قال رئيس الوزراء الكندي مارك كارني، أمس الأربعاء، إن بلاده تعتزم الاعتراف بدولة
فلسطين في الأمم المتحدة خلال سبتمبر/ أيلول، فيما علق الرئيس الأميركي دونالد
ترامب على ذلك بالقول إن "عزم كندا على الاعتراف بدولة فلسطين يجعل التوصل
إلى اتفاق تجاري معها صعبا للغاية".
وأضاف كارني، في حديث للصحافيين، بحسب
وكالة رويترز، أن هذه الخطوة مشروطة بالتزام السلطة الفلسطينية بإصلاحات تتضمن
إصلاحا جذريا للحوكمة وإجراء انتخابات عامة في عام 2026 لا تشارك فيها حركة
المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس).
وبحسب كارني، فإن الواقع على الأرض، بما
في ذلك تفشي الجوع في غزة، يعني أن "فرصة قيام دولة فلسطينية تتلاشى أمام
أعيننا"، وقال إن من بين الأسباب أيضا تسارع بناء المستوطنات في الضفة
الغربية والقدس الشرقية، فضلا عن تصويت بالكنيست يدعو لضم الضفة الغربية.
وأثار إعلان كارني غضب إسرائيل، التي
عبّرت عن رفضها وإدانتها له، زاعمة في بيان صادر عن وزارة الخارجية أن تغيير
موقف الحكومة الكندية يضر بالجهود المبذولة للتوصل لوقف لإطلاق النار في غزة
ولإطار عمل إطلاق سراح المحتجزين، فيما قوبل بترحيب واحتفاء فلسطيني، إذ ثمن
الرئيس محمود عباس الموقف الكندي واصفًا إياه بـ"التاريخي"، وقال إنه
"سيعزز السلام والاستقرار والأمن في المنطقة، ويساهم في تعزيز أواصر الصداقة
والتعاون المشترك بين البلدين والعمل المشترك من أجل تحقيق السلام
والاستقرار"، وذلك بحسب ما ذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا).
يأتي ذلك فيما أعلن رئيس الوزراء
البريطاني كير ستارمر، الثلاثاء، أنّ المملكة المتحدة ستعترف بالدولة
الفلسطينية في سبتمبر/ أيلول المقبل، ما لم توافق إسرائيل على وقف إطلاق النار في
غزة وحل الدولتين، قبل أن يعلن رئيس وزراء مالطا روبرت أبيلا، هو الآخر، بعد ساعات
أن بلاده ستعترف بالدولة الفلسطينية خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم
المتحدة في سبتمبر المقبل.
كما يتزامن الإعلان الكندي مع سلسلة
تحركات دولية واسعة بهذا الصدد، إذ دعت فرنسا، و14 دولة أخرى، البلدان الأخرى إلى إعلان عزمها على الاعتراف
بدولة فلسطين. وصدرت الدعوة من الدول الخمس عشرة في ختام مؤتمر وزاري عُقد يومي
الاثنين والثلاثاء في نيويورك، برعاية فرنسا والسعودية، بهدف إحياء حل الدولتين
لتسوية النزاع الإسرائيلي-الفلسطيني.
تعليقات
إرسال تعليق
أترك تعليق