محمد سيف الدولة يكتب : ما زلنا هنا


على
امتداد ما يزيد عن قرن من الزمان، فشل الغرب وكيانه الصهيونى فى تصفية فلسطين وقضيتها ومقاومتها :

- تحالفت اقوى دول العالم لزراعة وبناء ودعم هذا الكيان.

- فدعمته عصبة الامم بعد الحرب العالمية الاولى، والامم المتحدة بعد الحرب العالمية الثانية.

- قامت بريطانيا العظمى أولا بحمايته ورعايته ثم الولايات المتحدة الامريكية.

- اعترفت به الدول الخمس الكبار فى مجلس الامن.

- تلقى انهارا من الأموال وملايين الأطنان من السلاح.

- انِشأوا له سلاحه النووى وحرمّوه على باقى شعوب المنطقة.

- أصدروا له عشرات القرارات الدولية، وأنقذوه من مئات قرارات الإدانة، بألف فيتو وفيتو.

- أسقطوا أنظمة عربية وأقاموا غيرها وأعادوا تشكيل المنطقة على مقاس أمنه ووجوده.

- استقطبوا حكام مصر والأردن والامارات والبحرين والمغرب للصلح معه والاعتراف به والتطبيع معه.

- وجندوا النظام العربى الرسمى كله للتنازل عن فلسطين 1948، وادانة المقاومة الفلسطينية المشروعة فيما أسموه بالمبادرة العربية، فجردوا فلسطين وشعبها ومقاومتها من ظهيرها العربى التاريخى.

- وضمنوا له التفوق العسكرى على كافة الدول العربية مجتمعة.

- وباركوا كل مذابحه، التى سقط فيها آلاف مؤلفة من الفلسطينيين والعرب.

- ونزعوا سلاح مساحات هائلة من اراضى دول الجوار العربي لحمايته، مساحات تعادل مساحة الكيان نفسه بضعة مرات.

- وفرغوا له الأرض؛ فتآمروا معه لطرد وتهجير مئات الآلاف من الفلسطينيين، وحرموهم من العودة الى أوطانهم رغم صدور قرار حق العودة 194.

- وضغطوا على كافة دول العالم، وعلى رأسها الاتحاد السوفيتى القديم، للسماح بهجرة ملايين اليهود الى فلسطين، وفقا لقانون العودة الصهيونى.

- وأعطوه الغطاء السياسى و الدولى ودعموه بكل فنون المراوغات الدبلوماسية، حتى يتمكن من اغتصاب واستيطان مزيد من الارض الفلسطينية بالضفة الغربية .

- وفوضوه فى سجن ومطاردة الشعب الفلسطين كله، من حصار وجدار عازل وحواجز طرق واعتقال وأسر (جملة من أسرتهم اسرائيل منذ 1967 800 الف فلسطينى)

- وشجعوه على تهديد و تهويد المقدسات الدينية، اسلامية ومسيحية فى القدس، وباركوا اقتحاماته اليومية للمسجد الاقصى.

- وحتى حين قاتله العرب بقيادة مصر فى 1973 وكادوا ان يوقعوا به هزيمة قاسية، دعموه بجسور جوية من العتاد العسكرى، وأنقذوه من هزيمة محققة، بل حولوا الهزيمة الى نصر، باتفاقيات كامب ديفيد.

- وأخيرا دعموه بقباب فولاذية، وشبكات رادار ناتوية، واتفاقيات عسكرية استراتيجية، ومنظومات أمن اقليمية.

- وضغطوا على الأنظمة العربية لحظر السلاح وهدم الأنفاق وإغلاق المعابر، والمشاركة فى الحصار.

- وتركوه يمارس أبشع أنواع العنصرية والإرهاب  وجرائم الحرب والابادة.

- وجرموا كل من يقاتله، ولو كان دفاعا عن النفس، وصنفوه ارهابيا.

- مائة عام من القتل والإبادة والطرد والتهجير والمذابح والقصف والاغتيال والأسر والعزل والاستيطان والتهويد والأسرلة، مائة عام اجتمع للكيان المسمى (بإسرائيل) كل ما تحلم به الدول من عناصر القوة العسكرية والدعم الدولى، ورغم كل ذك لم ينجح فى تصفية فلسطين ولا الشعب الفلسطينى ولا القضية الفلسطينية.

- و78 عاما منذ النكبة وبناء الكيان الصهيونى، لم تنجح فى تثبيت شرعية وجوده فى فلسطين وسط شعوب الامة العربية والاسلامية، التى تتحين الظروف للمشاركة فى تحرير الأرض المحتلة.

- و46 عاما من معاهدة السلام المصرية الاسرائيلية، لم تنجح فى إنهاء العداء الشعبى المصرى العميق للعدو الصهيونى.

- و 32 عاما من أوسلو لم تنجح فى إتمام وتمرير صفقة بيع فلسطين واستسلام المقاومة.

- و18 عاما من الحصار والعدوان على غزة، لم تؤد الا الى زيادة مناعة المقاومة وصلابتها ونضوجها وانتصاراتها، والتفاف الشعوب العربية حولها.

كلما ضربتم جيلا من المقاومة، خرج لكم جيلا اشد  بأسا :

أتتذكرون حين طردتم المقاومة من لبنان 1982 وذبحتم أهاليهم فى صابرا وشاتيلا، ما هى الا سنوات وتفجرت انتفاضة الحجارة فى 1987.

وحين وقعتم اتفاقيات أوسلو 1993، تفجرت العمليات الاستشهادية ثم انتفاضة الاقصى 2000.

وحين انشأتم قبتكم الفولاذية قذفوكم بالصواريخ 

وحين حاصرتم غزة واعتديتم عليها فى سلسلة من الحروب المتتالية، حفروا الأنفاق ووجهوا لكم ضربات موجعة وغير مسبوقة فى العدوان الأخير.

واليوم : تهدمون الأنفاق سنحفرها مجددا .. تقصفون المنازل، سنعيد بناءها .. تحظرون السلاح، سنصنعه بأيدينا .. تغتصبون الأرض، سنحررها قريبا باذن الله  .. تبيدون الأهالى وتقتلون الآباء، سيقاتلكم الأبناء والأحفاد.

 ماذا يمكنكم ان تفعلوا اكثر مما فعلتم، لم تعد لكم حيلة و لم يعد فى جعبتكم الجديد، فلقد استنفذتم كل أدواتكم، قرن من الزمان ملكتم فيه كل أنواع القوة وأصنافها، وارتكبتم فيه كل أنواع القتل والإبادة والجرائم، ورغم ذلك فشلتم.

فالأمة تلفظكم، والأرض والشعب.

قرن من العدوان، و لا يزال وجودكم مهددا وأمنكم على المحك

أما نحن فما زلنا هنا، ولن نرحل أبدا.

تعليقات