لا تسامحونا لأننا جعلنا موت أطفالكم خبزا يمر في الصباح بلا عيون، لأننا أحرقنا الأسماء في أفلام السهرة ،وتركنا صورهم تموت ببطء.
لا تسامحونا لأننا تعلمنا أن نجدول الحزن، ونضعه بين مباراة وبرنامج طبخ، ونغلق عليه باب الضمير حتى الصباح التالي.
لا تسامحونا لأننا اعتدنا المشهد؛ لأن الجوع صار
لا يزعج أرواحنا، لأن الدمار صار مزحة تروى مع شاي الصباح، لا تسامحونا لأننا أقنعنا أنفسنا أن الغضب لا يحتاج إلى فعل.
لا تسامحونا لأننا اعتدنا على العنف كوليمة يومية: نأكله من بعيد، نبلعه كأخبار قديمة، وننسى أن في العنف جسدا واسما ونفسا.
لا تسامحونا لأننا حين قررنا أن نظهر الرفض، كان الرفض خطابا لا فعلا، توقيعا على صفحة لا تساوي رغيفا، هاشتاجا لا يسد فما، ونداء يبقى في خزانة الكلام.
لا تسامحونا.
اتركوا للغفران ثمنه، اجعلوه امتحانا لنا. دعونا نتعلم كيف نعيد الحياة إلى من رحل، كيف نحول حزننا إلى عمل، وندائنا إلى جار يحمل ماء وخبزا ودفئ
تعليقات
إرسال تعليق
أترك تعليق