معصوم مرزوق يكتب : دعوة لليقظة !


بعض تعليقاتي ومقالاتي التي تتناول الأحداث الجارية  ليست دعوة لليأس ، فكل ما كتبت سابقاً يؤكد إيماني بحتمية النصر لنا في النهاية بإذن الله .

عندما أدعو إلي استخدام ما يتوفر من أدوات القانون الدولي ، ويسخر البعض من ذلك ، فربما يتذكرون أنه في حالة الحصار يستخدم المحاصر كل ما يتاح له من دفاع حتي ولو كانت بندقية قديمة أو " شومه" ، التمسك بقواعد القانون الدولي هو تمسك بأصل العقود التي وقعها هؤلاء المعتدون ، وتساعد علي كل حال  في بناء رأي عام دولي علي كل حال .

ولكن يبقي أن المقاومة هي السلاح الرئيس .

يقال كثيراً هذه الأيام عن قدرات إيران ، وإمكانياتها المهولة في تدمير القواعد الأمريكية ، وإغراق الأساطيل التي هي قواعد عائمة بها احدث وأقوي وسائل الدمار ..

يقال ذلك عن إيران المحاصرة منذ أربعين عاماً تقريباً ، والمحرومة من قطع غيار سلاحها الجوي ، رغم أنه بضاعة أمريكية دفع ثمنها الشعب الإيراني المسكين منذ زمن الشاه.

يقال أن ترامب متردد لأنه لا يستطيع النوم ليلاً بسبب كوابيس مرعبة يري فيها خامئني ، الذي سوف يحرق واشنطن بطريقة ما عن طريق عملائه ( كما قيل سابقاً عن جيش صدام السري المختفي في كل عواصم العالم وينتظر إشارة معينة كي يحرق الحضارة ) 

لا تنسوا أنه قد قيل عن جيش صدام أنه الجيش السادس علي مستوي العالم ، وأنه علي وشك انتاج القنبلة النووية والفاصل ست ساعات فقط ( كما ذكر توني بلير رئيس وزراء بريطانيا آنذاك ، أمام مجلس العموم - واعتذر عن هذه الكذبة الكبيرة  بعد ذلك بسنوات / والغريب  أنه بعد سنوات قليلة استقبله العالم العربي  ورحب به كوسيط " نزيه " في عملية السلام ، كوظيفة يشغل بها وقته بعد التقاعد  )

لا تنسوا كل مزامير السلاح السري الذي يجهزه صدام وسوف يحرق به نصف إسرائيل ( وقد كنت كدبلوماسي أواجه تحركات الموساد لترويج هذه "الإنتفاخة" غير المبررة ، وتحمل مفكرتي ذلك الحديث الذي دار بيني وبين دبلوماسي عراقي في نيويورك ، عندما كنت احاول إقناعه بخطورة الترويج لمسألة إحراق نصف إسرائيل ، فإذا به يحاول إقناعي بأن الحقيقة هي قدرة العراق علي إحراق كل إسرائيل )

وأخيراً ، وليس آخراً ، ليس أسهل ولا أعذب من أن نكتب ما نتمناه ، وبما يرضي كل المعذبين الراغبين في الإنتقام ، ولكن ـ أعزائي- صحن الإنتقام لا يؤكل إلا بارداً ، وبعد إعداد واستعداد ( واعدوا لهم ... ) ، ولن نخدع سوي أنفسنا إذا واصلنا الرقص علي أنغام تكتب في الموساد ، وتعزف في المكتب البيضاوي الكائن في البيت الأسود .

صباح نصر قادم بإذن الله ، نصر مفتوح العينين ، ممسك بالعلم وأعلام الحرية وإرادة الشعوب المستقلة .

تعليقات