نظّمت مؤسسة "أطباء ضد
الإبادة"، يوم الخميس، في العاصمة الأميركية، سلسلة وقفات احتجاجية أمام
الكونغرس، والسفارتين المصرية والإسرائيلية، والبيت الأبيض، للمطالبة بوقف إطلاق
النار، وإنهاء سياسة التجويع التي تتبعها إسرائيل في قطاع
غزة، ووقف ما وصفوه بـ"مصايد الموت" المرتبطة بالمؤسسة المسماة
"غزة الإنسانية"، والتي تعمل، وفق تعبيرهم، تحت ذريعة تقديم المساعدات الإنسانية،
بينما "تجلب الموت لا الطعام"، مطالبين بوقف نشاطها، والسماح بدخول
المساعدات عبر المنظمات الدولية والأممية.
ورفع الأطباء الأميركيون، الذين جاؤوا
من ولايات عدة، صوراً تُظهر آثار الجوع والمجاعة على الأطفال، بدت فيها الهياكل
العظمية واضحة، إلى جانب لافتات كُتب عليها: "أوقفوا سياسة تجويع غزة"،
"تعيش فلسطين"، "أوقفوا المجاعة"، "أوقفوا الإبادة
الجماعية في غزة". ووجّه الأطباء انتقادات حادة للموقف الأميركي، معتبرين أن الدعم
المطلق لإسرائيل "يمثل تجاهلاً للقانون الدولي، وعرقلةً متعمّدة لدخول الغذاء
والدواء إلى غزة". كما أشاروا إلى قصف المستشفيات وسيارات الإسعاف.
وانتقد المشاركون ما وصفوه
بـ"خذلان الدول العربية للمدنيين في غزة". وقال الدكتور نضال جبّور، في "الأطباء
والممرضون والعاملون في المجالس الصحية الأميركية يتجمّعون اليوم ضد حملة الإبادة
الجماعية التي ترتكبها إسرائيل بدعم أميركي، وبتواطؤ وصمت من الدول العربية. نحن
أطباء، وبشراً، وأميركيين، نرفض استمرار هذه المجازر وقتل الأطفال، سواء بالتجويع
أو القنابل أو العطش". من جهته، قال الطبيب عماد أبو عرب، الذي جاء من ولاية
ميشيغن للمشاركة: "نحن هنا ضد ما يحدث للأطفال والمدنيين في غزة".
وأعرب الأطباء عن استنكارهم صمت المجتمع
الدولي تجاه الجرائم المرتكبة بحق المدنيين. وقال الدكتور أشرف أبو العز، عضو
منظمة "أطباء ضد الإبادة"، "نحن هنا لمواصلة التحرك ضد الإبادة الجماعية
في غزة، فهناك أناس يموتون من الجوع أمام أعيننا، ولا أحد يتحرّك. هذه مأساة
إنسانية من صنع البشر، وليست ناتجة عن زلازل أو كوارث طبيعية". ودعا أبو العز
الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى التوقف عن دعم إسرائيل، وفتح المعابر لعلاج
الفلسطينيين، والسماح بدخول الغذاء والدواء، قائلاً: "الناس يموتون بالآلاف،
والأطباء لا يستطيعون علاجهم".
وخلال وقفتهم أمام الكونغرس، وبحضور
عضوة الكونغرس رشيدة طليب، دعا الأطباء إلى وقف الدعم الأميركي لإسرائيل، ووقف
إطلاق النار. وأشار الكاتب الفلسطيني مصعب أبو توهة، في كلمة له خلال الوقفة، إلى
معاناة الفلسطينيين، متسائلاً عن عدد المسؤولين الأميركيين الذين فكروا في زيارة
غزة، في مقابل زياراتهم المتكررة لإسرائيل.
كما انتقد الأطباء، في وقفتهم أمام
السفارة المصرية، موقف القاهرة من رفض دخول القوافل الإنسانية القادمة من مختلف
أنحاء العالم إلى غزة، وطالبوا بضرورة الضغط لفتح المعابر. وفي الوقفة أمام
السفارة الإسرائيلية، رفعوا شعارات مناهضة للإبادة، من بينها: "تعيش فلسطين"،
"فلسطين حرة"، "أوقفوا الإبادة الجماعية في غزة"، مندّدين
بجرائم الحرب التي ترتكبها إسرائيل، ورفضها دخول الغذاء والدواء، واستمرار استهداف
الأطفال والنساء، في انتهاك صارخ للقانون الدولي.
وفي ختام التحركات، قال أشرف أبو العز،
في كلمة أمام البيت الأبيض: "غزة قضية إنسانية. بعد أشهر من القصف والقتل
والحصار، وتدمير المستشفيات والجامعات والمدارس والمنازل، يعيش نحو مليوني إنسان
في ظروف لا تصلح للحياة، وأكثر من 80% منهم يعانون من انعدام الأمن الغذائي. وما
يسمّى بـ"مؤسسة غزة الإنسانية" غير إنسانية على الإطلاق، فهي لا تجلب
سوى القتل والدمار، وتعمل على اصطياد الناس كما تُصاد الطيور. هذه جريمة حرب
كاملة".
تعليقات
إرسال تعليق
أترك تعليق