فشلت عملية اغتيال قادة حماس في قطر كما سيفشل نتنياهو في تحقيق أهدافه، فالعمليات الغادرة التي تستهدف المقاومين وقادتهم لن تجدى في حرب خسرها نتنياهو وكل الدول التي ساندته في حربه على غزة وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية ورئيسها دونالد ترامب، الواضح في محاولة اغتيال قادة حماس خليل الحية، خالد مشعل، وزاهر جبارين الذين استهدفهم الكيان الصهيوني بتواطؤ أمؤيكي واضح قد باءت بالفشل نتيجة معلومات وصلت لقادة حماس قبل تحركهم نحو مقر أجتماعهم من جهة ما مخابراتية، أو نتيجة لتفكير تم بهدوء في حكمة الخدعة الأمريكية باجتماع جميع القادة خارج مقر اجتماعاتهم المعتادة بأحد الفنادق، وحسب المتدوال القليل فأن قادة حماس لن يشعروا براحة تجاه مكان الاجتماع ونقله فما كانوا منهم إلا أن خدعوا كل أجهزة الاستخبارات الصهيونية والأمريكية ونجحوا في النجاة.
عملية غدر أمريكية صهيونية
نعم استطاعت المخابرات الإسرائيلية والأمريكية في عمليات اغتيال لقادة من حماس، حزب الله في لبنان، وفي إيران واغتالوا عدد كبيرا من القادة والعلماء فيها، ايضا وصلوا مقر إقامة القائد الشهيد إسماعيل هنية، والقائد الشهد حسن نصرالله، ولكن عناية الله وذكاء رجال المقاومة. وقادتها نجحوا هذه المرة في الدوحة في قطر، فشلت عملية اغتيال القادة ولكن الضربة خلفت خمس شهداء منهم مدير مكتب خليل الحية رئيس حركة حماس، ونجله أيضا الذين سبقوا إلى مكان الاجتماع.
15 طائرة شاركت في العملية الغادرة في الدوحة ووقف بعدها نتنياهو مزهوا بها، وهو من أعلن منذ أيام عن استهداف كل قادة حماس بالخارج أي في قطر، تركيا، مصر، وربما إيران ولبنان قريبا، أي أن رئيس وزراء العصابة الصهيونية يهدد بانتهاك سيادة هذه الدول جميعا، ويتواكب هذا مع تصريح رئيس الكنيست بقوله "هذه رساله لكل دول الشرق الأوسط" وكذلك تصريح الرئيس الصهيوني أن قرار اغتيال قادة حماس سليم وصحيح، إذن الجميع في العصابة يتفقون على اسلوب الاغتيال في معركتهم مع المقاومة في غزة وخاصة حماس وقادتها.
الاغتيال لا يصنع النصر
يتصور نتنياهو بتواطؤ من ترامب وخداعه الذي يحدث للمرة الثانية بعد موقعة إيران الذي دعاها للتفاوض في جينف ثم هاجمها في خداع أمريكي صهيوني واضح أنه سيكررها مع قادة حماس في خدعة جديدة وتنجح ولكن الله أفشل خطته التي لن تمنح أيهما نصرا في غزة، يتصور نتنياهو وترامب أن يستطيعون محو عار 705 يوما من العجز عن احراز نصرا على حركة المقاومة في غزة، لم يحقق نتنياهو أي هدف من أهدافه في غزة حتى الآن، ولن يحقق.
الاغتيالات لا تحقق انتصارات يا نتنياهو وإلا كان انتصارا صهيونيا قد تحقق أعقاب استشهاد الشيخ أحمد ياسين، عبد العزيز الرنتيسي، يحيى عياش، أسماعيل هنية، يحيى السنوار، محمد الضيف، وغيرهم من مئات القادة وآلاف المقاومين، وإلا طان تحقق النصر بعد استشهاد 70 الفا من أهل غزة ، بينهم 20 ألفا من الأطفال ومئات من الأطباء، والصحفيين، وعشر آلاف من المعتقلين، كل هؤلاء استشهدوا وسجنوا، وما يعادل عشرة قنابل ذرية اسقطت على غزة ولا زال نتنياهو يبحث عن نصر في غزة.
