يسري فوده يكتب : أسئلة وأجوبة


- لماذا يفضل نتنياهو الإنزال الجوي للمساعدات أمام الضغوط الدولية؟

لأنه يلقي إلى غرْة بأقل القليل ويحصل في المقابل على أكبر قدر ممكن من البروباغندا لتخدير الضمير العالمي. وبالمرة يجامل "الأصدقاء" في عمّان وأبوظبي أمام العالم.

- لماذا يشعر إذًا بكل هذه الأريحية رغم الضغوط الداخلية والخارجية؟

لسببين رئيسين: أولًا لأن على رأس أمريكا الآن رئيس أفرزته حركة ماغا التي تعيد تفكيك المفاهيم والقيم والقوانين والمؤسسات داخليًا ولكن أيضًا خارجيًا فيما يخص نظام ما بعد الحرب العالمية الثانية أصلًا من أساسه. الوضع التصميمي لإس.رIئيل من قبل نشأتها default position هو العربدة إلى أن يوقفها أحد، ومن يرغب في إيقافها الآن لا يقدر، ومن يقدر على إيقافها الآن لا يرغب. وثانيًا، لسيطرة الخطاب الديني اللاهوتي الذي يؤمن الآن - على ضوء التوسعات الأخيرة - أن هذه حقًا لحظة "التمكين في الأرض" التي "وعدهم" الله.

- لماذا طفت على السطح الآن فكرة حل الدولتين من جانب عواصم أوروبية وعربية؟

لسببين رئيسين: أولًا لامتصاص غضب الشارع، داخليًا وخارجيًا، أمام الصور الفظيعة والشهادات المؤلمة التي لا يستطيعون السيطرة على خروجها الآن من غرْة. وثانيًا لمساعدة النظام السعودي، ومن ورائه دول أخرى في المنطقة، على تسويغ فتح البوابة الكبرى أمام ما يسمى "الاتفاقات الإبراهيمية" فور الانتهاء من غرْة.

- لماذا هذا الصراع في صدور كثيرين في الشارع العربي بين الإعجاب بصمود المقاومة، من ناحية، والنفور من احتمال تقوية شوكة حمIس كمثال يمكن أن يُحتذى في الوقت نفسه؟

جذور الإجابة معقدة في الماضي البعيد والقريب، خاصةً حين يتعلق الأمر بالصراع الدنيوي على السلطة. لكن الأمر زاد تعقيدًا على ضوء التجربة المصرية التي نفذ الإخوان في سياقها من باب الديمقراطية ثم عمدوا إلى غلق باب الديمقراطية من خلال تغيير الدستور وإعادة تعريف هوية مصر، مع أهمية تسجيل أن الانقلاب عليهم بالطريقة التي حدثت كان في حد ذاته خطيئة أخرى. 

- ما هو الشيء الوحيد تقريبًا الذي تجتمع عليه الأنظمة العربية والحكومات الغربية مع إس.رIئيل؟القضاء على حمIس وكل ما يتعلق بهذا "النوع" من الإسلام السياسي المقاوم/المعارض. سيفسّر لك هذا جانبًا كبيرًا من محتوى "إعلان نيويورك" الذي وقعت عليه دول عربية، على رأسها السعودية ومصر وقطر، مع دول أخرى ويدعو حمIس إلى إلقاء السلاح وإبداء الندم على ما اقترفته في 7 أكتوبر دون أي محاولة لوضعه في السياق التاريخيّ للصراع. مثلما سيفسّر لك لماذا يمتدح سفير ترمب في إس.رIئيل - وهو صهيوني ربما أكثر من تيودور هرتزل نفسه - هذه الدول العربية ويلعن لندن وباريس وأوروبا كلها. حين تختلط عليك الأمور خذ الخلاصة من فم شخص مثله.

تعليقات