في زمنٍ طغت فيه الفتنة على الفطنة، والافتراء على الإنصاف، خرجت بعض الأصوات المأجورة، تهتف وتتهم، لا لشيء إلا لأن خليل الحية، القيادي البارز في حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، طالب مصر وسواها بفتح المعابر وإغاثة المحاصرين الجوعى في غزة.
وتحولت المطالبة بالحد الأدنى من الإنسانية إلى تهمة! وسارعت وجوه إعلامية باهتة، بعضها مغمور وبعضها الآخر مكروه من الشارع العربي، إلى كيل الشتائم والاتهامات للحية، فزعموا أنه ينعم برغد العيش، ولا يقدم تضحيات، بل يطلب من الآخرين القتال والتضحية نيابة عنه!
ولكن قبل أن ينساق البسطاء وراء تلك الدعاوى الزائفة، لا بد من كلمة حقّ تُقال، وتاريخ يجب أن يُروى. فالرجل الذي يُتهم بالجبن من خلف الشاشات، قد قدّم من دمه وعرقه وعائلته ما يعجز عنه أولئك المتشدقون من وراء المكاتب.
فعائلة خليل الحية قدّمت مئات الشهداء في درب المقاومة، ومن بينهم نحو ثلاثة عشر شهيدًا من أسرته المباشرة قبل معركة "طوفان الأقصى"، ولا يزال الحصر الكامل لشهداء العائلة بعد تلك المعركة مستحيلاً حتى الآن، بسبب استمرار المجازر والانقطاع المتكرر في المعلومات.
أما قبل الطوفان، فقد كانت التضحيات جسيمة، موجعة، لا تحتملها القلوب:
في عام 2007، خلال محاولة اغتيال استهدفت منزله، استُشهد سبعة من أقاربه، بينهم شقيقاه ، وأربعة من أبنائهما ، وابن عم له،
في فبراير 2008، استُشهد نجله حمزة خليل الحية، وهو أحد مقاتلي كتائب القسام، حين استهدفته طائرة مسيرة أثناء قيادته فرقة صواريخ.
في يوليو 2014، خسر خليل الحية نجله الثاني أسامة، ومعه زوجته هالة أبو صقر، وثلاثة من أحفاده: خليل، وإمامة، وحمزة.
كل تلك الدماء الطاهرة سالت في سبيل الوطن والحرية، دون ضجيج أو منّ ، فكيف يتجرأ أحدهم على اتهام رجلٍ دُفنت له أسرة كاملة تحت الركام، وودّع أبناءه وأحفاده شهداء في سبيل القضية؟
إن من يقدّم فلذات كبده قربانًا لفلسطين، لا ينبغى أن يُزايد عليه من باعوا ضمائرهم
تعليقات
إرسال تعليق
أترك تعليق