سيضطر نتنياهو وترامب وحلفاؤهما وعملاؤهما إلى الكذب لتغطية الخيبة الكبيرة في الحرب ضد إيران، وسيقولون إنهم قضوا على البرنامج النووي الإيراني، ودمروا صواريخها، بينما الحقيقة عكس ذلك، تضررت بعض المنشآت النووية قليلا، واغتيل عدد من العلماء من بين الآلاف، لكن ذلك لم يؤثر لا على البرنامج النووي الإيراني ولا القدرات الصاروخية، فمن يعرف جغرافيا إيران، وهندسة مدنها العسكرية ومنشآتها النووية فسيوقن أن الأضرار كانت محدودة.
على سبيل المثال فإن منشأة بوردو مقامة تحت هضبة من الجرانيت الأشد صلابة، وارتفاع الهضبة 100 متر على الأقل، والمنشأة تحت الأرض بمسافات كبيرة، وأن أعتى القنابل الأمريكية زنة 13،5 طن لا يمكنها اختراق أكثر من 40 مترا للجرانيت الصلب، أي أنها تحتاج أكثر من 3 قنابل على نفس النقطة، لكي تصل إلى المنشأة، وهو ما لم يحدث، فالفتحات كانت متباعدة، ولم تسقط على نفس النقطة، وحتى لو كانت قد نجحت، فالمنشأة مصممة على شكل ملتوي، أي أنها قد تصيب عددا محدودا من أجهزة التخصيب، التي تعد بالآلاف.
ليست منشأة بوردو هي الوحيدة في البرنامج النووي الإيراني، فقد تم اكتشافها بعد سنوات، وهناك أخرى في جبال زاجروز التي ترتفع ما بين ألفين إلى 4 آلاف متر، بل تصل أعلى قمم سلسلة جبال البرز حوالي 5610 مترً أي أن أي قنبلة نووية لا يمكنها تدمير ما في جوفه من منشآت.
اعتمدت إيران على المدن العسكرية في باطن جبالها الممتدة والشاهقة، لأنها تدرك تفوق أمريكا وإسرائيل وحلف الناتو في القوات الجوية، لهذا لم تتضرر معظم المنشآت العسكرية والنووية، سوى ما ظهر منها عمدا، وهي الأقل قيمة، أو منشآت ومعدات هيكلية. أما خسائر إسرائيل فقد فاجأت كل قادتها وحلفائها، وكانت الصواريخ الفرط صوتية تدمر أهم منشآتها العسكرية والصناعية وبنيتها التحتية باهظة الثمن.
تعليقات
إرسال تعليق
أترك تعليق