لبنان كدولة ذات كيان نشأ نتيجة توافق طائفي هش، وتوازنات إقليمية ودولية معقدة، ولم تكن فرنسا وحدها من رسم ملامحه، بل شاركت في ذلك نخبه المحلية المسيحية والسنية والدرزية والشيعية.
والهوية المارونية لم تكن مفروضة على بقية الطوائف، بل كانت نتاج توازنات القوى في زمن الانتداب الفرنسي، والسنة في تلك المرحلة رفضوا "لبنان الكبير" واعتبروه انفصالًا عن سوريا الطبيعية، ما جعل مشاركتهم في الدولة ضعيفة في البداية بقرار ذاتي سياسي لا بفرض خارجي.
لكن الوجود السني في لبنان لم يكن ضعيفًا طوال الوقت، بل كان قويا مركزيًا لفترات طويلة، ومن الستينات وحتى اغتيال رفيق الحريري عام 2005، كانت رئاسة الحكومة (الموقع التنفيذي الأقوى) في يد شخصيات سنية قوية كصائب سلام ورشيد كرامى ورفيق الحريري.
لكن الحريرية السياسية حوّلت بيروت إلى ورشة اقتصادية همّشت الطبقة الوسطى ولم تنجح في تحقيق التوازن السياسي مع بقية المكونات.
ولم يكن الحريري زعيمًا للمقاومة أو لمشروع وطني مقاوم، بل انخرط في تفاهمات مع النظامين السعودى و السوري لسنوات طويلة، قبل أن تنقلب علاقته مع النظام السورى،
وجاء اغتيال رفيق الحريري ليحاول البعض انتهازها فرصة لإثبات وجود "مؤامرة شيعية ضد السنة"
بينما فى الواقع أنه لم يثبت حتى الآن في المحكمة الدولية تورّط إيران أو حزب الله بشكل مباشر في الاغتيال، وإنما تمّت إدانة بعض،العناصر بشكل فردي، ودون توافر أدلة حاسمة،
من ناحية أخرى فالمقاومة في لبنان لم تبدأ مع حزب الله، ولا توقفت به
فقبل حزب الله، كان هناك حركة أمل (شيعية)، والجماعة الإسلامية (سنية)، واليسار اللبناني والفلسطيني.
ولم "يطرد" حزب الله السنة من الجنوب كما يُزعم البعض،لكن الجماعة الإسلامية انكفأت بسبب غياب الدعم الإقليمي، في حين حصل حزب الله على دعم إيراني مستمر ضمن معادلة إقليمية لاتعيبه ،
وعموما يمكن القول أن ضعف الطائفة السنية في لبنان اليوم لم يأتى نتيجة مؤامرة شيعية كما يتحدث البعض، انما هناك عوامل محددة تخص الطائفة يمكن اعتبارها الأسباب الرئيسية لهذا الضعف والتهاوى :
1. انقسام داخلي حاد بين تيارات الحريرية، والجماعة، والمستقلين.
2. غياب مشروع سياسي موحّد لأهل السنة.
3. ارتهان بعض القيادات السنية للأنظمة الخليجية دون استراتيجية لبنانية خالصة.
4. ضعف الحضور الشعبي والقاعدي خارج بيروت وطرابلس، حيث يتراجع النفوذ السني أمام قوى محلية قوية.
المؤسف والمخجل انه فى الوقت الذى يتربصنا جميعا خطر الابادة مكون بعد الاخر، لايزال البعض يفكر بطريقة طائفية تقليدية تماهيا مع دولة خليجية مارقة دمرت جوهر الدين الاسلامى، وتحاول ادخال الجميع بيت الطاعة الابراهيمى !؟
تعليقات
إرسال تعليق
أترك تعليق