أٍسِفتُ جدا خلال اليومين الماضيين من الحملات الإلكترونية المنظمة والموجهة والتي يطلق البعض عليها "الذباب الإلكتروني، والذي لاحقني علي صفحتي، باتهامات بالخيانة والسباب، وسوف أبادر الأيام القامة بتنقية صفحتي، التي وصلت إلى الحد الأقصى من الأصدقاء، من مثل هؤلاء الذين لا يفهمون لغة الحوار، ولا أدب الاختلاف. وتمحورت حملاتهم على قافلة الصمود من أجل غزة، والمسيرة الدولية، على أنها مؤامرة خسيسة على الأمن المصري، وكلنا بالتأكيد نحرص عليه، مع احترام النظم والقوانين المرعية بهدو، والسُعار الذي أحاط بالحملة واعتبارها نبت من جماعة الإخوان الشيطان الأكبر، وأن شخصيًا أعلم يقينًا من هم قيادات هذه القافلة وهم أخوة مناضلون عربيون قوميون من تنظيمات ناصرية مشهود لهم بالروح العروبية القومية في حركة الشعب والتيار الشعبي ونقابيون قياديون من الاتحاد التونسي للشغل.
ثم تحول هؤلاء "الفيسبوكيون" بفعل الطائفية المقيتة، إلى الاتهام بالعمالة لإيران، والشماتة في إيران العدو الشيعي، المتعاون مع الكيان والأمريكان، وغريب هذه الفرحة الطاغية في دولة إسلامية لعبت أدوارًا كبيرة في دعم غزة والمقاومة الفلسطينية، عندما تعرضت فجر الجمعة 13يونيو، لضربة بدت للوهلة الأولى ضربة صعبة وقاصمة، ولم يتركوا لأنفسهم فسحة من الوقت للتعاطي بموضوعية مع ما ستسفر عنه الأحداث، وقالوا في إيران من الأوصاف والاتهامات والسباب أكثر مما قاله مالك في الخمر، بنفس ما رددت أصوات الشماتة الحاقدة ضد مصر وجمال عبد الناصر حين هزيمة الخامس من يونيو 1967م.
مثل هذه النوعية من جنرالات وخبراء الفيسبوك، أعرف كيف أتعامل معهم، وسأبدأ بحذفهم من صفحتي، رغم أني كنت طوال السنوات الماضية أتجاوز عن مثل هذا السباب وقِلة أدب الحوار، لأعرف كيف تقكر مثل هذه النوعية وتوجهاتهم إن كان لهم فكرأو توجه.
اما ما أحزني حقًا، وأسفت له أشد الأسف، هذه الأصوات وهذه الحملة من أشخاص أُكِن لهم كل التقدير والاحترام، هؤلاء يتوجب أن نتواصل ونتحاور معًا بكل التقدير والاحترام، وأيًا كان اختلاف الرأي فهو لا يُفسِد للود قضية، وبالحوار الهاديء بعيدًا عن الاتهامات والتعصب الطائفي أو الفكري، وأن معظمنا يُفترَض أن تجمعه رؤى متقاربة أو في نفس الاتجاه، يمكن أن نخوض معًا معركة الوعي وهي لازمة وضروية في محاولة السعي الدؤوب لنا جميعًا نحو رؤية جمعية للمجتمع المصري والعربي، والذي يعيش طيلة السنوات الأخيرة منذ 2011 حالة شرخ عمودي لا بد من العمل على تجاوزها حفاظًا على الوطن الذي يجمعنا.
وأقول للجميع هنا: أنظروا إلى فرحة أهل غزة بصواريخ إيران وهي تلقن الكيان اللقيط درسًا لن ينساه، فهذا معيار حقيقي للموقف الذي يجب أن نكون عليه.
ويبقى أن أوكد على موقفي الثابت دومًا مع المقاومة، وكل قواها، مع كل مقاوم أيًا كان لونه ودينه ومذهبه وجنسه، المهم أن يوجه سلاحه ضد هذا الكيان العدو الغاصب ومن يدعمه.
لنعد إلى فهم جمال عبدالناصر ومعياره الذي يُلزِمنا جميعًا، وكفى ما حدث في سوريا، وأوصلها إلى إلى ما هي فيه الآن، وذلك حديثٌ آخر لاحق.
تعليقات
إرسال تعليق
أترك تعليق