هكذا تم استهداف موقع حضاري هام في منطقة الشرق الأوسط ، بفرض مفهوم "سلام القوة " من المنظور الأمريكي الصهيوني ، بما يعني :" الإستسلام بغير قيد أو شرط " من دول الشرق الأوسط .
ولكي تلعب دول المنطقة بنفس المفهوم " سلام القوة " ، عليها أولاً أن تمتلك القوة ، وأن تستخدمها بقوة ، وهذه رواية تخرج عن إطار هذا المقال .
أكتب الآن بعد صلاة فجر يوم 22 يونيو 2025 ، ومتابعتي لكلمة ترامب المغرور ، وكذلك كلمة السفاح نتنياهو .
من المبكر التنبؤ برد فعل طهران ، ولكن يمكن النظر في الحقائق التالية :
* إيران دولة من دول العالم الثالث ، تعاني من الحصار منذ أربعين عاماً .
* المفروض ( نظرياً ) طالما تم إزالة "الخطر الإيراني" فليس من المتصور أن العرب العاربة والمستعربة قد عادت في حاجة لحماية القواعد العسكرية الأمريكية، وربما يحتاجها الآن فقط لحماية الحكام من شعوبهم .
* لا يمكن لعاقل أن ينصح حكومة إيران باستهداف القواعد الأمريكية في البلاد العربية ، فسوف تكون تلك رخصة لتكرار نموذج العراق 2003 ، ومن أراض عربية ومشاركة قوات عربية ( بحجة رد العدوان الفارسي علي أراضيها ) .
* ربما المتاح أمام طهران هو الإستمرار - إذا استطاعت - مواصلة استهداف الكيان الصهيوني ، لفترة تتيح لحكام إيران الدخول في ترتيبات " سلام القوة " برعاية أمريكية .
* تزداد فرصة تغيير النظام في طهران ، بإنقلاب عسكري أو حشد مظاهرات بدعم كامل من الغرب .
* بالنسبة لباقي دول المنطقة ، وعلي ضوء توازن القوي الحالي ، فيبدو أنه ليس لديها الكثير مما تقوم به لتغيير معطيات الواقع الحالي .
* بمفهوم السلام الذي تحدث عنه ترامب ، وأكده نتنياهو ، فربما يستحق ترامب بالفعل جائزة " نوبل " للسلام ، ويقاسمه فيها الإرهابي نتنياهو ، مثلما حصل عليها الإرهابي بيجين مقاسمة مع بطل الحرب والسلام الذي سلم أمريكا 90% من مصير الشرق الأوسط .
ويبقي السؤال : هل جاء الزمن الذي يُرغم فيه كل قرد أن يلتزم بشجرته ، مدعياً أنه لا يري ولا يسمع ولا يتكلم ، أم أن هذا هو زمن الإنتفاضة الكبري التي تزيل سلام القوة أو سلام الذل ، وتستعيد لهذه المنطقة مجدها القديم .
تعليقات
إرسال تعليق
أترك تعليق