يسري فودة يكتب : جذور الشبكة


تاريخيًا، يذهب الصوت اليهودي في أمريكا عادةً للديمقراطيين. وهؤلاء - مقارنةً بالجمهوريين الذين يقودهم ترمب الآن - أكثر نعومة أمامنا بوجه خاص وهم يرتدون قفازات حريرية نحو نتائج أعمق أثرًا وخوازيق أبعد مدى.

هذا مثال لشبكة واحدة من أخطبوط التأثير الصهيوني في قلب صناعة القرار الأمريكي:

- أنطوني بلينكن، وزير الخارجية السابق، المحامي اليهودي الصهيوني، المهذب الناعم، أحد آباء مشروع الاتفاقات الإبراهيمية، الذي رأى فيما فعلته الصين بمسلمي الروهينغا - عن حق - حرب إبادة بينما رفض وقف إبادة غزة التي بدأت في عهده.

- زوج أمه الذي رباه، صمويل بيسار، المحامي اليهودي الصهيوني، المهذب الناعم، أحد الناجين من محرقة اليهود، وكيل الأعمال كاتم الأسرار للأخطبوط روبرت ماكسويل.

- روبرت ماكسويل، اليهودي الصهيوني التشيكي، الدون المافياوي الشرِه، عضو مجلس العموم البريطاني، مالك جريدة الديلي ميرور سابقًا، المختلس العميل المزدوج لصالح أبناء جلدته، الذي أقنع القيادة الشيوعية في تشيكوسلوفاكيا بتسليح عصابات وميليشيات الدولة العبرية الناشئة وساهم سرًا في تهريب قطع الطائرات المقاتلة التي ضمنت سيطرتها على ميادين المعارك في حرب 1948. مات غرقًا في ظروف غامضة عام 1991 ومنحه الإسرائيليون جنازة مهيبة شارك فيها كبار مسؤوليهم بمن فيهم مدير المو.ساد وخمسة من أسلافه ودفنوا جثته في جبل الزيتون في القدس، ورثاه يومها رئيس وزرائهم، إسحاق شامير: "لقد خدم إسرائيل بأكثر مما يمكن أن نبوح به اليوم".

- ابنته، غيزلين ماكسويل، اليهودية الصهيونية، أثيرة أبيها المدللة الفاشونيستا الفاتنة، عميلة المو.ساد بالوراثة، التي خُرب بيتها بعد موت أبيها فوقعت في الحبائل وتحولت إلى مساعدة قوّاد، وانتهى بها الحال إلى السجن.

- خليلها ومحركها ورب نعمتها، جيفري إيبيستين، اليهودي الصهيوني، أبرز عملاء الموساد في زمانه، قوّاد القاصرات نحو أحضان أصحاب النفوذ في السياسة والمال والأعمال، الذي انتهى به الحال إلى الانتحار في السجن قبل سنوات قليلة.

إلى هذه الشبكة ينبغي إضافة اسمين:

- على قمة القائمة: موريس هنري بلينكن، جد أنطوني لأبيه، اليهودي أحد أبرز رواد الحركة الصهيونية في أمريكا، الذي أسس في ثلاثينات القرن الماضي مركزًا للأبحاث سماه "معهد فلسطين الأمريكي" استطاع من خلاله إقناع الدوائر السياسية المؤثرة بأن إقامة دولة يهودية في فلسطين سيعود بالنفع على أمريكا وعلى مصالحها الاستراتيجية. 

- في ذيل القائمة: دونالد ترمب، صديق جيفري إيبستين، شريكه في الأسرار

تعليقات