بعد الدوحة من القادم؟
اتصور نكته صهيونية على لسان أحد المحللين الصهاينة حين قال تعبيرا ساخرا عن تصريح نتنياهو بهزيمة حماس خلال أيام من عام 2050، فنتنياهو منذ عامين يعد الصهاينة بالنصر على حماس ونزع سلاحها واستهداف قادتها خلال أيام، وخلال عملية كذا، ثم عملية كذا، ولا تزال غزة صامدة، ولا زال السلاح يوميا يحصد قتلى صهاينة، ومن القدس بالأمس القريب عشرة قتلى حتى الآن، وفي غزة دبابة بكل طاقهما، فقط قبل 24 من عمليتهم الغادرة في الدوحة.
تتعدد أماكن تواجد قادة المقاومة الفلسطينية في عدة دول عربية وإسلامية، وبعد عملية الهجوم في الدوحة واستهداف قادة حماس فيها فيما يعتبر انتهاك للسيادة الوطنية القطرية، وانتهاك لكافة القوانين والأعراف الدولية تصبح القاهرة، إسطنبول، طهران، بيروت وهي أماكن تواجد قيادة المقاومة وحركة حماس هدفا إسرائيليا، فمن يوقف عربدة نتنياهو وخداع ترامب وهل سيتجرأ نتنياهو على ضرب قادة حماس في القاهرة، وإسطنبول، وطهران؟
قطر تقوم بدور كبير في الوساطة من أجل انهاء الحرب وهو وسيط رئيسي مع مصر في تلك المفاوضات التي يلاعب بها ترامب ونتنياهو الدول العربية والإسلامية، وفي ذات الوقت يتم تدمير الباقي من مباني غزة، ويتم استهداف القادة في قطر، ورغم الدور التي تقوم به قطر وبطلب أمريكي أحيانا، وصهيوني أحيانا آخرى فلم تسلم من غدر الصهيونية والصهاينة، واخترق الطيران الصهيوني سيادتها، فهل تكون تركيا، مصر، إيران بعيدة عن استهداف قادة المقاومة على أراضيها؟
ستبقى وتنتصر المقاومة
الاعتقاد الأكبر أن نتنياهو لن يتوقف حتى لو اغتال كل قادة المقاومة، حتى لو سلمت المقاومة السلاح، فالهدف ليس عددا من القادة، ولا الآلاف من المقاومين، نتنياهو أعلنها صريحة في خريطته المزعومة عن إسرائيل الكبرى، فهو يريد الأرض في فلسطين، مصر، الأردن، سوريا، والعراق، ولن توقف نتنياهو إلا المقاومة، ونهاية الكيان الصهيوني على أرض فلسطين، أما غير ذلك فسيظل نتنياهو يعربد في المنطقة.
قريبا ربما سيهاجم نتناهو في أماكن أخرى، ولكن هذه الهجمات والاستهدافات، وحتى أن حدث لا قدر الله استشهاد عددا من القادة، وأن انتهكت سيادة عدة دول عربية وإسلامية فلن يحقق هذا انتصارا للجيش الصهيوني، ورئيس وزراء عصابته، فالاتنصارات لا تصنع بالاغتيال، ولا التدمير ولا جرائم قتل الأطفال والنساء و الشيوخ، وكما أكد أبو محمد الفلسطيني عندما قال" لن نكرر ما حدث في 1948 من تهجير، نحن موجودون أما نبقى أو نستشهد" لذا ستنتصر المقاومة وينتصر شعب فلسطين ولن يحقق نتنياهو نصرا على مثل هذا الشعب، وأنه لجهاد نصر أو استشهاد.
المصدر :الجزيرة مباشر نت
تعليقات
إرسال تعليق
أترك تعليق