منذ أن انفض مهرجان القمة العربية الإسلامية في الدوحة والذي نجمع فيه ما يقارب 50 رئيسا ووفود تلك الدول حتى اشتعلت النيران في غزة وتحول ليلها إلى نهارا صريحا من اللهب الحارق لكل ما فيها، بل لم ينتظر هتلر العصر المدعي نتنياهو أن تجف أوراق ما كتب من بيانات وما سطر من كلمات خلال قمة اللا فعل العربي والإسلامي، اجتمع العرب والمسلمون في الدوحة لينددوا بأشد الكلمات وأشجعها، ولتملا صورهم الشاشات ويتبارز المحللون والسياسيون في تحليل ما قيل في القمة الثالثة أو الرابعة منذ بدء حرب الإبادة على الشعب العربي المسلم في غزة، والتي يهدف فيها نتنياهو وتابعه قفه (ترامب) إلى تجهير أهل غزة كبداية لتهجير وتطهير الأرض العربية في فلسطين من كل ما هو عربي ومسلم في إطار مشروعهم المزعوم عن إسرائيل الكبرى.
أمريكا تعلن الشراكة
سبق المحرقة الدائرة الأن في غزة في خطوة استباقية للاجتياح زيارة وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبير لتتواكب الزيارة مع وصول قادتنا وسادتنا أصحاب الفخامة والسمو من الرؤساء والملوك العرب والمسلمين لتتضح الرسالة الأمريكية ويتضح طرفي المعادلة أو الصراع إذا أفترضنا أن هناك صراع، وكيف يكون صراعا بين أدوات مختلفة هنا كلمات وهناك أحدث ما اأنتجته مصانع الإسلحة الأمريكية والغربية، هنا بيانات وهناك طائرات لم تتوقف عن القصف بينما طائرات أصحاب السمو في السماء في طريقها للعودة إلى آسرة الرؤساء الكبار.
استعرض الصهيوني والأمريكي على مدار يومين مهاراتهم في إظهار تعاونهم المشترك في استهداف الأمة فكانت تصريحات روبير عن موافقة ترامب على اجتياح غزة وتدميرها من أجل الدفع إلى تهجير أهلها إلى الحدود المصرية، ثم أنتقل نتنياهو ووزير خارجيته عفوا وزير الخارجية الأمريكي إلى القدس والمسجد الأقصى ليقوما بفتح نفقين في دلالة لا ينكرها إلأ كفيف (أعمى) وكم من ملايين بهذا الوصف في أمتنا ولو رأوا، نفقين بطول 600 مترا تحت المدنية القديمة في القدس أي المدينة العربية، ويقيمان الصلاة عند حائط المبكى.
رسالة روبير ترامب
هل وصلت إالينا ما رسالة ترامب ووزير خارجيته ونتنياهو؟ نعم ليس المقصود هنا غزة ولا الضفة بل فلسطين كل فلسطين، ويعلن نتنياهو أنه لا وجود لقدس عربية، القدس مدينتنا هكذا يصرح رئيس وزراء العصابة الصهيونية، وأثناء هذا تبدأ عملية الاجتياح الصهيوني إلى غزة، وبينما يحلل الخبراء نتائج القمة (أن كانت هناك نتائج غير الكلمات) كان غزة تحترق بكل ما فيها مئات بل آلاف الشهداء يتساقطون الصور من غزة وكأنها يوم القيامة، أطفال، رجال، نساء، وشيوخ يستشهدون، ومباني تتهدم وتدمر وحرائق القصف في كل مكان.
تتوالى تصريحات أمريكية من مسؤولون أمريكان أن ترامب لا يمانع في اجتياح غزة، ولم يطلب تأجيلها ولو حتى عودة حلفاءه العرب والمسلمون إلى منازلهم، لم يتعرض على كل ما يتخذه نتنياهو من قرارات عن حجم التدمير، والاستهداف في غزة، بل يؤيدها ويفضل أن تنتهي بسرعة، هكذا تؤكد الولايات المتحدة التي صرخ رئيسها ترامب بعد أن إدعي أن حماس أخرجت الأسرى إلى الأرض ليكونوا في مرمى القصف الصهيوني، وتنادى ترامب الذي لا يعرف الإنسانية بالإنسانية التى تنتهكها حماس، وكأن قتل وحرق عشرات الآلاف من أبناء غزة ليست جريمة ضد الإنسانية، الآن فقط يصرخ ترامب على 20 أسيرا بأسم الإنسانية، تبا لإنسانيتكم أيتها العصابات البربرية.
