فى نوفمبر من عام ٢٠١٠ وقعت جريمة بشعة لعائلة صغيرة فى الإسكندرية كانت نموذجا مصغرا لما يُفعَل بنا منذ عقود طويلة .
وملخص الجريمة ان عصابة اقتحمت منزلا لسرقته فتصدى لها صاحبه ، فتمسكنوا وأوهموه انهم سيرحلون ان سمح لهم بتقييده ، فقبل عرضهم ، فقيدوه ثم أجهزوا عليه هو وزوجته .
كثيرون ممن قرءوا هذا الخبر ، اندهشوا من سذاجة الزوج الضحية ، وسوء تقديره القاتل .
ولكن قبل ان نسترسل فى دهشتنا ، دعونا نتذكر أن هذا هو ما يجرى معنا بالتمام والكمال منذ عقود طويلة .
ففى النصف الاول من القرن العشرين ، قام الانجليز بتسليح العصابات الصهيونية ، وتجريد العرب منه . فتضيع الأرض ، و تُرتَكَب سلسلة مذابح لا زلنا نتناقل أهوالها حتى اليوم ، ويتم طرد وتشريد 800 الف لاجىء فلسطينى .
و فى 1982 ، بعد إخراج القوات الفلسطينية من لبنان تحت تهديد العدوان الصهيونى والدعم الامريكى والدولى ، والتواطؤ العربى . ترتكب مذبحة صابرا و شتيلا للأهالى العزل ، لتخلف أكثر من ثلاثة آلاف شهيد من الشيوخ والأطفال والنساء .
وفى 2006 بعد فشل واندثار العدوان الصهيونى على لبنان ، تستصرخ اسرائيل المجتمع الدولى من شرور المقاومة وسلاح حزب الله ، الذى رفض أن يُذبَح فى صمت . فتقوم الامم المتحدة بنشر قواتها ( اليونيفيل ) فى جنوب لبنان المعتدى عليها لحماية شمال اسرائيل . بينما تمتنع عن وضع قوات فى شمال الكيان الصهيونى لحماية جنوب لبنان .
وهو ما تكرر واستفحل بعد الحرب الاسرائيلية الأخيرة على لبنان
و فى العراق ، يحاصره الأمريكان 12 سنة ، لإنهاكه وإضعافه وتجريده من المقدرة على القتال ، ثم ينقضون عليه لاحتلاله وتدميره وتقسيمه، وفى مصر كامب ديفيد ، يتم تجريد ثلثى سيناء من القوات والسلاح إلا باذن إسرائيل ويراقبونها بقوات اجنبية . اما فى (اسرائيل) فلا تجريد ولا قوات أجنبية .
وفوق كل هذا يصدر فرمان امريكى اوروبى ان السلاح النووى لاسرائيل فقط ، ويحظر حظرا باتا على العرب والمسلمين ، مع التزام امريكى غربى قاطع وقديم وأبدى بضمان التفوق العسكرى الاسرائيلى الدائم على كافة الدول العربية مجتمعة . وغيره الكثير .
ثم يأتون اليوم ويتفقون جميعا صهاينة وامريكان وأوروبيين وعرب (ياللعجب) على تجريد الفلسطينيين من السلاح لتتمكن (إسرائيل) من استكمال أهدافها فى القتل والابادة والتهجير وابتلاع غزة والضفة.
الحقيقة المرة والمؤلمة هى ان كل أنظمتنا ليست سوى النسخة المعظمة من محمود سليم عبد الوهاب ، ضحية الاسكندرية ، الذى قُتِّل هو وزوجته المسكينة عبير حين سمح لهم بان يقيدوه
تعليقات
إرسال تعليق
أترك تعليق