محمد عبد القدوس يكتب : متى تكون المعصية أفضل من الطاعة ؟!


عجائب عبدالقدوس 

هذا الموضوع أفتى به العلماء الثقات فليس من عندياتي !! 

وفي الحالة التي سأعرضها عليك ترى من يأت المنكر أقرب إلى الله من إنسان يدعي التدين !! 

وافترض معي إنسان بيحب الخمر قوي .. يشربها بانتظام لكن دون أن يصل إلى حد السكر .. فهو رجل واع .. وعارف أنها حرام ، ولا يحاول التفلسف بالقول: ربنا قال أجتنبوه ، ولم يقل صراحة حرام !! 

وإذا سألته : ولماذا لا تقلع عنها وأنت تعلم جيداً إنها مرفوضة من الناحية الدينية .. 

تكون إجابته: ياريت .. بحاول لكن مش قادر .. كأس ويسكي ضروري ومش قادر استغنى عنه .. فهو يسري في دمي من زمان قوي .. 

وإيه رأيك أنني أصلي بانتظام وأدعو ربي أن يساعدني في إرضاءه وفي التغلب على هذا الداء .. 

وواحد تاني زيه بالضبط .. لكنه حشاش وليس خمرجي !! 

يعني بيحب الكيف الذي يأخذه في أحلام بعيداً عن هذه الدنيا الصعبة .. لكنه واع مثل الأول بالضبط ويعلم أن ما يفعله حرام ، ولا يحاول أن يجادل ويقول مفيش "أية" واحدة في القرآن بتحرم الحشيش !! 

مع العلم أن كل ما يضر الإنسان حرام أو مكروه شرعاً حتى ولو لم يرد نص قرآني بتحريمه مثل المخدرات ، والإسراف في شرب السجائر التي يترتب عليها بهدلة صاحبها في صحته وفلوسه .. 

وصاحبنا الثاني هذا بمزاج .. والمخدرات تعدل مزاجه ولهذا السبب يتناولها مع أنه غير راضي عما يفعله ، ويطلب من ربنا أن يساعده في الإقلاع عنها ويتوب عليه .. 

وهذه النماذج تخشى الله رغم إنغماسها فيما لا يرضاه ، لكنها غير راضية عن هذا "الكيف" الذي تمكن منها .. كأس الويسكي الضرورة اليومية .. أو المخدرات التي تعدل المزاج !! 

وتحاول جاهدة الإبتعاد عن هذه البلاوي لأنها في النهاية عايزة ترضي ربنا. 

وانتقل إلى الصورة الأخرى .. المتدين المغرور .. عباداته عشرة على عشرة .. 

والمفترض أن الإقبال على الله يؤدي إلى التواضع مع خلق الله ، لكن صاحبنا هذا على العكس من ذلك .. ينظر باحتقار إلى غير المتدينين !! 

ومشغول بتقسيم الناس من سيدخل الجنة ومن سيذهب إلى الجحيم !! 

فيه تكبر وكأنه سيد الكون ، ولا يطيق حتى من يختلف معه في رأيه ويحذره من غرور التدين !! 

قال العلماء: الفئة الأولى من المنحرفين أقرب إلى الله من هذا المتدين المغرور !! 

وأختم بأحاديث شريفة فريدة من نوعها في هذا الموضوع .. 

الحديث الأول خلاصته واحد متدين مغرور .. شاهد بلاوي يرتكبها إنسان منحرف فقال له بعجرفة: والله لن يغفر الله لك .. ونادت السماء: من هذا الذي يتأله علي ؟؟ والله لأغفرن له وأحبط عملك !! 

لاحظ جملة من هذا الذي يتأله علي ؟؟ يعني عايز يقوم مقام ربنا في العفو والمغفرة والعقاب. 

والحديث الثاني يدخل بالفعل في دنيا العجائب: "والذي نفسي بيده لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ، وجاء بقوم يذنبون ويستغفرون الله فيغفر لهم" .. يعني مفيش ملائكة على الأرض .. إحنا بشر نخطئ ونصيب .. نفعل الخير ونرتكب ما لا يرضي ربنا .. 

وصدق من قال: كلكم خطاؤن وخير الخطائين التوابون. 


تعليقات