مشاركون في المحرقة
ليست أيادي ترامب ونتنياهو فقط التي تشارك في محرقة غزة واجتياحها ولا في تدمير القدس العربية، ولا هدم بيت المقدس وإقامة هيكل الصهاينة المزعوم، بل كل إيادينا مشاركة في كل هذا ونشارك في تفعيل وتحقيق خطة نتنياهو عن إسرائيله الكبرى، من يحاصر غزة ويغلق حدودها يشارك في الحصار، والتدمير والمذبحة، فما المغزى من حصار غزة وإغلاق المعابر، هل هو منع الفلسطينين من الهروب من الحجيم، أم منع أمدادهم بما يحتاجونه من غذاء، دواء، مياه للشرب، واسعافات، إذا كان الأول فكل الرسائل من غزة يقولون فيها "سنخرج من غزة إلى السماء" فأن كان الهدف الثاني وهو كف يد المساعدة عنهم فإنتم تشاركون في الحصار، والتهجير، والقتل بزعم عدم الموافقة على التهجير.
كل من لا يزال يستقبل سفن الكيان الصهيوني ولا يعلن مقاطعة هذا الكيان المارق يشارك في مذبحة ومحرقة غزة، فما معنى أن تدين العدوان وتندد به وفي نفس الوقت تجارتك معهم تسير كما هي وتمدونهم بكل ما يحتاجونه، ولا تزال السفن والطائرات تحمل لهم السلاح والاحتياجات، لماذا لا تقاطعون كل ما هو أمريكي ذاهب إلى الكيان أم أنكم أقل من أسبانيا التي علقت اتفاقات بمليار يورو مع الكيان، ورئيس وزراءها يعلن هذا بكب فخر بشعبه ونفسه.
نحن معهم مشاركون
تشاركون الكيان الصهيوني في مذابحه وخططه عن إسرائيل الكبرى عندما يظل سفراءكم لديهم في تل أبيب وسفراءهم في عواصمكم، الاعتراف بالكيان والسعي للتطبيع وإقامة علاقات دبلومسية معه وعدم التهديد بقطع العلاقات، وسحب السفراء، وطرد سفرائه هو شراكة في شرعية مزيفة له، استمرار علاقات التجارة وإمداد الكيان الصهيوني بما يحتاجه وتوقيع اتفاقات تجارية معه هو شراكة في العدوان والتهجير وإن لم تعلنوا أنكم مشاركون.
أما المواطن العاجز في كل أرجاء الأمة العربية والإسلامية(بتعبير أحمد زكي في فيلم ضد الحكومة) فهو مشارك بالصمت تجاه ما يحدث في غزة من جرائم ضد الإنسانية، مشارك فيما يتم الآن على الهواء من محارق للأطفال والنساء في غزة، مشارك حينما يغض النظر عن الشاشة ليلهو في عمل آخر، مشارك حين يسكت ضميره عن الصراخ في كل العالم "أوقفوا حرب الإبادة" نحن جميعا شركاء فيما يحدث في غزة وفيما سيحدث قريبا على كل أرض يطمع فيها نتنياهو وترامبه المطيع، فلا تبحثوا ولا أبحث أنا عن مبرر لصمتي وتخاذلي، نعم أنا وكل من يكتفى بالكلمة والقلم شركاء معكم، فماذا تفيد كلماتي أمام قذائف وصورايخ وقنابل أمريكا والكيان لأبنائنا وأخواتنا في غزة، لا شيء يفيدهم بل هي مجرد إبراء ذمتنا أمام أنفسنا.
نتنياهو يعلن أن المدى الزمني لينهي تهجير أهل غزة نهاية العام أي ما يقارب ثلاثة أشهر ونصف من القصف والقتل والتدمير، يعتقد نتنياهو وترامب أن عجزهم خلال عامين سيحل في ثلاثة أشهر من بدء عمليته رقم 8 أو اكثر منذ بدء هجومه على غزة، يتصور أن مئات وآلاف الأطنان من القنابل المبتكرة قادرة على أنهاء مهمته التوراتية والتراميبة، ورغم أننا أيضا زلزلنا ومستنا الضراء والباساء وتنساءل كما تساءل الرسول مع الصحابة في الخندق "متى نصر الله" فإننا نؤمن أيضا بصدقه سبحانه وتعالى "إلا أن نصر الله قريب" وبهذا الإيمان المطلق الذي يعتنقه ويؤمن به كل أهل غزة، ومن يشاركانهم العقيدة فسوف تفشل خطة نتنياهو وبعد ثلاث أشهر سيعلن مع ترامب عن خطط آخرى وربما يكون رحمة الله ونصره قد حل على أبناء غزة الصامدون.
تعليقات
إرسال تعليق
أترك تعليق