حزب الله ، أما الثالثة والأهم فقد وقعت فى السابع من أكتوبر 2023، حينما دُكَّت أسطورة تفوق العدو في ساعات، وتم اقتحام مواقعه، وأُسر جنوده من داخل الخط الأخضر كما يُؤسر الخراف، على يد فصائل ذات تسليح بسيط. 

يومها، لم يخرج أحد من محور الشر الغربي ليُقلّل من قدرات العدو أو يُهوّل من قوة المقاومة، بل تداعت قوى الغرب كلها للدفاع عنه، ووصمت المقاومة بالإرهاب، وقدّمت للعدو كل أشكال الدعم بلا تردد.

 أما المرجفون من بني جلدتنا، فقد شحذوا أقلامهم وألسنتهم لتثبيط العزائم، والسخرية من أي خطأ للمحور المقاوم، وتضخيمه إلى درجة اعتباره هزيمة استراتيجية... مع أن الحرب لم تنتهِ بعد!

تعليقات