خلال الأيام القليلة الماضية، تداولت
وسائل إعلام أمريكية وأوروبية وروسية تقارير مثيرة تفيد بأن مصر تسلمت أول دفعة من
منظومة الدفاع الجوي الصينية المتطورة HQ-9B. وعلى
الرغم من الزخم الكبير الذي أثارته هذه الأنباء، فإنها لا تزال تستند إلى مصادر
إعلامية أجنبية فقط، ولم يصدر حتى الآن أي تأكيد رسمي من الجانب الصيني بشأن هذه
الصفقة.
الصين معروفة بدرجة عالية من التكتم
والسرية فيما يتعلق بصفقات الأسلحة، حيث نادرًا ما تصدر تصريحات رسمية أو تفاصيل
دقيقة حول صادراتها العسكرية، مما يجعل تأكيد أو نفي مثل هذه الصفقات أمرًا صعبًا
ويُعتمد في الغالب على التسريبات والتقارير غير الرسمية.
ووفقًا لموقع الدفاع العربي فإن التأكيد
جاء من مصر، حيث كشف اللواء سمير فرج، الخبير العسكري ومدير إدارة الشؤون المعنوية
الأسبق بالقوات المسلحة المصرية، خلال مقابلة تلفزيونية على قناة “صدى البلد”، أن
الجيش المصري يمتلك منظومة متكاملة من أنظمة الدفاع الجوي الحديثة والمتنوعة. ولفت
إلى أن من بين هذه المنظومات، توجد المنظومة الصينية بعيدة المدى HQ-9B التي وصفها بأنها تضاهي في قدراتها منظومة “إس-400”
الروسية، ما يعكس
تطور البنية الدفاعية المصرية واعتمادها على مصادر تسليح متعددة لضمان التوازن
والجاهزية في مواجهة مختلف التهديدات.
تُعد هذه المرة الأولى التي يُعلن فيها
رسميًا عن تشغيل مصر لمنظومة الدفاع الجوي الصينية المتطورة HQ-9B، وهو ما يُشير إلى توجه واضح نحو تنويع
مصادر التسليح وتوسيع الشراكات الاستراتيجية في مجال الدفاع. كما يُعزز هذا
الإعلان من قدرات منظومة الدفاع الجوي المصري، لا سيما في مجال التصدي للتهديدات
الجوية بعيدة المدى، في ظل بيئة إقليمية تتسم بتعقيدات وتحديات أمنية متنامية.
تُعد منظومة HQ-9 إحدى الركائز الأساسية لشبكة الدفاع الجوي
الصينية، وقد طُورت في الأصل أواخر التسعينيات وبداية الألفية الجديدة. الإصدار
الأولي من هذه المنظومة كان محدودًا من حيث القدرات، حيث بلغ مداها نحو 125
كيلومترًا فقط. إلا أن التطورات التقنية التي شهدتها الصين خلال العقد الماضي
أسفرت عن إنتاج نسخ أكثر تطورًا، أبرزها النسخة HQ-9B التي يتجاوز مداها 200 كيلومتر.
النسخة التصديرية من المنظومة، والتي
عُرضت في معرض “تشوهاي” الجوي، تتمتع بقدرات عالية بحسب المواصفات الرسمية؛ فهي
قادرة على اعتراض الأهداف على مسافات مائلة تتراوح بين 5 و260 كيلومترًا. ويعتقد
بعض المحللين أن المدى الفعلي قد يصل إلى 300 كيلومتر بفضل تصميم محرك جديد
واستخدام تقنيات متطورة.
وقد سبق أن صدّرت الصين منظومات HQ-9 إلى عدد من الدول مثل باكستان وأوزبكستان،
واكتسبت هذه المنظومة مصداقية كبيرة في مايو 2025، حين نجحت وحدات HQ-9B الباكستانية في إسقاط عدة طائرات مسيّرة وصواريخ
كروز هندية خلال التصعيد العسكري الأخير بين البلدين. هذا الأداء القتالي العملي
أثار اهتمام عدد من الدول الباحثة عن حلول دفاعية فعالة.
تعليقات
إرسال تعليق
أترك تعليق