تتعرض الذاكرة الوطنية لهجمة استعمارية تنتعل ثلة من المتربحين عديمي الوطنية أدعياء المعرفة التاريخية بغير سبب.
وفي خضم جدل السفهاء تقول أحدهم على أحمد عرابي مشككا في أنه كان بطلا وطنيا معتبرا رأي الخديوي فيه بأنه خائن وشهادة محمد سلطان باشا وزمرة خونة جيش عرابي من أمثال خنفس بك وكذلك رأي انجلترا ودلسبس فيه كلها ما يبرر القول بأنه لم يكن محل اجماع وطني
ولعمرك إنها لفرية أن تحكم المحتل والخديوي واللص السارق في وزير الجهادية المنوط به الدفاع عن حدود مصر ضد المعتدي الأجنبي الذي وقفت أساطيله عاجزة عن اقتحام الأسكندرية رغم القصف الهمجي الذي طال شوارعها والمدنيين في منازلهم.
أحمد عرابي الأزهري النشأة ألتحق بالجندية وترقى من تحت السلاح (علايلي) وقاد ضباط الجيش المصري ضد التمييز الشركسي داخل الجيش في المظاهرة الشهيرة بساحة قصر عابدين معلنا قولته الشهيرة "لقد خلقنا الله أحررا ولسنا عقارا يورث". وإزاء ضغط الحركة الوطنية ضد الخديوي توفيق أقيل الوزير الشركسي وتولى أحمد عرابي نظارة الجهادية في وزارة محمود سامي البارودي لمواجهة التهديد البريطاني باحتلال مصر بذريعة حماية الأجانب بعد مشاجرة الحمار المالطي المفتعلة مع مواطن مصري.
يحسب لعرابي الذي أسس جمعية مصر الفتاة أنه رغم القيود الأوربية على عتاد وعديد الجيش المصري منذ اتفاقية لندن 1840 التي أرغم محمد علي على توقيعها ومن بعدها شروط الرقابة الثنائية على مالية مصر التي فرضتها انجلترا وفرنسا لضمان وفاء مصر بأقساط الديون التي تسبب فيها تحكيم نابليون الثالث بفرض غرامة هائلة على مصر لتعديل شرط السخرة في حفر القناة يحسب له أنه نجح في تنظيم الدفاع عن الاسكندرية وساحل المتوسط بمدافع أرمسترونج عتيقة وأفشل محاولات أسطول نيلسون للإبرار على الشاطئ المصري.
وعندما تنامى إلى رجال الجيش أن الأسطول البريطاني سيدخل عبر قناة السويس سارعت حكومة البارودي إلى دلسبس رئيس شركة قناة السويس للتأكد من التزامه بمبدأ حياد القناة وأعطى النصاب الكذوب موثقا بأنه لن يسمح للأسطول البريطاني با
ستخدام القناة في الأعمال العسكرية ومن ثم نقل عرابي دفاعاته باتجاه الشرق متحسبا من إبرار بريطاني عند رشيد أو شمال كفر الدوار
لاحقا اتضح أن البريطانيين الذين تملكوا أسهم مصر (44%) بالقناة عندما اضطرت لبيعها لسداد جزء من مديونية غرامة نابليون الثالث كانوا قداتفقوا مع دلسبس على دخول أسطولهم من بورسعيد للالتفاف على الجيش المصري بقيادة أحمد عرابي واستعانوا في ذلك بالخونة المسطرة أسمائهم بكل ما يلزم من الخزي والعار لإرشاد الجيش البريطاني في موقعة التل الكبير المشهورة.
هل كان مطلوبا من عرابي أن يتسسلم؟ وكيف له ذلك وهو ناظر الجهادية وعدوه بريطاني غاصب؟
أحمد عرابي زعيم وطني ليست وطنيته ولا حتى كفاءته العسكرية موضع شك.
أما ما كاله له خصومه من تهم بدءا من الخديوي توفيق والانجليز ومرورا بدلسبس وشركته وانتهاء بالخونة من أمثال سلطان وخنفس وكتبة السلطة فذلك ليس برأي وإنما هي تعلات الخونة وتبريرات الأعداء
لست أدري ما الحكمة في تلويث سمعة أحمد عرابي وتشويه تاريخنا الوطني ومقابل ماذا؟
هل نحن بصدد تبرئة ساحة الاستعمار من احتلال مصر ونهب ثرواتها وإذلال أهلها؟ والآن ونحن نواجه مازرعه الاستعمار ذاته على حدودنا مع فلسطين؟
أي خيانة أفدح من هذا وبدعاوى هي والباطل سواء
هل من أجل تسويغ إعادة تمثال دلسبس الرمز الاسعماري والنصاب المرابي لا نقول بحكم نهائي وبات من المحاكم الفرنسية بل وبشهادة كل المؤرخين من الأجانب قبل العرب إذ لم يجرؤ مؤرخ واحد على أن يبرئ ساحة دلسبس من ممارساته الاستعمارية وتربحه من التوسط في قروض الخديوي اسماعيل فقط هي منشورات شركة قناة السويس هي التي تدافع عنه لكن لا يمكن لمؤرخ أن يفعل ذلك مغامرا بسمعته الأكاديمية.
ثمن بخس نبيع به تاريخنا الوطني وذاكرتنا الوطنية وفعل هو والوضاعة سيان أن نلوك أقوال المستعمرين ونرضى أن نمتطى من أجل حفنة دولارات
مصر لن تكون مكبا لنفايات الاستعمار تحت أي ذريعة
تعليقات
إرسال تعليق
أترك تعليق