لجنة حماية الصحافيين: إسرائيل تجوّع الصحافيين لإسكاتهم

 

ندّدت "لجنة حماية الصحافيين" باستخدام الاحتلال الإسرائيلي الجوع سلاحاً لنهش صحافيي غزة تحت الحصار. وذكر تقرير للجنة أن الجوع والمجاعة يُهددان قدرة الإعلام على تقديم شهاداته. ويؤثر الجوع، والدوار، وتشوش الذهن، والمرض بشكل مباشر بالتقارير اليومية التي تُنتجها الصحافة، المُفككة والمُنهكة، في غزة، التي يعيش معظم العاملين فيها ويعملون في خيام، وسط قصف عشوائي، غالباً من دون كهرباء أو اتصال بالإنترنت.

صحافيون يبحثون عن الفُتات

نقل التقرير عن مراسل التلفزيون العربي في غزة، صالح الناطور، أنه "بسبب الجوع، أفقدُ التركيز وأنسى المعلومات أثناء تقاريري التلفزيونية المباشرة. في مناسبتين، انهرت بعد الانتهاء من تقرير، وتبين أنني مصاب بتسمم غذائي". ويضيف: "نعاني من نوبات جوع مستمرة، وإرهاق شديد، وفقدان التوازن، وعدم القدرة على التفكير أو أداء أي مهام. أحياناً أكون مرهقاً جداً لدرجة أنني لا أستطيع البحث عن الطعام في أسواق الشوارع القريبة".

ونقلت "لجنة حماية الصحافيين" عن صحافيين أنهم يعيشون على حصص غذائية بالكاد تكفي للبقاء، ويضطرون لشرب مياه غير نظيفة، ويبحثون عن الفُتات. ومع استمرار حظر استيراد لوازم تنقية المياه، تفاقمت مشكلة شح المياه المزمن، وانعدام سبل إدارة مياه الصرف الصحي، وانتشر الإسهال والجرب والطفح الجلدي. وقد دعت اللجنة المجتمع الدولي مراراً إلى الضغط على إسرائيل بشكل عاجل للسماح بدخول الغذاء والمساعدات الإنسانية إلى غزة، وضمان حماية الصحافيين، ورفع الحظر المفروض على وصول وسائل الإعلام. 

ورغم الصور المفجعة لأطفالٍ رُضّع يعانون من الهزال، والتي بثتها القنوات الإخبارية الغربية عقب الحصار الإسرائيلي في 2 مارس/آذار، فإن الضغط الدولي لم يُسفر إلا عما وصفه متحدث باسم الأمم المتحدة بأنه "صورة رمزية تبدو أقرب إلى السخرية منها إلى أي محاولة حقيقية لمعالجة أزمة الجوع المتفاقمة".

وقالت المديرة الإقليمية لـ"لجنة حماية الصحافيين"، سارة القضاة، إن "ما نشهده ليس كارثة إنسانية فحسب، بل هو اعتداء مباشر وغير مسبوق على حرية الصحافة، في وقت يكتفي فيه العالم بالمشاهدة. لا يمكن للصحافيين القيام بعملهم، ناهيك عن البقاء على قيد الحياة، وهم يُجوّعون عمداً ويُحرمون من المساعدات المنقذة للحياة. يجب على إسرائيل السماح للمنظمات الإنسانية ووسائل الإعلام الدولية ومحققي حقوق الإنسان بدخول غزة فوراً".

"لجنة حماية الصحافيين" تطالب بالمساعدات

مع اشتداد المجاعة في غزة، دعت "لجنة حماية الصحافيين" المجتمع الدولي، وخاصةً الاتحاد الأوروبي، الذي يُراجع حالياً اتفاقية الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل، والدول الخمسين الأعضاء في "تحالف حرية الإعلام"، إلى دفع إسرائيل ومصر إلى السماح الفوري وغير المشروط لوسائل الإعلام بالوصول إلى غزة، للتمكّن من تغطية الأعمال العدائية على الأرض والأخبار ذات الصلة مباشرةً، بما في ذلك المجاعة والخسائر الإنسانية الأوسع. كذلك، طالبت اللجنة إسرائيل بالتسهيل الفوري لوصول المساعدات الإنسانية للصحافيين في غزة والضفة الغربية المحتلة، مذكرةً بأن الصحافيين "كغيرهم من المدنيين في غزة، يُكافحون للحصول على الضروريات، كالغذاء والماء والمستلزمات الصحية اللازمة للعيش، ناهيك عن تغطية الواقع الذي يواجهه سكان غزة".

 


تعليقات