محمد عبد القدوس يكتب : حكاية حب وراء أهم حديث نبوي !


عجائب عبدالقدوس 

من أهم الأحاديث النبوية حديث النبي عليه الصلاة والسلام أثناء الهجرة من "مكة إلى "المدينة " ..

وقد أحتفل المسلمون قبل أسبوع بذكرى الهجرة ..

وجاء في كلامه: "إنما الأعمال بالنيات ولكل امرؤ ما نوى.." 

قال العلماء هذا الحديث هو المقياس الرباني الذي يقاس به عمل الإنسان في الدنيا.

وحكايته أنه أثناء هجرة المسلمين من "مكة" إلى "المدينة" إرتاب نبي الإسلام في أحد المهاجرين رغم أنه مسلم وإيمانه تمام !!

واستدعاه وسأله بطريقة "لطيفة" عن سبب هجرته ؟؟

وهذا الرجل مثله مثل غيره من أتباع الدين الجديد يحبون قائدهم جداً جداً وهو رقم واحد في حياتهم ، ولذلك لم يتردد الرجل عند سؤاله من أن يقول بما معناه أنه مهاجر لنصرة الدين الجديد ، لكنه أيضاً يريد أن يتزوج هناك ..

فهناك امرأة تنتظره على أحر من الجمر إسمها "أم قيس" ربطته معها علاقة حب شريف بعد وفاة زوجها الأول ، فقال نبي الإسلام هذا الحديث الشهير: "إنما الأعمال بالنيات ولكل امرؤ ما نوى" يعني نيتك في كل ما تفعله يجب أن تكون خالصة للعمل الذي تقوم به ، وماينفعش أبدا أن تكون لك أكثر من نية !!

ملاحظة: المهاجر لم يذكر المؤرخون اسمه لكنه عرف بمهاجر "أم قيس" !!!

وهذا الحديث رآه الفقهاء أساس التقييم الرباني للإنسان !! في الدنيا ..

وتشمل حياته كلها العامة والخاصة ..

والنية محلها القلب ولا يعلمها إلا الله ..

وأذكر لك أمثلة سريعة لتأكيد ما أقول..

 رجل الأعمال مثلاً .. هل هو يريد من المشروعات التي يقيمها خدمة بلده والناس فيها بالدرجة الأولى أم يبحث عن الفلوس وبس .  فهو لا يفكر إلا في البزنس .. ومش مهم خدمة بلده والناس مع أنها قد تأتي بأرباح أيضاً حتى ولو كانت أقل ..

 والدكتور الناجح هل يريد علاج الناس أم التكسب من وراءهم خاصة بعدما أشتهر وأصبح له بزنس .. ومفيش وقت للكشف على كل مريض بعناية وإعطائه الوقت الكاف .. بالرغم من أن الكشف عنده غال جداً لا يقدر عليه إلا طبقة معينة .. وسلوكه هذا عكس الطبيب صاحب النية الطيبة ..

وأستاذ الجامعة .. هل عمله روتيني بحت .. أم أن رغبته الأكيدة في تعليم الطلبة والأخذ بأيديهم وتخريج جيل من أبناء مصر المتعلمين بحق وحقيقي.

وهذا الغني الذي ينفق أمواله في مشروعات الخير .. هل يفعل ذلك لوجه الله أم ليشتهر بين الناس بأنه أبو الكرم !!

 والصحفي هل هو صاحب مبدأ لا يحيد عنه أم مهنة الصحافة عنده مجرد وظيفة يتكسب منها .. ولقمة عيش يبحث عنها .. أم إنسان وصولي وانتهازي حسب الوضع القائم ؟!

وإنما الأعمال بالنيات تشمل كذلك حياتك الخاصة .. وأقرب الناس إليك .. هل أنت مخلص لهم بالفعل وتفكر فيهم وتعمل على خدمتهم .. أم لا تفكر إلا في نفسك لأن كل واحد مشغول بنفسه في هذه الدنيا الصعبة .. أم علاقتك بهم من زمان مش حلوة لأسباب مختلفة.

 وإذا كنت متزوجا .. فماذا عن نيتك تجاه شريك العمر .. هل أنت حريص عليه وتحبه بحق وحقيقي حتى لو شابت علاقتك معه أحياناً توتر وخناقات ، لكنك لا تستطيع الإستغناء عنه .. أم أن الحب مفقود ، والنية مش حلوة والسلوك يدل عليه .. وكل طرف يحاول تبرير تصرفاته وربنا وحده عالم بالنيات .. 

ولذلك أرى هذا الحديث الشريف عشرة على عشرة ، وهو فعلاً الميزان الذي تقاس به أعمال كل منا في هذه الدنيا .. 

إنما الأعمال بالنيات ولكل امرؤ ما نوى.


تعليقات