إبراهيم عبد الفتاح يكتب : لن ننساكم


عشرون عاما على الكارثة: هل يكفي البكاء؟

مضت عشرون سنة كاملة على أسوأ كارثة فنية في تاريخ مصر. عشرون عاما من الذكرى المتكررة التي لا تتجاوز حدود الدموع والقصائد والآهات. كأننا محكومون أن نتآسى كل عام في الخامس من سبتمبر، ثم نغلق الدفاتر حتى يحل الموعد من جديد.

لكن، هل يليق هذا فقط بنخبة من أجمل وأنبل أساتذة ونقاد ومبدعين وهبوا حياتهم للمشهد الفني على مدى ثلاثة عقود؟ هل يعقل أن تختصر سيرتهم في مرثية عابرة، بينما تاريخهم ما يزال حيا في الذاكرة وفي وجدان كل من أحب الفن وآمن به؟

آن الأوان أن نخرج من دائرة الرثاء الضيقة إلى مشروع ثقافي ضخم. عرض يليق بمقامهم، لا مجرد مناسبة حزينة. عرض يوثق الكارثة، لكنه أيضا يضيء حياتهم وإبداعهم:

معرض كبير للصور والأعمال والوثائق.

عروض مسرحية أو بصرية تستحضر أرواحهم وتجاربهم.

ندوات نقدية تعيد التفكير في معنى الكارثة، وأثرها على المشهد الثقافي المصري.

أفلام تسجيلية تحفظ شهادات من عاصروهم ومن جاؤوا بعدهم.

فالتاريخ لا يكتب بالدموع وحدها، بل بالفعل الثقافي المقاوم للنسيان.

والذاكرة، إن لم تتحول إلى مشروع، فإنها تتحول إلى غصة.

بعد عشرين عاما، السؤال يظل معلقا:

هل نكتفي بالبكاء، أم نصنع عرضا يليق بالذين جعلوا من الفن وطنا، ودفعوا أعمارهم ثمنا له؟

تعليقات