قال أربعة من أهالي قرية كفر السنابسة،
التابعة لمحافظة المنوفية، إن قوات الأمن تحاصر القرية منذ أكثر من أسبوعين، لمنع
دخول الصحفيين إليها، كما قال ثلاثة من الأهالي إن أمناء الشرطة يتجولون بشكل شبه
دائم بالقرب من منازل أهالي ضحايا حادث الطريق الإقليمي للتأكد من عدم اقتراب غرباء.
مصدر من الأهالي، وهو أحد أقارب اثنتين
من الضحايا، قال إن قوات الأمن حاولت منع سيارة كانت تقل عددًا من المعزين
باعتبارهم أغراب عن القرية، واحتاج الأمر تفتيش السيارة ومراجعة بطاقاتهم الشخصية
بحثًا عن صحفيين قبل الاتصال بأهالي إحدى الضحايا للتأكد من أنهم ينتظرون هؤلاء المعزين.
مصدر آخر من أقارب ضحية أخرى، قال إن سيارة تابعة لقناة العربية مُنعت من دخول
القرية لإجراء لقاءات صحفية، كما اضطر صحفيون آخرون، تواصلوا مع أهالي الضحايا
هاتفيًا، للتراجع عن محاولة الوصول للقرية بعدما أخبرهم الأهالي أن الشرطة ستمنعهم
من الدخول، فيما قال مصدر ثالث من أقارب اثنتين من الضحايا إن قوات الأمن
حاولت منع دخوله هو شخصيًا للقرية لكونه يسكن في قرية مجاورة.
كان حادث تصادم على الطريق الدائري
الإقليمي، في 27 يونيو الماضي، أودى بحياة 19 شخصًا، من ضمنهم 18 فتاة من بنات
القرية، اللاتي كن يعملن باليومية في محطات تصدير الحاصلات الزراعية، بالإضافة إلى
سائق الميكروباص الذي كان يقلهن إلى مكان العمل.
سلط الحادث الضوء على الأوضاع
الاجتماعية في القرية، بعدما توافد إليها العديد من المتضامنين والصحفيين، حيث
نُشرت الكثير من التقارير كشفت غياب الخدمات الحكومية وتفشي الفقر بين
الأهالي.
وخلال نحو أسبوع عقب الحادث، أعلنت
الدولة عن تعويضات لأهالي الضحايا بقيمة 200 ألف جنيه لأسرة كل ضحية من وزارة
التضامن الاجتماعي، و300 ألف جنيه من وزارة العمل، و100 ألف من وزارة النقل،
بالإضافة إلى تبرعات من رجال أعمال، من ضمنهم أحمد عز ومحمد أبو العينين، قبل أن
يُعلن لاحقًا عن تبرع رجل أعمال لم تُكشف هويته، بمليوني جنيه لكل أسرة، وهو تبرع
لم يصل إلى الأهالي حتى الآن، بحسب اثنين من أسر الضحايا.
هذه التبرعات «استخسروها فينا»، على حد
تعبير مصدر من أقارب إحدى ضحايا الحادث، والذي أوضح أن عمدة القرية، محمد علام،
دعا أسر الضحايا للقاء، حضره بعضهم، وطالبهم خلاله بتبرع كل منهم بجزء من التبرعات
والتعويضات لصالح شراء قطعة أرض بغرض بناء مدرسة ثانوي، بحيث يتبرع كل منهم بثمن
قيراط من الأرض 250 ألف جنيه، فيما يرى المصدر أن المدرسة حق لأهالي القرية على
الدولة لا يجب أن يتبرعوا لبنائها، مضيفًا: «الأهالي محتاجة الفلوس دي.. أنت جيتي
وشفتي منظر البيوت» في إشارة للمنازل التي يبدو عليها مظاهر الفقر الشديد.
عقب اللقاء، انتشر على وسائل التواصل
الاجتماعي مقطعًا مصورًا يظهر فيه شقيق العمدة، بحسب المصدر، ليعلن
أن الأهالي قرروا التبرع لشراء أرض المدرسة بمبادرة منهم. لكن عددًا من الأهالي
تحفظ على طلب العمدة، بحسب والد إحدى الضحايا، الذي أكد بدوره صحة هذه الرواية،
قائلًا إن العمدة حاول إقناع من أبدى اعتراضه من الأهالي لاحقًا عبر وساطات من عدد
من الأهالي الذين يحظون باحترام القرية.
تعليقات
إرسال تعليق
أترك تعليق