حسن مدبولي يكتب : الإبادة مشروع معلن!


لم يعد القتل في غزة مجرّد جريمة حرب، بل إعلان صريح عن مشروع إبادة جماعية. تصريحات قادة الاحتلال تكشفها دون مواربة: "نريد مسح غزة من الوجود"، و"نُخطط لنقل السكان إلى سيناء"، بل ويضيفون بفجور أنهم "يهيّئون الأرض لاستقبال الرب على جماجم الأطفال"!

أما واشنطن، فلم تعد وسيطًا، بل شريكًا في الجريمة. مفاوضوها الأقزام يتحدثون عن "حل إنساني" عبر تهجير السكان، في تكرار مفضوح لنكبة 1948، لكن هذه المرة بدعم مباشر، وتغطية إعلامية ناعمة.

إن المعركة الحالية  ليست فقط على غزة، بل هى على الحق العربي في العيش و الوجود، وإذا نجحوا اليوم فى غزة ، فلن تتوقف خططهم عند حدود فلسطين.

وإسرائيل، كما نراها، ليست سوى أداة؛ كلب مسعور يطلقه الغرب متى شاء وأينما شاء. في لبنان وسوريا واليمن وغزة، وغدًا ربما في مصر أو الأردن أو أنقرة أو دمشق أو طهران.

فأين الردع يا أمة العرب والمسلمين؟ هل يوجد منكم من يوقف هذا الجنون أو حتى يعطله ؟

إن المقاومة تصمد وحدها، بالأظافر والحجارة. فمتى يمتلك العرب أنيابًا لكى ترد الصاع ؟!

لقد آن الأوان أن يُدعم من يقاتل بالفعل، بالسلاح والتقنية والردع الحقيقي، وليس بالخطب والبيانات المعلبة، والأمر أسهل مما تظنون. 

فقد آن لإيران أن تتوقف عن استعراضاتها الكلامية، فقد خذلها رئيسها الحالى حين أقسم للأعداء علنًا بعدم السعي لسلاح نووي، وفتح لهم أبواب التفاوض قبل أن يغلق فم خصمهم.

أما سوريا، فالمتغطي بأميركا عارٍ، فليتّعظ جولاني ومَن خلفه قبل أن يُسحب البساط فجأة من تحت أقدامهم .

وفي تركيا، إن لم يعلن أردوغان المواجهة، فمصيره كمصير كل من راهن على رضا الغرب.

أما مصر، الجائزة الكبرى ، فالمؤامرة تقترب من حدودها. سيناء ليست بعيدة عن مخططات التهجير. وصمت اليوم قد يصبح لعنة الغد.


نحن أمام لحظة فاصلة، لا مكان فيها للرمادية. فما يجري في غزة ليس أزمة عابرة، بل اختبار قاسٍ للأمة كلها:

إما أن نقف ونمنع النكبة الحالية،

أو نصبح جميعًا ضحاياها،واحدًا تلو الآخر.

تعليقات