لابد أن يتخذ أبو مازن الخطوات الضرورية اللازمة لنزع أسلحة الدمار الشامل التي يخفيها الشعب الفلسطيني ، أن يفهم أن العالم الجميل الذي يصبو إلي السلام لن يتحمل تلك السياسة الفلسطينية الخطيرة ، فكيف يتحدث عن السلام وهو يمتلك أخطر أسلحة في الدنيا : الأطفال ، والحجارة، و .. رحم المرأة الفلسطينية ..؟!.
في المناظرات التي تجري بين المرشحين للرئاسة الأمريكية ، يختلفون في أشياء كثيرة ، ولكنهم يتفقون علي شيئ واحد : فجميعهم يدعم إسرائيل بغير تحفظات ..
ولكن لم يشرح لنا أي منهم كيف تتحقق بذلك مصالح الناخب الأمريكي ؟ ، فالبترول مع العرب ، وكذلك الأسواق العربية الإستهلاكية التي تبتلع ما قيمته مليارات من المنتجات الأمريكية .
وبالمناسبة .. ما هي فائدة مبيعات السلاح الأمريكية الباهظة ، والتي تصدأ في مخازنها ، حيث أن أهم شروط شرائها هو ألا تستخدم في الحرب .. فهل هناك فائدة خفية لذلك السلاح في زمن السلم الجميل ؟ ..
أبرز مواقفنا العربية كانت من خلال محنة الطفل " محمد الدرة " الفلسطيني .. حيث ثارت المظاهرات ، وكشرت بعض الأنظمة عن أنيابها .. وهذا شيئ طيب ومثير للتفاؤل .. ولكن .. لا أدري لماذا تمر في مخيلتي صورة الرجل الفحل الضخم الذي يحمل طفلاً هزيلاً كي يتسول به شفقة العالم ؟ .. كما أنني .. لا أدري أيضاً لماذا تعصف بمخيلتي أيضاً تلك المواقف التي كان أبرز ما فيها الشهيد عبد المنعم رياض ، و الفدائي الفلسطيني ؟ ..
التحليل السياسي في خلاصته يشير إلي أن إسرائيل " جنحت إلي السلم " مع مصر ، بعد حرب أكتوبر 73 ، و " جنحت " للسلم مع الفلسطينيين بعد إنتفاضة 1987 .. ألا يشير ذلك إلي أن الطريق الوحيد لإقناع إسرائيل بالسلام لابد وأن يمر بمنعطف القوة ؟ .. ألم يكن الإنسحاب من جنوب لبنان دليلاً آخر علي ذلك ؟؟ ..
لقد كسبت إسرائيل من السلام أضعاف ما ربحته من الحرب .. وهي تريد الآن أن تواصل التمتع بثمار السلام دون أن تدفع الثمن الوحيد المطلوب منها وهو "العدل" .. وربما تراجع نفسها إذا حرمت من بعض ثمار السلام ، وأهمها طبعاً المقاطعة العربية ، ولكن أبرزها تلك المحاولات الدؤوبة التي يقوم بها البعض لتجميل وجه إسرائيل القبيح ، بحجة " السلام الآن وليس غداً " ..
ألا يشعر بعضنا الآن علي الأقل بالخجل؟ بعد كل هذه الوحشية في الأرض المحتلة، ألا يجد ذلك البعض ضرورة للإعتذار عن تلك الكلمات الرقيقة التي صوروا لنا بها حب إسرائيل للسلام ؟ .. أولئك الذين سودوا عشرات الصفحات غزلاً وهياماً ، بل وصنعوا نظرية كاملة للروح الجديدة في إسرائيل .. ألا يشعرون ببعض حمرة الخجل ؟ .. أستطيع أن أجيب : لا .. فهم لا يشعرون ..
نعم .. جاوز الظالمون المدي .. ولكن صحن الإنتقام لا يؤكل إلا بارداً .. لذلك يجب أن نحتفظ برؤوسنا باردة رغم كل الحريق في قلوبنا ، ورغم كل ثغرات النظام الدولي الجديد ، فلابد أن نتعامل معه ، ورغم رداءة الواقع ، فلا ينبغي أن نفقد إتصالنا به ، دون أن يعني ذلك تخلينا عن الحلم والأمل ..
يجب ألا ننسي أبداً أن الصليبيين تواجدوا في تلك المنطقة نفسها لمدة مائتي عام ..وأرتكبوا من الوحشية والمجازر ما تتواضع أمامها مجازر اليوم .. إن عمر إسرائيل في المنطقة لم يتجاوز بضع وسبعين عاماً .. !!
ما الفارق بين جرائم التطهير العرقي التي أرتكبها النازي أو الصرب ، وما أرتكبته وترتكبه إسرائيل بشكل مستمر ؟ .. أنها تنتهك حفنة من الإتفاقات الدولية .. أعتقد أن الوقت قد حان كي يطبق علي إسرائيل ما يطبق علي مثيلاتها في مجال الجرائم الدولية التي لا تسقط ، ولن تسقط بالتقادم ..
إننا قد ننسي أو نتغافل ، ولكننا لن نغفر أو نتسامح ..
تعليقات
إرسال تعليق
أترك تعليق